هكذا طبع القطط..!!
أوقف ود اللولي ظريف المدينة سيارته البيجو القديمة في صف الوقود الطويل وترجّل منها إلي حيث يجتمع أصحاب السيارات وكان محوّر حديثهم يدور عن القطط السِمان التي شغلت الناس في هذا الزمان وعن سر التسمية مع أنّ جماعة السفِح واللفِح في الأنظمة السابقة كانوا يصفونهم بالتماسيح العُشارية ، وجدهُم والكُل يُفتي ويُحاول إيجاد إجابة مُناسبة للسؤال الدائر..
دقائق معدودة مرت من وقوفه معهم استلم بعدها ود اللولي الحديث وبدأ يشرح لهُم أولاً في سبب وصف حرامية زمان بالتماسيح وبما أنّ التماسيح لا تستطيع العيش في اليابسة فنجدها تتربّص وبحذر بفريستها (القاصية) المُطرِفة تبتلعها وتغوص بها في أعماق الماء للاستمتاع بها ثُم تُعاود الكرة مرة أخرى ، هكذا كان يفعل (الجماعة) زمان وهُم يبتلعون (المُطرِفة) فقط إن أوجدها حظها البائس أمامهم ودائماً ما تنشط حركتهم في الظلام..
أما عن تسمية جماعة هذا الزمان بالقطط السمان فتعالوا أحكي لكم هذه القصة والتي تُجيب على سؤالكم إجابة شافية كافية..
في يومٍ ماطر شديد البُرودة وجدنا قطة تحتمي بجدار منزلنا حسبّناها ميتة من شدةِ البرد والجُوع أشفق عليها الأطفال وأخذوها إلى داخل المنزل واقتسموا معها حليبهم ووجباتهم إلى أن تعافت من علتها وطاب لها المقام في منزلنا لما وجدته من إحسان ووفرة في الغذاء وفرت عليها اللهث وراء الفئران والحشرات ، قطة كانت لطيفة تسعى بيننا تتمسّح بأرجلنا ولم تُكشِر يوماً أنيابها ولم تُظهِر قط مخالبها لأحد من أفراد المنزل تأكُل ما يُتاح لها وما يمنحه لها أهل المنزل من فضلاتهم ، وكانت اللُقيمات التي تُلقى إليها تكفيها ..
استمر الود بينها وأهل المنزل إلى أن تمكّنت وأصابتها التُخمة من الشبع وأصبحت بدينة تتقدّل بيننا لا تُبالي ولا تخشى أحداً من أهل المنزل وكثيراً ما كشّرت أنيابها للأطفال وأظهرت لهم مخالبها وكثيراً ما شاركتهم وجباتهم (قسراً) وخطفت ما في أيديهم ولم تسلم والدتهم أيضاً من تلك القطة المُفترسة المُفترية ناكرة الجميل وباتت تُعاملها بحذر شديد خوفاً على ما في يدها وكم من مرة اختطفت منها شيئاً كانت تعُده للمائدة مع التركيز على اللحوم وبدأت الشكوى تتكرر وتبدّلت العلاقة بينها والأطفال من حُبٍ جارف لها إلى خوفٍ ورعب منها..
الغريب أنّها لا تختطف إلّا الطيبات من الأكل حتى بعد أن تمّ طردها من المنزل تكررت زياراتها لنا بقوة عين تسرق وتهرُب ولم يسلم منها حتى الجيران..
ما ضربته لكُم من مثلٍ حي يُجيب بحق على السؤال وهؤلاء القطط التي يجري البحث عنها للقبض عليها فعلت ما فعلته القطة في داري وقد جاءوا فُقراء يُطاردهم الجوع تمسّكنوا حتى تمكّنوا ووصلوا إلى مُرادهم سلبونا الطيبات واستأثروا بها لأنفسهم وتركونا في هذا الوضع..
وكان الله في العون..
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة