قال إن العمل المسلح ليس آلهة تُعبد.. عرمان.. نقطة تحوُّل أم منصة مراوغة؟
في خطوة مفاجئة، أبدى نائب رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال، ياسر عرمان، زهده في العمل المسلح، وانحيازه للهبوط الناعم بالانتقال من (الكفاح المسلح) إلى (النضال السلمي). وبرر عرمان الذي دائماً ما يصفه نظراؤه في الوفود الحكومية بالمراوغة، لوجود تحولات محلية وعالمية استدعت هذا التحول بجانب أن توازن القوى لن يمكِّن الحركة من حسم الصراع عسكرياً، قائلاً إن العمل المسلح ليس آلهة لتعبد وإنما هو مرحلة مؤقتة لتحقيق أهداف سياسية بعينها.
وتشهد الساحة السياسية تحولات آنية كبيرة حول مسألة الوصول إلى السلطة، حيث ثارت جدالات داخل حزب المؤتمر السوداني حول جدوى مقاطعة الانتخابات، ثم ها هو عرمان يدفع بأطروحة جديدة تنمُّ عن فكر ملَّ حمل البندقية -وليس تكتيكاً- فتمثل سانحة مهمة للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع المتطاول في البلاد.
بيد أن مراقبين قرأوا خطوة عرمان ضمن صراع توازنات القوى في صفوف الحركة الشعبية وعدوا ما اجترحه من حديث على أنه محاولة لاستعادة بريقه الذي ضاع في المسافة الفاصلة بين الفريق مالك عقار والجنرال عبد العزيز آدم الحلو.
وما يزيد من هذه الاحتمالية أن عرمان صاحب قدرات كبيرة على استقطاب الرأي العالمي والإقليمي عقب سنوات طويلة قضاها متنقلاً في الخارج للإنابة عن الحركة في كثير من المحافل لا سيما التفاوضية منها.
الحاجة لتشجيع
يصف المحلل السياسي البروفيسير الطيب زين العابدين خطوة عرمان بالدعوة إلى الحل السلمي بالجريئة والشجاعة، وعدها تحولاً جيداً في اتجاه التطور السلمي في السودان أيا كانت أسباب هذا التحول إلا أن الوسيلة السلمية أفضل بكثير من العنف المسلح.
داعياً الحكومة في حديثه مع (الصيحة) بتشجيع هذا النوع من القرارات خاصة التي تأتي بقناعة من الطرف الآخر الحامل للسلاح وتعمل على تهيئة المناخ والأجواء للعمل السياسي السلمي ببسط الحريات في التعبير ومزاولة العمل السياسي حزبياً حقيقياً في البلاد من خلال تطبيق مخرجات الحوار التي تتضمن قانون انتخابات جديداً وتكوين مفوضية انتخابات مستقلة ومحايدة بجانب إلغاء القوانين المقيدة للعمل السياسي كافة، وتمكين مخرجات الحوار من الإنفاذ والتطبيق على أرض الواقع.
ويمضي البروفيسير الطيب زين العابدين في تفسيره للخطوة التي اتخذها عرمان للقول إن دافعها قد يكون فقد عرمان لسند الجيش الذي كان يعتمد عليه في العمل المسلح الذي بدأه وقطاع الشمال بعد انفصال الجنوب مباشرة، بينما تعكس الأوضاع حالياً بأن الجيش أصبح تحت سيطرة عبد العزيز الحلو الذي عزل كلاً من ياسر عرمان ومالك عقار وجردهما من أي سلطة على الجيش حتى في منطقة النيل الأزرق التي يسيطر فيها على بعض المناطق وكذلك في جنوب كردفان بعد أن تم فصلهما من رئاسة الحركة.
ويسترجع البروفسير زين العابدين قائلاً: لكن عرمان شخص له تجربة أكثر من خمسة وعشرين عاماً في العمل المسلح وربما يكون وصل لقناعة بأن العمل المسلح لا يقود لنتائج إيجابية وسلام واستقرار قياساً بتجربة الجنوب. مذكراً بأن عرمان ليس هو أول من قام بهذا التحول من العمل المسلح إلى السلمي حيث سبقه عبد العزيز خالد والاتحاديون مجموعة مولانا الميرغني، فلذلك على الحكومة أن تتعامل مع هذه الخطوة برد التحية بأحسن منها وتسعى لتطويرها وتعميمها على بقية الحركات المسلحة في دارفور .
محض حيلة
في حديثه مع (الصيحة) تساءل الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إسحق أحمد فضل الله قائلاً: (أي عقل وأخلاق تدفع ياسر عرمان للتحول إلى الحل السلمي؟ فهو بهذا الحديث يشهد ضد عقله وأخلاقه). مضيفاً بأن الأحداث الحالية أكبر من عرمان الذي يستجدي الجميع ولا أحد يلتفت إليه داخل الخرطوم أو خارجها وحتى المجتمع الدولي، مردفاً بأن كل ما يريده عرمان هو أن يلبس ثياب فرعون بعد أن وجد نفسه عارياً من أي ورقة توت تغطيه فلجأ إلى هذه الحيلة وهو يبحث لمدخل ليعود لقيادة الحركة التي أبعد منها منذ عامين في محاولاته لحفظ ماء وجهه، وعليه وجد ضالته في التحولات التي تحدث هذه الأيام ليسوَّق لنفسه من جديد.
وأكد إسحق أن عرمان يسوِّق نفسه لأمريكا بأنه ابن قرنق وحليفها في الخرطوم حتى يعيد صورته السابقة وهو على يقين بأنه ليس هناك شخص يقبله وكل ما يطمع فيه أن يعود ليعيش في كنف أهله في أم درمان.
الصيحة.
بعد ضياع الاُبهة والشخصنة لمدة سنتين هذه مناورة من خاسر سجمان محدثا نفسه قائلا:- تمسكن حتى تتمكن!!!!
أخيرا وبعد ان طرده الحلو من الحركة الشعبية و بعد وقف التمويل من الخارجية الأمريكية لبس الذئب ثياب الواعظينا.
لا تنخدعوا ليس لديه شئ يقدمه الآن تجاهلوه ليرمي نفسه فى اقرب مزبلة بجنوب السودان