قمة مكة تحصّن الأردن بحزمة مساعدات اقتصادية قيمتها 2.5 مليار دولار
ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في القمة الرباعية التي عقدت اليوم بمكة المكرمة، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لمناقشة سبل دعم الأردن الشقيق، وتأكيد قدرته على تجاوز الأزمة الراهنة وضمان أمنه واستقراره، واتفق قادة الدول على دعم المملكة الأردنية بتقديم حزمة من المساعدات يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين وخمسمئة مليون دولار أميركي.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقوف الإمارات بقيادة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جانب الأشقاء في الأردن، وحرصها على تقديم كل أشكال الدعم الممكنة لتجاوز هذه الأزمة العابرة، متمنياً دوام الأمن والاستقرار والتقدم لمملكة الأردن الشقيقة وشعبها المعطاء، مؤكداً الدور المحوري والفاعل الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في ضمان أمن واستقرار المنطقة.
وترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في القمة الرباعية التي عقدت اليوم بمكة المكرمة.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقوف دولة الإمارات بقيادة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جانب الأشقاء في الأردن، وحرصها على تقديم كل أشكال الدعم الممكنة لتجاوز هذه الأزمة العابرة، متمنياً دوام الأمن والاستقرار والتقدم لمملكة الأردن الشقيقة وشعبها المعطاء.
وثمّن صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي المبادرة الكريمة من جانب خادم الحرمين الشريفين بالدعوة لعقد هذا الاجتماع، لبحث السبل التي يمكن من خلالها معاونة الأردن الشقيق وشعبه على تخطي هذه الأزمة، من أجل مواصلة عملية البناء والتنمية بما يعود بالخير على شعب هذا البلد الشقيق الذي تربطه بالإمارات علاقات تعاون وطيدة، مؤكداً الدور المحوري والفاعل الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في ضمان أمن واستقرار المنطقة.
وصدر عن الاجتماع الذي عقد في مكة المكرمة بشأن الأزمة الاقتصادية في الأردن وسبل دعمها للخروج من هذه الأزمة بيان، أكد خلاله القادة انطلاقاً من الروابط الأخوية الوثيقة بين الدول الأربع، واستشعاراً للمبادئ والقيم العربية والإسلامية، الاتفاق على قيام الدول الثلاث بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن، يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين وخمسمئة مليون دولار أميركي، تمثلت في وديعة في البنك المركزي الأردني، وضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، ودعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات، وتمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية.
وقد أبدى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على مبادرته الكريمة بالدعوة لهذا الاجتماع، ولدولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة على تجاوبهما مع هذه الدعوة، وامتنانه الكبير للدول الثلاث على تقديم هذه الحزمة من المساعدات التي ستسهم في تجاوز الأردن لهذه الأزمة بإذن الله تعالى.
وضم وفد الدولة رفيع المستوى إلى أعمال القمة كلاً من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية، إلى جانب عدد من الوزراء.
كان في مقدمة الواصلين إلى السعودية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يرافقه ولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله، حيث وصلا إلى مدينة جدة بملابس الإحرام، وتوجّها فور وصولهما إلى مكة، حيث أدّيا العمرة، وأعقبه أمير الكويت، حيث كان في استقبال ضيوف المملكة عدد من الشخصيات الرسمية والمسؤولين.
وقد عكست مبادرة الملك سلمان لاحتواء الأزمة الأردنية وبحث سبل دعم البلد الشقيق ارتياحاً على الشارع الأردني، فبعد أيام قليلة فقط من أزمة الاحتجاجات التي أربكت الشارع الأردني، اتصل الملك سلمان بالعاهل الأردني الملك عبد الله، وقادة وزعماء الدول المشاركة في القمة، وقد انتهت تلك الاتصالات إلى الاتفاق على عقد اجتماع عاجل في مكة المكرمة للتشاور حول أزمة الأردن، والعمل على وضع حلول لها.
واستبشر الأردنيون بهذا الاجتماع خيراً، وتنفسوا الصعداء، وأبدوا ارتياحهم البالغ لهذه المبادرة السريعة من المملكة العربية السعودية، الشقيق الأكبر للأردن ولكل الدول العربية والإسلامية، بحسب تعبير الأردنيين.
وخصصت دول الخليج للأردن في ديسمبر 2011 مبلغ خمسة مليارات دولار لاحتواء احتجاجات انتشرت في أرجاء المنطقة. وارتبطت الأموال بمشروعات تنمية أسهمت في تحفيز اقتصاد البلاد المعتمد على المساعدات.
وقال مسؤول أردني، طالباً عدم ذكر اسمه، إن وديعة لتعزيز الاحتياطيات القائمة، البالغة 11.5 مليار دولار، والآخذة في التراجع، سيكون لها تأثير كبير في تخفيف الضغوط على الميزانية التي تعاني عجزاً، وتخصص نفقاتها في الأساس لتغطية رواتب العاملين بالقطاع العام.
وداخلياً، يواصل رئيس الوزراء المكلف عمر الرزّاز مشاوراته الموسعة مع القوى السياسية والحزبية في البلاد قبيل تشكيل حكومته المتوقع الإعلان عنها الثلاثاء أو الأربعاء على أقصى تقدير.
وسادت حالة من التفاؤل في الشارع الأردني، لا سيما على المستويين الرسمي والشعبي، عقب دعوة المملكة العربية السعودية لاجتماع مكة بحضور الإمارات والكويت والأردن، وألقت الأجواء الإيجابية بظلالها على الساحة الأردنية من جهة انفراجة قريبة تسهم في انتشال الأردن من ضائقة اقتصادية خانقة، وتجاوز محنة أوصلت الشارع إلى حد الغليان، وأسفرت عن إقالة حكومة هاني الملقي، بعد جدل كبير حول مشروع قانون ضريبة الدخل المرفوض شعبياً ونقابياً.
فتائل الأزمة المتعددة اقتصادياً وسياسياً جمدت، بعد غضب شعبي على السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة، فتكليف الرزّاز بتشكيل حكومة جديدة عنوانها التشاور والحوار، سرعان ما ترجمه الرئيس الجديد، ما خفف من حالة الاحتقان خصوصاً بعد التعهد بسحب مشروع قانون ضريبة الدخل، ويواصل رئيس الحكومة مشاوراته الاثنين مع قادة الأحزاب، يليه اجتماع آخر في اليوم ذاته بأعضاء البرلمان الأردني.
وبعث انفتاح الرزّاز الواسع والمكثف خلال الأيام القليلة الماضية برسائل إيجابية مفادها أن الحكومة الجديدة تشاركية. ويأتي اجتماع مكة في هذه اللحظة ليدعم ثقة الشارع في الحكومة الجديدة.
ويرى محللون أن اجتماع مكة انعكس بشكل واضح على الشارع، وعلى الرئيس المكلف الرزّاز، وقال عمر كـُلاب إن اجتماع مكة سيمنح الرزّاز هامشاً كافياً في مساره السياسي والاقتصادي الفترة المقبلة، لا سيما في مناقشاته حول القــوانين الاقتصادية بعيداً عن ضغط اللحظة.
وبيّن كُلاب أن المواطن من جهة أخرى استشعر في الخطوة السعودية أنه لن يُترك وحيداً، وأن العمق الخليجي الاستراتيجي ليس متخلياً عن الأردن، وأنه سمع صرخة الشارع ما شكّل راحة للمواطن، معتبراً أن التدخل الخليجي سينزع التوتر في الأردن شعبياً وحكومياً.
وأشار كُلاب إلى أن الاحتجاجات الأخيرة عنوانها اقتصادي، وأن هذا الوجع الاقتصادي سيخفت بعد تدخل الخليج، وقال إن التخفيف من وطأة الضغط الاقتصادي على الدولة سيعطي رئيس الحكومة المكلف مساحة وهامشاً لإعادة ترتيب ومناقشة الوعاء الضريبي في البلاد.
واعتبر أن العون الخليجي يشكّل طوق نجاة للبلاد. ولفت إلى أن كتاب التكليف الملكي إلى الرزّاز غير مسبوق، وأن الكتاب أعطى دفعة للتحرك بفضاء واسع ومعلوم يتسق مع شخص رئيس الحكومة ونهجه.
دعم
والسعودية والإمارات والكويت أكثر دول المنطقة دراية بالظروف الجيوسياسية والمحلية المعقدة التي يمر بها الأردن، فالبلد، الذي يعاني تعقيدات ديموغرافية، أصبح غير قادر على تحمل أكثر من 650 ألف لاجئ سوري على أراضيه، وهو ما يمثل ضغطاً موازياً على الميزانية العامة للدولة. كما لا يزال الأردن، منذ اندلاع ثورات ما يعرف بـ«الربيع العربي»، هدفاً شبه معلن لكل من تنظيم الإخوان وإيران.
وأدّت جماعات قريبة من الجانبين أخيراً دوراً كبيراً في استهداف الأسرة الحاكمة في الأردن، عبر تشويه دورها على الصعيدين المحلي والإقليمي. وتراجعت التحويلات القادمة من الأردنيين العاملين في دول الخليج بشكل حاد منذ عام 2014، وانعكس هذا التراجع سلباً على القدرة الشرائية لمختلف شرائح المجتمع الأردني. وكشفت مصادر عربية أن الدول الخليجية الثلاث المجتمعة في مكة المكرمة هي الأكثر دعماً للأردن تاريخياً.
أصداء
لاقت دعوة الملك سلمان بن عبد العزيز لعقد القمة الرباعية أصداء دولية وعربية واسعة، وأشادت عدد من العواصم بالخطوة، واعتبرتها تصب في اتجاه الحفاظ على استقرار الأردن، وهو الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الأمن والسلم العالمي، وتفويت الفرصة على عدد من الجهات المتربصة بأمن المنطقة. وتصدر هاشتاغ #السعودية_الأردن_بلد_واحد قائمة الترندات في السعودية على موقع التواصل «تويتر»، خلال أقل من ساعة من إعلان الديوان السعودي في بيان أصدره فجر السبت عن الاجتماع.
قرقاش: ريادة إيجابية
أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية أن مبادرة خادم الحرمين تؤكد الريادة الإيجابية للملكة العربية السعودية، وقال في تغريدة على حسابه في موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى اجتماع دعم الأردن تجسيد صادق للدور العربي الخيِّر للسعودية، الريادة الإيجابية إرث المملكة وبوصلتها، والرياض يعوّل عليها».دبي – البيان
السيسي يثمّن جهود العاهل السعودي بشأن الأردن
أعرب الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، عن تقديره لاهتمام العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعقد اجتماع مكة لمناقشة سبل دعم الأردن. وفي تغريدة له على حسابه على «تويتر»، ثمن السيسي جهود خادم الحرمين الشريفين الحثيثة لتعزيز التضامن العربي، ودعم المواقف العربية على الأصعدة كافة «سائلاً المولى عز وجل له السداد والتوفيق في ما يصبو إليه من دعم استقرار للأردن الشقيق». ووجه الرئيس السيسي تحية تقدير واعتزاز للعاهل الأردني على جهوده الرامية لحفظ الأمن والاستقرار بالأردن، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).
الجبير: قمة مكة تؤكد سعي السعودية لاستقرار الأشقاء
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن مبادرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في دعم الأردن من خلال عقد قمة رباعية، في مدينة مكة المكرمة، تؤكد سعي الرياض لاستقرار الدول العربية.
وقال الجبير في تغريدة له على حسابه على تويتر: «مبادرة سيدي خادم الحرمين الشريفين في دعم الأردن الشقيق، وتواصله مع قادة دولة الإمارات ودولة الكويت لعقد اجتماع دعم الأردن بمكة المكرمة، ليتجاوز هذا البلد العزيز أزمته تؤكد سعي المملكة المتواصل لتنعم الدول العربية وشعوبها بالاستقرار والتنمية. وفيما، ثمنت عدد من العواصم العربية المبادرة السعودية وأعرب عدد من السياسيين العرب عن تقديرهم لدعوة الملك سلمان لعقد اجتماع في مكة المكرمة، بهدف بحث سبل دعم الأردن اقتصادياً.
أكد وزير الشؤون الإسلامية، في السعودية الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن دعوة الملك سلمان تجسد «ريادة المملكة ومواقفها الثابتة والمشرفة تجاه أشقائها العرب والمسلمين، كما أنها تمثل خلقاً سعودياً أصيلاً».
البيان