رأي ومقالات

إسحق فضل الله: ساعة تأمل قبل الكتابة

والبعير يقال (هرج) إذا انتفض يتخبط ويتلوى حين يضعون عليه القطران
> والكاتب أحياناً.. يهرج

> فالكاتب كثيراً ما يكاد أن يلقي بالقلم.. وأن يقول أبيت.. كرهت.. زهجت.. مش عايز أكتب..
> والأستاذ علي يسن يصرخ يوماً (هذا الشعر طالق)
> ثم يعيد الشعر إلى عصمته بعد الطلاق العاشر.. فالشعر نوع من الجرب
> ودكتور محمد وقيع الله يزهج يوماً ويقرر ألا يستمر في رسالته للدكتوراه.. ويقرر أنه مش عايز.. وأنه حر.. وأنه وأنه
> ومحمد يرقد قفا ويشرع في القراءة عن (أبي نواس)!!
> وأبو نواس يؤلف عن نفسه الحكايات بحيث لا يدع رذيلة إلا ارتكبها
> حتى الكلام داك قال (أو نسب الناس إليه) أنه قال إنه فعله
( وفي الحقيقة الناس يستمدون حكاية الكلام داك ممن يحمل نفس الاسم في اليمن قديماً.. ذو نواس الحميري.. الذي كان يفعل هذا
> لكن
> محمد وقيع الله لا يقرأ صفحتين حتى يجد نفسه جالساً في منتصف الفراش يسأل نفسه
> : أين رأيت هذه الصفات؟
> ثم يصرخ
نعم.. نعم.. إنه القذافي
> ودكتور محمد يجد أن أبا نواس يفعل كل شيء (أو يقول إنه يفعل) حتى يظل تحت أعين الناس.. أنا هنا .. أنا هنا
> والقذافي يجد دكتور محمد أنه كان يفعل كل شيء/ عدا الشذوذ الذي ينسب إلى أبي نواس/ ليظل تحت عيون العالم
> والدكتور يقفز ويكتب للدكتوراه فصلاً عن التشابه الغريب بين القذافي وأبي نواس.. وفصلاً يسميه (من منقستو إلى حسن الترابي)
> ويكتب
> لماذا .. القذافي يدعم الحركات الموصوفة بالإرهاب ما بين إيرلندا والألوية الحمراء والباسك والجيش الأحمر.. ولا شيء يجمع الحركات هذه
> ولماذا يشن الحرب على الشيوعيين العرب (الكلاب الضالة كما يسميهم)
ثم يؤويهم عنده
> ثم العراق.. وعلاقات تقطع حين يوقع هذا معاهدة مع السوفيت
> ثم ما هو .. صداقة ليبية مع السوفيت
> ثم حرب مع السادات.. ثم دعم
> ثم دعم للنميري ثم حرب
> ثم دعم لصدام ثم حرب
> ثم دعم لعيدي أمين
(مع إنه لا دخل له في هذا)
ثم حرب كاملة ضد حسين هبري..
> ثم دعم لمنقستو ثم دعم للثوار ضده
> قال الدكتور إن ما يفعله القذافي عمره كله لا يحمله إلا شيء واحد
> .. هو الصرخة.. أنا هنا.. أنا هنا
> والقذافي واحد من رؤساء عرب ما لم يدرس الناس حالتهم فإن محاولات الإصلاح بكاملها تصبح نوعاً من الرسم على الماء
(3)
> محمد وقيع الله الذي يكتب رسالته عن الرؤساء.. ويهرب إلى أبي نواس.. يطل عليه الرؤساء العرب من سطور أبي نواس
> وخراب الرؤساء يقود إلى
: لماذا هم فاشلون
> والفشل يقود إلى أن العجز عندهم ما يصنعه هو كفاءة كاملة عند الرؤساء هؤلاء.. نعم كفاءة حقيقية تستخدمها جهة ما.. ضدهم.. وضدنا نحن
> لكن ما يقود ليس هو الرؤساء وحدهم.. فالشعوب هناك
> والشعوب تقاد للهاوية بصناعة اليأس
> وبعض اليأس هو
> إحصائيات حديثة فيها أن خمسمائة جامعة هي الأعظم في العالم ليس من بينها جامعة عربية
> وبالتالي رؤوس للمستقبل .. فارغة
> وبعض اليأس هو
: جامعة هارفارد ميزانيتها السنوية هي خمسة وثلاثون مليار دولار
> والمليارات هذه .. البحوث تجلب مثلها
> بينما ميزانيات جامعاتنا هي؟!
> مدهش أن صناعة اليأس هذه هي التي جلبت سلاح المقاومة
> وما بين عام 1970 واليوم ما يجمع كل غليان العالم العربي والإسلامي هو الكلمة هذه.. المقاومة الناجحة بالفعل
> وابتكار أسلحة جديدة للمقاومة
> ونحدث عنها
> والربيع العربي الذي يبعد الرؤساء كان هو أول شعور بالخطر ومن أين يأتي

إسحق فضل الله
الانتباهة

تعليق واحد

  1. دعك من ابو نواس والقذافي واكتب لنا عن هذا الدهل العايش بيننا ، قطعا ما يحمله من تناقضات في جعبته يجعلنا نشك في الكلام داك