حالات ممنوعة من الصيام
للصوم فوائد بنص الآية الكريمة «وإن تصوموا خير لكم» ولكن هناك حالات لا تستطيع الصيام، وهم المرضى الذين يشكل الصيام خطراً على صحتهم، ومن ثم فإن استفادتهم من رخصة الإفطار واجبة،
ومع إطلالة كل رمضان تتكاثر الأسئلة من المرضى إذا كان المريض يستطيع الصيام أم لا؟.. ونوضح هنا أشهر حالات المرضى الممنوعة من الصيام بأمر الأطباء.
حالات مرضى السكري
هناك بعض مرضى السكري يمنعون من الصيام مثل حالات النوع الأول من السكري، وهم الأطفال صغار السن وكبار السن جداً الذين لا يتحملون صيام 16 ساعة بدون سوائل، وكذلك مرضى قصور وظائف الكلى بسبب حرمانهم من السوائل لطول فترة الصيام، فمريض السكري في هذه الحالة يفطر خوفاً من حدوث هبوط في نسبة السكري بالدم، ونظراً لطول فترة الصيام، وكذلك مريض السكري الذي تصاحبه أمراض أخرى مثل قصور الدورة التاجية، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، نظراً لأن معظمهم يتناول مدرات بول وأدوية لا يمكن تناولها على فترات طويلة لحدوث نوبات قلبية أو نوبات ارتفاع ضغط.
حالات مرضى القلب والضغط
هناك قاعدة أساسية لمريض القلب، وهي أن الصيام مفيد جداً له وينصح بشرب حوالى أربعة لترات سوائل يومياً، خاصة مع الحر، وأن يتناول الطعام على فترات متجزئة منعاً لعسر الهضم أو التلبك المعوي، وتجنب المخللات، ولكن بعض الحالات ينصح الطبيب المريض فيها بالإفطار مثل حالات الذبحة الصدرية الحادة ولكن بعد شفائه يصوم، وكذلك في حالة الهبوط المحتقن للقلب وترهل عضلة القلب، ومرضى القلب الذين يصاحبهم ضعف في وظائف الكلى أو الكبد، أما مريض الضغط فهو يستفيد جداً من الصيام، وينصح بشرب سوائل وشرب العصائر وتناول الخضروات بكثرة حتى يتغلب على اختلال التوازن الملحي في الجسم الذي قد يحدث أثناء النهار.
حالات مرضى الفشل الكلوي
مريض الفشل الكلوي له رخصة في الإفطار بسبب عدم تحمله للجفاف ونقص المياه في جسمه، وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من تكوين حصوات في الجهاز البولي يراعى عند صيامهم تناول كميات كافية من السوائل أثناء الإفطار.
حالات النساء الحوامل
أثناء الحمل تحدث بعض التغيرات في الجسم، وهذه التغيرات في جميع الأجهزة مثل التهاب الدوالي والجهاز التنفسي والكلى مع وجود دورة دموية أخرى بالأم وهي دورة الجنين، وبالتالي فإن الصيام في هذا العام سوف يكون ضاراً ومرهقاً للسيدة الحامل، حيث أن ساعات الصيام الطويلة مع الحرارة الشديدة قد تؤدي إلى نقص شديد في السوائل في جسم الأم، خاصة عن طريق العرق، ولهذا فلا ننصح السيدات الحوامل في أية مرحلة من مراحل الحمل بالصوم هذا العام، وحتى إن استطاعت الأم تعويض السوائل في فترة الإفطار فإن ذلك يكون غير كافٍ لمواجهة احتياجاتها هي والجنين أثناء فترات الصيام، ويلاحظ أنه أثناء حالة الحمل يحدث نوع من التركيز في كثافة الدم، وهذا يعرض السيدة الحامل للجلطات، وذلك لأن الحمل يكون مصحوباً بنشاط في عوامل التجلط، وبالتالي فإن كثرة فترات الحرمان من السوائل قد تؤدي إلى حدوث جلطات دموية وتأثير بليغ على الأم والجنين.
حالات النساء المرضعات
أما بالنسبة لفترة الرضاعة فإن الأم تكون بحاجة إلى السوائل بصورة منتظمة وبكمية كبيرة للمساعدة على إدرار اللبن، وبالتالي فإن الصوم لفترات طويلة قد يؤدي إلى ضرر بالغ للجنين، حيث أن القاعدة الفقهية تقول: «لا ضرر ولا ضرار» فيرخص للسيدة المرضعة بالإفطار.
مدير طبي أول الحوادث
د.مهند محمد فضل الله
صحيفة الانتباهه.