تحقيقات وتقارير

جبل مرة.. إدعاءات عبد الواحد للتشويش على خروج «اليوناميد»

مع اقتراب المراحل الأخيرة لتنفيذ إستراتيجية خروج اليوناميد، وتحركات مجلس الأمن الدولي ومناقشته مقترحا لتعجيل سحب قوات حفظ السلام بدارفور «يوناميد» كليا في غضون عامين، شرعت عدد من المنظمات المعادية لإطلاق تحذيرات تجافي الحقائق بوجود إحتكاكات ومعارك بجبل مرة تستوجب بقاء هذه البعثة.

أجواء الأمن والإستقرار التي تعيشها ولايات درافور بصفة عامة وجبل مرة بصفة خاصة جعلت فلول وعصابات حركة عبدالواحد محمد نور الرافضة للسلام تطلق الشائعات والفبركات الإعلامية بأنها لازالت تحارب بدارفور وأن هناك عمليات نزوح للمواطنين من جبل مرة.

وشرعت الحركة في تحريك بعض المنظمات لدعم مسارها تحت مسميات مجتمع مدني لتحريض الأطراف المعنية والمجموعات الحقوقية للوقوف ضد المقترح الذي دعا له مجلس الأمن والدول الأعضاء. وطالبت هذه بعدم تمرير هذا المقترح تحت ذريعة أن المعارك لازالت مستمرة بجبل مرة وضرورة الإبقاء على اليوناميد لحفظ أمن المدنيين في دارفور والإبقاء عليها وتمكينها من أداء دورها بالإقليم.

ويبدو أن حركة عبدالواحد قد فقدت المصداقية والسند الخارجي، ففي زيارة لمسؤول القسم السياسي والاقتصادي بالسفارة الأمريكية في السودان، والس راين، لوسط دارفور نهاية شهر مايو الماضي، أكد استقرار الأوضاع الأمنية بـ«جبل مرة»، والتزم بتقديم العون للمتضررين من الحرب ودعم برنامج العودة الطوعية، وحث الحركات الرافضة على الجلوس للحوار وصولاً إلى سلام شامل.

وكشف راين في تصريح عقب لقائه بوالي وسط دارفور، محمد أحمد جاد السيد، بمدينة زالنجي، عن زيارة قريبة للقائم بأعمال السفارة الأمريكية للولاية خلال أيام، للوقوف على احتياجات المنطقة ولقاء المسؤولين الحكوميين لمناقشة سبل التعاون.
ونوه إلى أنه قد زار مدينة قولو حاضرة محلية وسط جبل مرة على رأس وفد رفيع من السفارة، للوقوف على حقيقة الأوضاع الأمنية والإنسانية في جبل مرة، وقد تأكد لهم استقرار المنطقة.

فيما رحب والي وسط دارفور، بتعاون الولايات المتحدة في عملية السلام والاستقرار في دارفور.
وأوضح جاد السيد أن الفضل في استقرار الأوضاع الأمنية يعود إلى عملية جمع السلاح، وأن الحكومة تتحمل كامل مسؤوليتها تجاه حماية مواطنيها، لكنها لا تصد أي جهد ومساعدة تسهم في استعادة الأمن والاستقرار للمنطقة .
وطالب الوالي الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، بممارسة المزيد من الضغط على الحركات الرافضة للسلام للجلوس إلى طاولة المفاوضات، حتى ينعم مواطن الولاية بالاستقرار والتنمية.
وأكد حرص حكومته على إنجاح الموسم الزراعي وتشجيع النازحين للعودة إلى مناطقهم الأصلية، بفتح المسارات والمراحيل وتأمين القرى ومناطق الإنتاج واتخاذ إجراءات تجنب الاحتكاك بين الراعي والمزارع.

ويقول إسماعيل آدم مفوض العون الإنساني بولاية وسط دارفور إن محليات جبل مرة الثلاث التابعة للولاية آمنة ومستقرة، وأن حركة العودة الطوعية والتلقائية فيها منسابة بكثافة وهذا بشهادة منظمات الأمم المتحدة.
وأكد آدم أن عملية جمع السلاح كانت لها نتائج إيجابية على استقرار الوضع الأمني وازدياد معدلات العودة خاصة بمناطق جبل مرة. واشار إلى أن حكومة الولاية أوفت بالتزاماتها تجاه إعمار منطقة جبل مرة والنهوض بالبنية التحتية.

ويؤكد مراقبون أن حركة عبدالواحد بدأت تنفيذ مخطط عقب إنتهاء مهلة الثلاثة شهور التي حددها مجلس الأمن والسلم للحركات الدارفورية المتمردة للدخول في عملية السلام.

وكان مجلس الأمن قد شدد على ضرورة الفصل بحلول مايو 2018 في الاجراءات تجاه الاطراف بما في ذلك العقوبات المحتملة لمعرقلي جهود السلام المستدام في دارفور.
وحث المجلس الحركات المسلحة غير الموقعة على السلام الشروع فوراً في المشاركة من أجل السلام والمصالحة في دارفور على أساس وثيقة الدوحة التي «لا تزال الأساس الأكثر معقولية للانخراط في حل الصراع في الإقليم».

صحيفة الصحافة.