كأس العالم ليست لعبة فحسب
لا أدرِ لِمَ قلَّل البعض من جهود ومساعي قلة من المسؤولين في نقل مباريات كأس العالم في أماكن مفتوحة للمواطنين.
“المونديال” ليس أهم بطولة كروية وحسب، إنما أهم مناسبة عالمية، أو يكاد يكون ذلك.
صحيح أن السودان ليس مثل دول كثيرة، وفرت لمواطنيها جميعاً دون استثناء، مشاهدة “أرضية” مجانية، إنما سعت عبر قناة “الخرطوم” في توفير النقل “محلياً” بكُلفة أقل.
البعض، ومنهم الصديقة الزميلة نازك شمام، بخّسوا من تكالب المسؤولين في توفير أندية مشاهدة مجانية باعتبار أن ذلك ليس أولوية، وهناك مشكلات خدمية واقتصادية واجتماعية “متلتلة” بانتظار المسؤولين بدلاً عن هروب إلى توفير مشاهدة كأس العالم.
لكن فات على الزملاء، أن الابتعاد عن الإحباط وتناسي الغم، و”ضرب الهم بالفرح” في أحيان، ضرورة وواجب.
مثل هذه المناسبات مجرد “Break” من الروتين المُمل والمتواصل.. ولو عاد البعض إلى الوراء، منذ 1/1/2018، أي قبل ستة أشهر، لتأكدوا أن المواضيع ظلّت هي المواضيع دون تجديد.. “شُح سيولة، أزمة دولار، مشكلات استيراد وتصدير، اعتقال البعض بتهم التجاوزات والفساد”.. وكان يكسر جمودها، تصريحات لإبراهيم غندور، أو نواب برلمانيين أو قيادات من الوطني.
مشاهدة كأس العالم، ليست مجرد تشجيع فريق يفوز في المباراة، إنما هو عالمٌ قائمٌ بذاته..
من ناحية السياسة، الاقتصاد، الاستثمار، الأخلاق، التطور، المفاهيم، العادات والتقاليد، ثقافة الشعوب، قياس المهنية والمصداقية، …إلخ.
كأس العالم يحمل المفاجآت يومياً، ليس داخل المستطيل الأخضر، إنما بالمعلومات التي تتكشف وتُكتب وتُنشر في وسائل الإعلام.
آخر المعلومات التي فاجأتني على الصعيد الشخصي، ما نقلته الوكالات، عن منتخب آيسلندا، ذلك البلد صغير المساحة الذي يشارك لأول مرة في المونديال.
حارس المنتخب الذي تصدى لركلة جزاء من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هو مخرج سينمائي احترف الكرة قبل خمسة أعوام، ومدرب المنتخب طبيب أسنان، أما قلب الدفاع هو “عازف موسيقى” وكذلك لاعب الوسط يعمل في مجال العقارات، وهناك خمسة أطباء بشريين يلعبون في صفوفه، حتى الحارس الثاني “الاحتياطي” يعمل في مجال المحاماة.
رسائل عديدة في هذه التشكيلة التي استطاعت التفوق أكاديمياً وربما عملياً في الحياة العامة، وبين الانتظام في أندية وفرق وتمثيل المنتخب.
كأس العالم سنتحدث عنه كثيراً إلى أن ينتهي، ولنجعله استراحة، مما هو ممل وراتب.
لينا يعقوب