ومن السبب يا ركابي..؟
بحّ الصوت وجفّ المداد وما من طريق يُمكِن أن يوصلنا إليكم إلّا وسلكناه لإيصال رسالة سلمنا لها الشعب السوداني وتركها أمانة في أعناقنا لإيصالها لكم فحواها أنّ هذا الشعب الكريم أصابه الملل من كثرة القول وقلة الفعل وفيها أيضاً أنّ لا تفترضوا السذاجة في شعبٍ يعِ تماماً ما يجري في بلاده ويطلُب منكم في (أدبٍ) شديد (كعادته) أن تُساعدوه بالصمت عن قولٍ لا يتبعه عمل جاد قد يُخرِج البلاد من نفقها المُظلم الذي أدخلتموها فيه وقد ضيعتُم داخله مفاتح الخُروج وفقدتُم المُعينات وتاهت عليكم سبل الخروج منه ..
كيف لمن أدمن التسكُع وترك العمل أن يحلم بالرفاه ..؟
ظلّ الساسة ونخُص منهم من بيدهم ملفات الاقتصاد في البلاد يُكثرون من التنظير الغير مُجدي ويُحدثونا دوماً عن مُعالجات ومُحاولات تجري لرتق فتق اقتصاد دمرته سياساتهم الفقيرة للدراسات المُستقبلية والخالية من الرؤية والخطط الداعمة للإنتاج المُفضي لحالة الإنفراج التي ظللنا ننتظرها ونحن جُلوس بلا عمل (عطالة) في ضُل الضحى بعد أن بارت أراضينا ونفقت مواشينا وهرب منّا مُستثمرينا وتزعّزعت ثقة الغير فينا..
(كشف وزير المالية محمـد عثمان الركابي عن وجود فجوة كبيرة بين الاستهلاك والانتاج وأكد إرتفاع استهلاك السودان للقمح من مليون طن إلى إثنين مليون طن وقال أصبحنا نعتمد على الاستيراد في السلع الأساسية وأكد الركابي في رده على نواب البرلمان أنّ المالية تدعم بشكل خرافي الوقود والكهرباء وتابع أنّ الشعب السوداني لقيتو عطشان ما بقدر أرويهو في ثلاثة شهور وأنّ الحكومة ضحت بايرداتها ولم تنقص صرفها وأضاف لا يُمكن أن نتحدث عن حلول غير موجودة في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة حسب وصفه..)
لقد قلت الحق ولم تأتِ بجديد هل تعلم سيدي الوزير أنّ المواطن السوداني البسيط ومن لا علاقة له بسياساتكم هذه يعلم ومن زمانٍ بعيد أنّ هُناك فجوة كبيرة بين الاستهلاك والانتاج إذ لا إنتاج أصلاً اليوم يُذكر في بلادنا والقصة ماشة بالبركة وأدوات البصارة الأخرى التي لم تطالها أيديكم بعد ، لقد استوردنا سيدي حتى (الطماطم) من بُلدان لا يمتلك أهلها عُشر ما لدينا من أراضٍ ومياه ومن عجز عن إشباع نفسه من أرضه قطعاً لا قدرة له على النهوض ببلاده..
من أين لكُم هذه الأموال الخرافية التي تدعمون بها الوقود والكهرباء يا تُرى هل من مصدرٍ أخر لديكم للايرادات لتغذية خزينتكم خلاف جيب المواطن الممكون الموبوء بسياساتكم هذه ..؟
ماذا عن استهلاك الدولة المجاني (الكبير) من الوقود والكهرباء ..من يدفع..؟
الكلام الخالي من مُعالجات وجراحات عميقة (حقيقية) لن يروي الشعب السوداني من عطشه ولم ولن تُشبعه التصريحات المُتتالية ولن تُنقذه هذه المُبررات الواهية من هذه الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد..
ومن كان السبب فيها بالله عليك يا ركابي..؟
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة