الطاهر ساتي: ثلاثة عقود من إعادة تدوير الكسالى .. (طاقية دا في رأس دا)، ثم أداء القسم بغير إخلاص
(تجريب المُجرّب).. منذ ثلاثة عقود، لا جديد فيه، وغير مدهش، وخال من عناصر المتعة.. وهو نوع من لعبة الكراسي، وتبادل المواقع، مع فواصل من استراحات لمحاربين فشلوا وعجزوا عن فعل شيء .. من جفت زراعته بالفشل يذهب وزيراً للتجارة أو المعادن ليفشل هناك أيضاً ، ومن كسدت تجارته بالعجز يذهب وزيراً للصناعة أو الزراعة ليعجز هناك أيضاً، ومن دمر البؤس صناعته بالجهل يذهب وزيراً للتعليم العام أو العالي ليملأهما جهلاً ، ومن أصابت الأمية تعليمه بالإهمال يذهب وزيراً للاستثمار أو التعاون ليهمل فيهما أيضاً ، ومن حاصر الفقر استثماره بالكسل يذهب والياً أو وزيراً للخارجية .. وهكذا.. !!
:: ثلاثة عقود من إعادة تدوير الكسالى .. (طاقية دا في رأس دا)، ثم أداء القسم بغير إخلاص، ثم مرحلة أخرى لضخ أسباب الحرب والفقر والنزوح والهجرة والفساد..خالد بن الوليد، سيف الله المسلول، رضي الله عنه.. عاش قبل وبعد الإسلام فارساً شجاعاً وذكياً..لم يُهزم جيش قائده خالد..ومع ذلك، أصدر الفاروق عمر رضي الله عنه قراراً بعزل خالد عن قيادة جيش المسلمين رغم انتصار الجيش في كل المعارك.. قرار عزل خالد كان صادماً ومدهشاً، ولكن أبطل الفاروق مفعول الصدمة والدهشة في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم بقوله : (إني لم أعزل خالداً عن سخطة ولكن الناس فتنوا به).. كان راضياً عن أداء خالد، ولم يكن ساخطاً عليه، ومع ذلك عزله ليُرسًخ الثقة في نفوس الصحابة بحيث لا يذهب بهم الظن بأن خالد هو مفتاح النصر وأن جيشاً بلا خالد مهزوم..!!
:: حكمة الفاروق تلك هي المسماة بالتجديد والتغيير.. ليس سخطاً على زيد من المسؤولين أو عبيد، ولكن ترسيخاً لروح القيادة الجماعية في الشعوب.. نعم، بغض النظر عن سوء الأداء ومحاسبة المخطئ والمتقاعس بالعزل، فالغاية العظمى من التنافس الشريف على التداول السلمي لمناصب السلطة بتجديد مسؤولييها وتغييرهم – حتى ولو كانوا من ذوي الحنكة التي تصنع النجاحات وتحقق الإنجازات – هي إشعار كل فرد في المجتمع بأنه (قائد)، وليس إمعة..وليست من سلامة تربية الشعوب ترسيخ ثقافة (هذا المسؤول على كل شيء قدير، ويجب أن يبقى في منصبه مدى الحياة أو ينتقل إلى منصب آخر)..مثل هذا الإحساس – وهو الماثل على أرض الواقع – يُولّد الغبن في الشعوب ويجردها من (روح العطاء)، بحيث يتشبع كل فرد في المجتمع باللامبالاة، أو كما يحدث حالياً ..!!
:: ثم إن مياه الأنهار تكتسب عذوبتها من جريانها بسلاسة ، وإذا توقفت عن الجريان تحولت إلى (برك آسنة) ومستنقعات، كما مؤسسات أية دولة عاجزة عن تجديد الأفكار وتغيير البؤساء..ثم إن التخدير ليس بعلاج للأمراض، بما فيها مرض السلطة.. والمسمى في بلادنا بالتعديل أو التغيير الوزاري محض تخدير لأورام سياسية يجب استئصالها من جسد البلد لتنعم حياة الناس بالسلام و الحريات والإنتاج.. فالبلاد بحاجة إلى استقرار سياسي واقتصادي، وليس إلى تشكيل وزاري يوفر مصادر الرزق لمن لا يستطيعون العيش خارج ظلال السلطة.. وعليه، ما لم يحل السلام محل الحرب، وما لم يحل التنافس الشريف بالأفكار والبرامج والآراء محل الإقصاءات والموازنات، وما لم يشعر كل أهل السودان بالمساواة في الحقوق والواجبات، وفي صناعة حاضر ومستقبل بلادهم، فإن أي حدث آخر محض تخدير لأورام البلاد..!.
الطاهر ساتي
بدأت تجي في الخط. إن شاء الله تواصل علي كدا.
لك التحية الاخ الكريم لقد قلت ما يريد ان يقوله كل سودانى فهل يفهم اهل الرئاسة السودان بلد ال90مليون لا يوجد فيها فريق يلعب لعبة كراس الحكم الا المجربين بالفشل فقط ثم الداخلية يجب ان يعين فيها عسكرى قوى لا مدنى ضعيف فشل فى الولاية والداخلية والشئون الانسانية وال……..اللهم ولى علينا خيارنا ليس لنا كلام غير الصبر الصبر الصبر