إثيوبيا وإريتريا تضعان نهاية لواحدة من أصعب أزمات أفريقيا
يستعد الخصمان القديمان إريتريا وإثيوبيا لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين بعد أول زيارة عالية المستوى قام بها مسؤول إريتري إلى أديس أبابا، الثلاثاء، خلال نحو عقدين من الزمن، ما أنعش الآمال في وضع نهاية لواحدة من أصعب الأزمات العسكرية في أفريقيا.
وتأتي زيارة الثلاثاء بعدما قال رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد في وقت سابق من الشهر الجاري إنه سيلتزم ببنود اتفاقية سلام بين البلدين، وأشار إلى احتمال تسوية النزاع الحدودي في خطوة رحبت بها إريتريا.
ولدى وصوله أدبس أبابا، قال وزير خارجية إريتريا عثمان صالح: “اليوم يوم عيد، لأن أبناء شعبين وجيلين متماثلين انفصلوا طوال تلك الفترة، لكن وبعد معاناة فتحنا باب السلام”، وفق ما نقلت “وول ستريت جورنال”.
وفي خطوة رمزية، قال رئيس الوزراء الإثيوبي إن الخطوط الجوية الإثيوبية ستعيد تشغيل رحلات إلى إريتريا للمرة الأولى منذ عام 1998، وهي ذات السنة التي شهدت قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.
وعبر أحمد عن أمله في انتهاء النزاع، وجدد استعداده لقبول نقل تبعية منطقة متنازع عليها، وأضاف خلال مأدبة عشاء مع ممثلين من إريتريا: “ستتم مبادلة أراض بين البلدين، لكن ذلك لن يهم، لن توجد حدود بيننا لأن العلاقة بيننا ستقوى”.
وكان رياضيون ومغنون وممثلون ورجال دين قد انضموا إلى أحمد في مطار أديس أبابا للترحيب بصالح وغيره من المسؤولين الإريتريين.
يذكر أن إريتريا استقلت عن إثيوبيا في عام 1993 بعد حرب استمرت 3 عقود، لكن الصراع اندلع مجددا بينهما في عام 1998 حول بلدة بادمي الواقعة على حدودهما المتنازع عليها، حيث قطعت العلاقات الدبلوماسية منذ ذلك الحين، إلا أن لأسمرة وفدا دائما في أديس أبابا يمثلها في الاتحاد الأفريقي الذي يقع مقره بالعاصمة الإثيوبية.
وكانت قنبلة قد استهدفت رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد، السبت، أثناء تواجده في تجمع حاشد لمؤيديه، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح.
وتقول وسائل الإعلام الإثيوبية إن الهجوم من تدبير معارضين للإصلاحات المعلنة منذ توليه السلطة في أبريل، ومنها خصخصة شركات بقطاعي الطيران والاتصالات، والتقارب مع إريتريا.
سكاي نيوز