منوعات

مسحراتية القدس العتيقة .. يحاربهم الاحتلال بتهمة “إزعاج المستوطنين”

كان المسحراتيان محمد حجيج وسعيد العجلوني يجولان فجر اليوم الاثنين، كعادتهما طوال أيام رمضان لإيقاظ سكان حارتهما في البلدة القديمة بالقدس، حين فاجأتهما قوة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي واعتقلتهما واقتادتهما إلى مركز شرطة القشلة بعد أن وجهت لهما تهمة “الإزعاج”.

ويقصد بذلك إزعاج المستوطنين القاطنين في البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة، والعمل دون ترخيص من بلدية الاحتلال في القدس.

محمد حجيج وسعيد العجلوني انضما إلى ثلاثة زملاء لهم سبق لقوات الاحتلال الإسرائيلي أن اعتقلتهم قبل يومين، خلال قيامهم بالمسحراتية (أي إيقاظ الصائمين لتناول طعام السحور) بتهمة “إزعاج المستوطنين”.

المسحراتي محمود بدر، من سكان حارة السعدية، أكد لـ”العربي الجديد”، أنها “ليست المرة الأولى التي يتعرضون فيها لمضايقات جنود الاحتلال وللملاحقة من طواقم بلديته. كانوا على الدوام يعوقون عملنا، إلى أن حدث ما حدث قبل يومين فاحتجزونا ونقلونا إلى مركز شرطة الاحتلال في منطقة باب الخليل بالبلدة القديمة، واتهمونا بالتسبب بإزعاج المستوطنين وإيقاظهم من نومهم، معتبرين أن هذا عمل يخالف القانون. ولم يكتفوا بذلك بل فرضوا علينا مخالفات مالية لصالح بلدية الاحتلال”.

وأضاف: “نحن نرفض هذه التهم، وقلنا للمحققين إن ما نقوم به هو جزء من موروث القدس في رمضان، فكيف تمنعوننا منه؟ لم ينصتوا لنا بالطبع وكانوا مصرين على أن ما نقوم به يسبب إزعاجا للآخرين”.

هذه التهم وصفها مدير نادي الأسير في القدس المحتلة، ناصر قوس، بأنها “غريبة من نوعها”، متسائلاً عن توقيتها هذا العام، وعن أسباب ملاحقة المقدسيين في طقوسهم الرمضانية الممتدة منذ قرون من الزمان.
تهمة المسحراتية جاهزة وهي “إزعاج المستوطنين” (العربي الجديد)

واعتبر قوس أن استهداف المسحراتية وعلى هذا النحو يأتي في سياق جملة من الاستهدافات والممارسات التي باتت تطاول المقدسيين، وتمس كل مظاهر الحضور العربي الإسلامي في المدينة المقدسة. وقال: “إن مكافحة الاحتلال لما يسميه رموز السيادة الوطنية الفلسطينية في القدس الشرقية هو اعتقاد ترسخ بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال”.

ورأى الناشط المقدسي علاء الحداد، وهو من سكان حارة السعدية حيث يقيم المسحراتية الثلاثة، “إن ما جرى هو اعتداء على حق من حقوق المقدسيين والمسلمين عموما”. وقال: “بات كل شيء ممنوعا علينا”.

في حين قال حاتم عبد القادر القيادي من حركة فتح، إن “التهمة الموجهة للمسحراتية بإزعاج المستوطنين هي ذريعة لتوجه أخطر بتنا نلمسه على الأرض من قبل سلطات الاحتلال ودوائرها المختلفة التي تستهدف كل شيء. فالناس هنا ممنوعون من رفع علم فلسطين، وممنوعون من إقامة أية فعاليات جماهيرية حتى ولو كانت حفلا لأطفال، في حين تشتد ضراوة عمليات القمع والتنكيل التي يتعرض لها المحتجون على ممارسات الاحتلال، وهو ما شهدناه في احتفالات المستوطنين التي سميت مسيرة الأعلام، ومنع تجمعات الشبان في ساحة باب العمود منذ بداية شهر رمضان”.

وأضاف عبد القادر لـ”العربي الجديد”: “المسحراتية جزء أصيل من حياة المقدسيين في رمضان، وهي من الطقوس الممتدة لقرون طويلة. اعتدنا على المسحراتي وعلى قرع الطبول والدفوف ليلاً، وهتاف المسحراتي (يا نايم وحد الدايم) و(قوموا على سحوركم أجا رمضان يزوركم). لماذا ينزعج الاحتلال ومستوطنوه من طقوسنا الآن، بينما يترك الحبل على الغارب لمسيرات العربدة والرقصات الهستيرية المجنونة التي ينظمها المستوطنون بمناسبة وبدون مناسبة”.

العربي الجديد