الأسد: الوجود الروسي في سوريا “شرعي” والوجود الأمريكي والبريطاني “غزو”
دافع الرئيس السوري بشار الأسد عن دور روسيا في بلاده قائلا إن روسيا لا تفرض شروطها على أي بلد تتدخل فيها.
ونفى الأسد في مقابلة حصرية مع صحيفة ميل أون صنداي البريطانية أن تكون روسيا هي من يدير الأمور في الحرب التي تمزق بلاده، قائلا إن حكومته تعمل بشكل مستقل عن حلفائها الروس والإيرانيين.
وشدد الأسد على أن “روسيا تحارب من أجل القانون الدولي، وجزء من هذا القانون الدولي يتعلق بسيادة مختلف الدول ذات السيادة، وسوريا واحدة منها”.
وهاجم الأسد مشاركة قوات عسكرية أمريكية وبريطانية في سوريا واصفا إياها بـ “الاستعمارية”، وامتدح بالمقابل دور القوات الروسية مشددا على انها “شرعية” لأنها جاءت بطلب من حكومته.
وقال “لدينا علاقات وطيدة مع روسيا لأكثر من ستة عقود، والآن ما يقارب من سبعة عقود. وعلى مدى هذه الفترة وفي كل علاقتنا، لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئا، حتى لو كانت هناك اختلافات”.
وأشار الأسد إلى أن حكومته قد اختلفت في الرأي مع روسيا وإيران خلال فترة النزاع المستمرة في بلاده منذ سبع سنوات.
وقال “هذا طبيعي جدا، ولكن في المحصلة القرار الوحيد بشأن ما يحدث في سوريا وما سيحدث، هو قرار سوري”.
وقد تدخلت روسيا عسكريا في النزاع السوري في عام 2015 عندما كانت قوات الأسد تعاني في الحفاظ على الأراضي التي تسيطر عليها أمام تقدم مقاتلي المعارضة المسلحة.
وقدمت الضربات الجوية الروسية والمستشارون العسكريون المساعدة للقوات الحكومية في استعادة أكثر من نصف البلاد.
كما أرسلت طهران أيضا مستشارين عسكريين إلى سوريا، بيد أن الأسد ينفي وجود قوات إيرانية على الأرض في بلاده.
وكانت إسرائيل كررت تحذيرها من أنها لن تقبل وجودا إيرانيا متخندقا في سوريا.
ويشك في أنها شنت عددا كبيرا من الغارات على مواقع حكومية سورية خلال الأعوام الماضية، وقد أعلنت الشهر الماضي عن ضربات جوية غير مسبوقة استهدفت ما تقول إنها قواعد تديرها إيران في سوريا.
ونفى الأسد في المقابلة أن تكون روسيا على علم مسبق بمثل هذه الضربات الجوية، على الرغم من التعاون الوثيق بين روسيا وإسرائيل.
وقال ” لا هذا ليس صحيحا. روسيا لم تنسق مع أي جهة ضد سوريا، سواء سياسيا أو عسكريا”.
وأضاف سيكون “هذا تناقضا، كيف يساعدون الجيش السوري في تحقيق التقدم وفي الوقت نفسه يعملون مع أعدائنا لتدمير جيشنا”.
وتدخل في الصراع في سوريا عدد من القوى الغربية التي دعمت جماعات المعارضة السورية في البداية، ثم ركزت جهودها لاحقا على دحر تنظيم الدولة الإسلامية ضمن التحالف الذي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وركز الأسد هجومه على التدخلات الأمريكية والبريطانية قائلا إنها “تنتهك سيادة سوريا”.
وأضاف “وجهة نظري حول هذا الموضوع هي إنها سياسة استعمارية، وهي ليست جديدة “.
وأوضح الأسد للصحيفة البريطانية أن بلاده قد أوقفت تعاونها الأمني ومشاركتها في المعلومات الاستخبارية مع الدول الغربية.
وقال “يريدون تبادل المعلومات على الرغم من أن حكوماتهم تقف ضدنا سياسيا، لذا نقول … عندما تغيرون موقفكم السياسي، نحن جاهزون”.
واضاف “الآن، ليس ثمة تعاون مع أي أجهزة استخبارات أوروبية، بما في ذلك الأجهزة البريطانية”.
وتشكل هذه المقابلة، بحسب الصحيفة، أول مقابلة للأسد مع صحفي بريطاني منذ عام 2015.
بي بي سي عربية