رأي ومقالات

نساء نابليون وحالنا

حينما​ سقطت العاصمة الفرنسية باريس بيد النازيين في أربعينيات القرن الماضي، زار هتلر قبر نابليون بونابرت وانحنى له بكل احترام قائلاً”عزيزي نابليون سامحني لأني هزمت بلدك ولكن يجب أن تعرف أن شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء بينما شعبي كان مشغولاً بقياس فوهات المدافع والبنادق.

*ما قاله هتلر قبل سنوات عديدة ينطبق اليوم على المسلمين الذين انشغلوا بالملذات والأفلام والأغاني حتى في الشهر الفضيل شهر العبادة والطاعة.
*انشغل المسلمون في رمضان وغيره بالمسلسلات والأفلام التي تحمل لنا كل يوم إشارة للبعد عن الدين .
*انشغل المسلمون بالبرامج الترفيهية وغيرهم يشتغل لهدم الدين الإسلامي بشتى الطرق ليظهر لنا جيلاً بعيداً عن الإسلام وثوابته.
*ففي الوقت الذي تخرج علينا الفضائيات بالمسلسلات العارية والبرامج الفارغة كان اليهود يحتفلون بنقل السفارة الأمريكية للقدس.
*الضعف الذي يعيشه المسلمون الآن لم يسبق أن وصل إليه جيل من أجيال الإسلام منذ بزوغ فجر الإسلام.
*حتى حينما كان المسلمون في الاندلس يدفعون الجزية للحاكم الاسباني كانوا اقوى من مسلمي هذا العهد.
*حينها رفض ابن عباد استفزاز الملك اتفونس الذي كان يريد تحقيق رغبة زوجته بان تضع مولودها في مسجد قرطبة، فكانت المعارك بين الاسبان واهل الاندلس وانتصر فيها المسلمون بعد اعانة اخوانهم المرابطين في المغرب لهم.
*كان الاسلام قوياً بوحدة المسلمين وتكاتفهم وتراحمهم، اما اليوم فالقادة المسلمون يشهدون ضعفاً لا مثيل له.
*القدس تنتهك حرمتها بالسفارة الامريكية ولا حديث عملي ضد هذا القرار.
*لم نر شيئاً سوى الادانة عبر البيان الختامي للقمة الاسلامية في اسطنبول والتى دعت لحماية الشعب الفلسطيني.
*القمة الاسلامية اتخذت العديد من القرارات الهامة ولكن نخشى ان لا تكون هذه القرارات ذات تأثير على ما يحدث في القدس.
*القرار الذي ينتظره المسلمون هو سحب السفراء العرب والمسلمين من واشنطن .
*قبل ايام طالعت مقطع فيديو في احدى وسائل التواصل الاجتماعي لشخصية افريقية مرموقة تتحدث عن ما يحدث في القدس.
*قالت تلك الشخصية ان الاسلام ليس للعرب وحدهم والرسالة المحمدية لم تكن للعرب وحدهم وكذلك القدس ليس للعرب وحدهم.
*وما يفعله الرئيس التركي اردوغان عجز عن فعله كل القادة العرب .
*تركيا كان لها العديد من القرارات الشجاعة حيال القدس وان سار العرب في دربها سيكون هناك تراجع لامريكا وسفارتها من القدس . حسناً ان لم ينهِ المسلمون انشغالهم بالمسلسلات ووسائل الترفيه فلن ينصلح حالهم أبداً، وسيظل الاعداء منشغلين بكيفية القضاء على المسلمين ونحن ننشغل بصناعتهم التافهة.
*سنظل مغيبين ورجال المال اليهود يدعمون كثيراً البرامج العربية التي تجعلنا مغيبين حتى تكتمل المؤامرة اليهودية ضد الاسلام. انها مسؤولية تبدأ من الاسرة وربها الى من هم في قمة الحكم ان انتبهوا للمؤامرات التي تحاك ضد ابنائنا عبر الدراما وغيرها من البرامج التي تجعلهم بعيدين عن دينهم .
*في احد الاحياء الشعبية شاهدت طفلة تحيي اخرى بالانحناء ويديها على وسط وجهها .
*ما فعلته الطفلة دون وعي منها هو ما يظهر في تلك المسلسلات المدبلجة وبعضها يحمل مشاهد لا يليق بالاطفال مشاهدتها.
*اكثر ما يؤثر على شخصية الابناء هو تلك الشاشة البلورية التي تنقل الينا الكثير من العادات والمشاهد التي لا تشبه الاسلام وتحدث تأثيراً كبيراً في الاطفال.
*تخيلوا معي تلك الطفلة ان لم تجد التوجيه في الوقت المناسب فكيف سيكون حالها حينما تكبر. ومثلها العشرات بل المئات او الاف من ابنائنا مشغولين ليس بقياس ملابس النساء كما فعل الفرنسيون وهزموا وانما بقياس مدى جودة هذا البرنامج وذاك المسلسل وسنهزم ان لم نفق من تلك الغيبوبة.

بقلم:جعفر باعو
صحيفة الانتباهه.