سياسية

وزير الخارجية السوداني في القاهرة: لا حديث عن “النهضة”

قالت مصادر دبلوماسية سودانية في القاهرة إن زيارة وزير خارجية السودان، الدرديري محمد أحمد، إلى القاهرة والرياض، تأتي في إطار إعادة ترتيب الأوراق الإقليمية وفقاً للأوضاع السودانية الراهنة. وأوضحت المصادر الرسمية السودانية، التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، أن الدرديري بحث مع نظيره المصري، سامح شكري، خلال الزيارة، تحديد موعد لاجتماع اللجنة الرباعية على مستوى وزيري الخارجية ومديري جهازي الاستخبارات، المزمع عقده في الخرطوم خلال الفترة المقبلة، بعدما كان مقرراً له أن يُعقد في إبريل/ نيسان الماضي، لولا قرار إقالة وزير الخارجية، إبراهيم غندور. وأشارت المصادر إلى أن زيارة الدرديري للقاهرة تضمنت انعقاد لجنة التشاور السياسي، وهي واحدة من آليات التفاهم المتفق عليها بين البلدين لحل أي نزاع سياسي يطرأ على العلاقات.

وتم تعيين الدرديري، أخيراً، وزيراً للخارجية ضمن تعديل واسع في حكومة الوفاق الوطني، بعدما أعفى الرئيس السوداني عمر البشير، وزير الخارجية إبراهيم غندور، من منصبه في إبريل الماضي لشكواه أمام البرلمان من عدم صرف رواتب البعثات الدبلوماسية لشهور. ولفتت المصادر إلى أنه لم يتم التطرق خلال الزيارة إلى تفاصيل الخلافات المصرية السودانية، سواء في ما يتعلق بمسألة مثلث حلايب المتنازع عليه، أو عودة الخلافات الإعلامية بعد الإساءة للسودان في الأعمال الدرامية المصرية، والتي كان آخرها ما جاء في مسلسل “أبو عمر المصري” الذي يصور السودان كأنه ملاذ للإرهابيين ومقر لإعداد العمليات الإرهابية. وكشفت المصادر عن أن مشاورات الدرديري في القاهرة تناولت الملف الليبي بتوسع، خصوصاً في ضوء اجتماع باريس، والذي لم تشارك فيه الخرطوم. وبحسب المصادر، تلعب مصر دوراً وجهوداً حثيثة لتحسين العلاقات بين معسكر الشرق الليبي، بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والسودان، لافتة إلى أن هذا الملف لم يشهد تقدماً يذكر في الفترة الماضية.

وحول ما إذا كانت المشاورات بين الوزيرين تطرقت إلى ملف أزمة سد النهضة، شدد مسؤول سوداني، تحدث لـ”العربي الجديد”، على أن أي مفاوضات بشأن السد لا بد أن تكون ثلاثية، في حضور ممثل إثيوبي، لافتاً إلى أن هناك اتفاقاً واضحاً في هذا الشأن. وكشف المسؤول السوداني عن اتفاق بين الخرطوم وأديس أبابا يقضي بعدم اتخاذ أي من الدولتين إجراء منفرداً بشأن ملف الأزمة، وهو ما يمنع الخرطوم من التطرق لأي تفاصيل دقيقة أو خطوات تترتب عليها إجراءات عملية بدون وجود الطرف الإثيوبي. وتشهد العلاقات بين السودان ومصر توتراً، ومشاحنات في وسائل الإعلام، على خلفية عدة قضايا خلافية، أهمها المثلث الحدودي في حلايب وشلاتين المستمر منذ سنوات.

ويغادر الدرديري القاهرة متوجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض عقب انتهاء اجتماعه مع وزير الخارجية المصري. وفي هذا السياق، قالت المصادر، التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، إن زيارة الدرديري للرياض ستتركز على جزئيتين أساسيتين، وهما حمل تطمينات للجانب السعودي بعدم سحب السودان قواته المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن ضمن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، على الرغم من المطالبات الداخلية في الخرطوم بسحب تلك القوات بعد تعرضها لخسائر كبيرة في الأرواح، وكذلك الهجوم الدولي المتواصل على تلك العمليات، بالإضافة إلى الدعم السعودي للخرطوم لاستكمال مشاورات رفع الحصار الأميركي عنها وتحسين العلاقات مع واشنطن. كما أشارت المصادر إلى أن الملف الثاني على أجندة الدرديري في الرياض هو ملف ذو أبعاد اقتصادية، إذ سيبحث ضرورة تسهيل الإجراءات الخاصة بحزمة من المساعدات الاقتصادية السعودية للسودان، للتغلب على الأزمة الاقتصادية الداخلية التي يعاني منها السودان، وفي مقدمة ذلك المساعدات البترولية.

لالعربي الجديد