عالمية

مصر…”مجهولون” يقتحمون حفل إفطار الحركة المدنية الديمقراطية

تداولت وسائل إعلام مصرية خبر اقتحام “مجهولين” حفل إفطار رمضاني نظمته الحركة المدنية الديمقراطية المعارضة، ودعت إليه رؤساء وممثلي الأحزاب المشاركة في الحركة وبعض الشخصيات العامة في النادي السويسري بحي “الكيت كات” في إمبابة بمحافظة الجيزة.

وأسفر الاقتحام عن إصابة “فريد زهران” رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، و”خالد داوود” رئيس حزب الدستور والقيادي بالحركة، وفُض الحفل في أعقاب أذان المغرب مباشرة باستخدام القوة، بينما قالت وزارة الداخلية إنها تواصل جهودها لضبط الجناة.

وقال منظمو حفل الإفطار إن الحفل كان يشارك فيه عدد من رؤساء الأحزاب السياسية “الشرعية” في البلاد من مختلف التوجهات السياسية إلى جانب وزراء سابقين مثل أحمد البرعي وزير القوى العاملة والهجرة في حكومة عصام شرف، وكمال أبو عيطة وزير العمل في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، وعمرو حلمي وزير الصحة السابق، فضلا عن ناشطين سياسيين وأساتذة جامعيين وصحفيين وروائيين معروفين.

لجنة تحقيق “محايدة ونزيهة”

وقال فريد زهران، رئيس حزب التحالف الشعبي الإشتراكي، لبي بي سي إن “نحو 60 من الشخصيات العامة وقيادات الأحزاب السياسية في مصر كانوا في الحفل”، ومع أذان المغرب انطلقت ما سماها عملية “اعتداء دبَرها بلطجية اقتحموا المكان وخربوا مائدة الطعام وانهوا حفل الإفطار بعد دقائق من انطلاقه”.

وقال زهران إنه أصيب بجرح في رأسه مما استدعى تدخلا طبيا لوقف النزيف بـ 8 غرز جراحية.

وطالب، في حديثه لبي بي سي، بلجنة تحقيق “محايدة ونزيهة وموضوعية للوقوف على أسباب الاعتداء وكشف هوية المسؤولين عنه”.

كما اقترح زهران أن تكون لجنة التحقيق برلمانية، لأن ما حدث “أمر خطير واعتداء واضح على بعض رموز المعارضة المصرية، ويثير علامات استفهام جادة وحقيقية”.

حادث “مدبر”
أما رئيس حزب الدستور، خالد داوود، فاتهم من وصفهم “ببلطجية النظام” بتدبير حادث الاقتحام، قائلا إنه “عايش كثيرا من الأحداث المشابهة من خلال عمله كصحفي ميداني منذ العام 1995 ومن خلال نشاطه في العمل السياسي العام، خاصة في عهد مبارك”.

وأوضح داوود، الذي أصيب في يده بكوب زجاجي مكسور، أن من “اعتدوا على تجمع المعارضة كشفوا أنفسهم من خلال هتافاتهم، إذ كانوا يرددون عبارات من قبيل “يا جواسيس، يا عُملاء” و”تحيا مصر”.

وقال عدد من المشاركين في حفل الإفطار إن التيار الكهربائي قد قُطع عن مكان الحفل وأعيد مرة أخرى لدى وصول قوات الأمن إلى المكان.

وكتب الروائي المصري، إبراهيم عبد المجيد، في حسابه على موقع تويتر إنه كان يشارك في الحفل وعندما “حانت لحظة الإفطار، اصطففنا أمام الطعام، وقبل أن يتناول أحد أي شيء ظهر، بشكل مفاجئ، شاب ومعه امرأة وهما يتشاجران بجوار الطعام وحولهما أكثر من شاب يتظاهرون أنهم يفصلون بينهما. لقد كان واضحًا أنهم ليسوا من المدعوين، لذلك قلت لمن أقف جواره هذا ليس خلافا عائليا، إنهم على الأغلب من المواطنين الشرفاء”.

وأردف “عبد المجيد” في روايته للأحداث “لم أكد أنتهي من كلامي حتى وجدتهم يلقون بالأطعمة في الأرض ويصرخون “امشوا يا ولاد….” “بره يا ولاد …”، وسارع كثيرون بالابتعاد فألقيت عليهم وعلينا الكراسي، وما يثير الاستغراب هو أنني عندما سألت رجال الأمن بالنادي السويسري عن سبب السماح لهم بالدخول قالوا إنهم جاءوا بسيارة واحدة وحجزوا بعض الطاولات بزعم أنهم مدعوون للحفل لكنني رأيت بعضهم يجري خارجًا بدون أي سيارة”.

وقال المتحدث باسم الحركة المدنية، المهندس يحيى حسين عبد الهادي، إن الاعتداء كان مدبرا، رغم أن الإفطار كان مجرد احتفال للحركة دون أي نشاط سياسي وبحضور شخصيات من خارجها.

مصر تتسع للجميع
ويأتي هذا الحدث بعد أيام من خطاب ألقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمام مجلس النواب في أعقاب أدائه اليمين الدستورية في بداية فترته الرئاسية الثانية.

وهو خطاب ، يقول خالد داوود القيادي بالحركة المدنية، “استبشرت به المعارضة المصرية خيرا لأنه حمل مضامين سياسية تؤكد أن مصر تتسع للجميع طالما أنهم لم ينتهجوا العنف ويحاولوا تخريب البلاد”.

لكن داوود يقول إن “ما نراه على أرض الواقع خلاف ذلك، إذ يلقى القبض على بعض رموز المعارضة ويودعون السجون بتهم واهية” كما يُعتدى بدنيا على آخرين لا لشيء سوى لأنهم يعارضون سياسات النظام”، مشيرا إلى أن الرسالة من وراء ذلك هي أن المعارضة لا تستطيع التجمع سلميا حتى لو كان ذلك في أنشطة اجتماعية أو ترفيهية على حد قوله.

أما وزارة الداخلية المصرية فقالت على لسان مصدر أمني مسؤول “لم تحدده” إن الأجهزة الأمنية تكثف من جهودها لضبط المسؤولين عن فض حفل الإفطار و تحطيم موائد الطعام والكراسي.

يذكر أن الحركة المدنية الديمقراطية قد رأت النور، أواخر العام الماضي، بعد حملات استهدفت مرشحين محتملين لمنافسة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي خلال الانتخابات الرئاسية في مارس/آذار الماضي، والتي فاز فيها بأغلبية ساحقة ضد منافسه الوحيد “موسى مصطفى موسى” رئيس حزب الغد الذي كان قد تقدم بأوراق ترشحه قبل غلق باب الترشح بساعات!

ودعت الحركة التي تضم ثمانية أحزاب سياسية وأكثر من 150 شخصية عامة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية ووصفتها وقتها “بالمسرحية الهزلية”.

بي بي سي عربية