حوارات ولقاءات

د. قطبي المهدي : الحركة الإسلامية لم تفقد الكوادر فقط بل فقدت الروح .. الفشل كان فشل السياسيين وليس العساكر

د. قطبي المهدي في حوار الصراحة والوضوح :
يفترض من الرئيس البشير أن يحسم هذه الفوضى ويحل كل شيء بما فيه المؤتمر الوطني وينهي (الشغلانة)
الحركة الإسلامية لم تفقد الكوادر فقط بل فقدت الروح…. الفشل كان فشل السياسيين وليس العساكر

الآن توجد أزمات حقيقية الشعب مستاء منها.. وهذا ما حصل في كل الثورات الماضية

هؤلاء (…..) صدعونا بالشعارات الثورية وحين فشلوا يريدون بيعنا لـ(إسرائيل)
الحركات المسلحة لا تريد سلاماً بل تعيش على المشكلة… وعرمان ليس لديه شيء يفاوض عليه

د. قطبي المهدي كان قيادياً بارزاً بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية قبل أن يتم إبعاده، كما قال بقرار واحد من كل المؤسسات، شغل قطبي العديد من المواقع الحساسة في الدولة بما فيها جهاز الأمن وكان من الشخصيات النافذة المتحلق في دوائر صنع القرار، تسلم العديد من الملفات الخطرة قبل أن ينزوي تماماً ويراقب الحركة السياسية من بعيد، (الجريدة) التقت به بهدف قراءة الحاضر وتفسيره ومراجعة دفاتر الماضي القريب، فكانت الحصيلة التالية التي عبر عنها بطريقة جريئة وواضحة…..

 

فيما يتعلق بالصراع مع (إسرائيل) يرى البعض أنه غير حقيقي وأنكم كإسلاميين تروجون لذلك بغرض التعاطف والكسب السياسي… ما تعليقك….؟
هذا كلام ناس جبناء ضعفاء منهزمين لا أكثر ولا أقل، إسرائيل بالنسبة لنا عدو استراتيجي لا يمكن أن نزوغ من هذه الحقيقة إطلاقاً، الإسرائيليون أنفسهم يعترفون بذلك وأنا قد قمت بنشر وثائق، هذا مثل عملية شد الأطراف وعن أنهم لم يتركوا السودان حراً سيكون مكبلاً هكذا، وتقول الوثائق أيضاً أنهم سيستمرون في خلق الأزمات، إسرائيل لا يمكن أن ترضى بحيزها الصغير لديها مشروع اسمه دولة إسرائيل الكبرى لا تنكره وهي الآن دول نووية ومتقدمة جداً تقنياً، والجاري الآن في سوريا والعراق ولبنان هو كله تمهيد لهذه المسألة وترغب في السيطرة على محيطها الحيوي وأكثر دولة لديها إمكانيات وتمثل مصدر تهديد لها السودان؛ لأن الدول الثانية ضعيفة، دول الخليج لا تشكل لها خطراً ومصر كذلك راكعة تماماً، العداء مع السودان عداء متأصل في عقيدتهم واستراتيجيهم، وغير ذلك لدينا مقدسات في إسرائيل وشعب مظلوم لديه حقوق هناك لا يمكن أن نبيعه لكي تعطينا أمريكا (شوية) إغاثة ومساعدات وأوهام، من يقول مثلاً هذا الحديث منهزمون فقط، صدعونا بالشعارات الثورية وحين فشلوا يريدون بيعنا لـ(إسرائيل) .

برأيك ما سبب الانقلاب المفاجئ في العلاقات مع القاهرة وما مدى التنازلات التي قدمها الطرفان، وهل سيستمر هذا الحال أم سترجع الأمور إلى ما كانت عليه …؟
هنالك بعض الدول على رأسها مصر يجب أن تكون العلاقة معها جيدة لأسباب بعضها استراتيجي وبعضها حضاري، افتكر أن العلاقة مع مصر مهمة لأنها أقرب دولة لنا، والمشكلات الطارئة التي تحدث بيننا يجب أن لا تؤثر على مجمل العلاقة، السودان يسعى لهذا ويحاول احتواءها في إطارها الخاص لكن الجانب المصري لا توجد لديهم هذه الرؤية إذا حدث يوم تصريح لأي مسؤول غداً مباشرة ستجد معاملة مختلفة في مطار القاهرة، المصريون يعلمون أن السودان لا يريد خلافات معهم حتى في موضوع حلايب الرئيس قال إنها سودانية.. ولكن لن نخوض حرباً مع مصر سنحاول حلها بالطرق السلمية، مثل هذا الحديث مرحب به في القاهرة ولكن بالمقابل هنالك هواجس كبيرة بالإضافة إلى ضغوط من قبل بعض أمريكا وإسرائيل بأن لا تكون هنالك علاقة جيدة للقاهرة مع الخرطوم، وهم استطاعوا أن يجبروهم بأن يتخلوا عن القضية الفلسطينية ويحاصروا غزة، ويضغطون لعدم إقامة علاقة جيدة بفهم أننا محاصرون السودان.. ومصنف من الدول الراعية للإرهاب والمهدد للأمن القومي الأمريكي والإسرائيلي، وهذا ما يعقد العلاقة رغم أنها يشعرون بأهمية السودان بالنسبة لهم باعتباره العمق الاستراتيجي.

كنت مسؤولاً عن المخابرات في السنوات الأولى التي تلت احتلال حلايب، ما هي الخطوات التي قمت بها في سبيل عودتها مجدداً إلى أرض الوطن آنذاك …؟
حدثت مقاطعة تامة بين السودان ومصر نتيجة حادثة (أديس أبابا) وحين استلم جهاز الأمن بعد الحادثة هذه وأغلقت كل قنوات التواصل بين السودان ومصر وربما القناة الوحيدة التي كانت سالكة هي قناة الأمن، كنت أذهب هنالك واجتمع بالمسؤولين المصريين وكانت لديّ علاقات جيدة معهم، واستمرت هذه الاجتماعات بيننا وبينهم لفترة لكي نعالج آثار المشكلة، بعدها استطعنا مقابلة أشخاص مثل عمرو موسى وزير الخارجية وقتها، وكذلك التقينا برئيس مجلس الشعب، استطاع وزير خارجية السودان عقب ذلك أن ينشئ علاقة مع وزارة الخارجية المصرية وبعثنا المرحوم محمد عبد الحليم سفيراً إلى هناك وكانت له علاقات حميمة مع المصريين وحقق نجاحات مقدرة، استطعنا بعد سنوات قليلة أن نجعل مصر تسحب شكواها من مجلس الأمن وعادت العلاقات .

فيما يتعلق بـ(حلايب) نحن حرصنا طيلة الوقت بأن لا نتنازل عنها وهذا كان أحد البنود التي تحدث عنها معهم في المخابرات المصرية، وأنا أذكر أننا اجتهدنا مع السفير حسن عابدين الموجود وقتها في السفارة السودانية بلندن بأن نحصل على وثائق من بريطانيا تؤكد تبعية حلايب للسودان والوثائق الآن موجودة، وتعزز موقفنا في كل المحافل الإقليمية والعالمية.
أيضاً بالعودة إلى تلك الفترة السودان كان قبلة للمجاهدين المتطرفين الذين انقلبتم عليهم واعترفت في أحد التصريحات أنك كنت مسؤولاً عن ملف إبعادهم، كيف تم ذلك…؟
طبعاً لم أكن موجوداً في الفترة التي سبقت ذلك في السودان لمن حضرت كنا في أعقاب الفترة التي تقرر إبعاد هؤلاء (العرب الأفغان) كما أطلق عليهم، أولاً حين انتهت الحرب في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي كان هؤلاء الناس يريدون العودة إلى بلدانهم ويفتكرون أن مهمتهم انتهت لكن كان هناك هاجس لدى دولهم من رجوعهم، في تلك الفترة كنت في أمريكا وكان الإعلام الإسرائيلي هنالك دائماً ما يخوف الناس بإطلاق شائعة خطورة عودتهم، نفس الناس الذين تدعمهم الحكومات العربية (حكومة السادات والمملكة السعودية وغيرهم) وسهلت لهم سفرهم ودفعت لهم مصاريف كل ذلك حين رجعوا بدأت تتخوف منهم وتعتقلهم وتصادف هذا مؤتمر استثماريين عمل بالسودان وكانت مخرجاته بأن أي عربي يأتي للسودان يسمح له بالدخول بدون حصوله على تأشيرة، وكان هذا أسلوب متبع في عدد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان لأسباب سياسية وآخر لأبعاد قومية، نحن هدفنا كان كسب المستثمرين وهؤلاء حين وجدوا الأبواب مغلقة في بلادهم، البلد الوحيد الذي كان يمكن أن يأتوا إليه السودان وقد كان.

يعني لم تتم دعوتهم….؟
لا، ومن ضمن القادمين كان أسامة بن لادن وجاء كرجل أعمال، لاحقاً بدأ الشكاوى بأن السودان يستضيف الإرهابيين وتوترت العلاقة مع بعض الدول بسبب ذلك خاصة مع دول شمال أفريقيا (الجزائر وتونس وليبيا) ووصل التوتر حتى مع فلسطين، هم كانوا يطالبون بتسليمهم، أنا حين أتيت لجهاز الأمن كانت معظم أجهزة المخابرات تطالبنا بتسليمهم لكن نحن كنا لا نرى أي مبررات لذلك، وهؤلاء الناس لم يرتكبوا أي ذنب في نفس الوقت، كنا نراقب نشاطهم بصورة جيدة حتى لا يحدث أي شيء في النهاية طلبنا منهم مغادرة السودان، لكن لم نسلمهم إلى أية جهة؛ لأنهم متهمون ظلماً وأنا أشرفت على هذه العملية وخرجوا جميعهم .

ما مدى تقييمك لسياسات الخارجية للحكومة الآن ويا ترى ما هي أسباب التحولات الكبيرة التي نشهدها هذه الأيام مثل الارتماء في أحضان أمريكا ثم الانقلاب عليها والتوجه صوب روسيا، التحالف مع تيار السعودية والأمارات وفي نفس الوقت الوقوف مع قطر …؟
يمكن أن نرى هذا المنظور بزاويتين ممكن يعتبر تخبطاً، لكن أيضاً يمكن أن نقول إننا لا نريد أن نلتزم بمحور واحد، نحن ننظر إلى مصلحتنا من غير أن نحجم علاقتنا من طرف إرضاءً لآخر، وهذا ما انتهجه السودان في أزمة الخليج الأخيرة لم ننحاز إلى أي طرف ودعمنا المبادرة الكويتية، فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا اعتقد أنها مفهومة جداً وفي إطار الدفاع عن أمننا الوطني كنا محتاجين أن نحصل على سلاح وتأييد دبلوماسي في مجلس الأمن، وهذا نتيجة لوقوف أمريكا ضدنا.. وكانت لها مبرراتها من غير ما نوقف الحوار مع أمريكا، فيما يتعلق بـ(تركيا) نفس الشيء دولة ذات إسلامية وذات تأثير في المنطقة ولدينا معها علاقات استراتيجية ومصلحة مشتركة لكن هناك حساسية لبعض الدول التي تريدنا أن نكون معها ونعادي أعداءها.. وهذا لن يحدث إلا إذا تنازلنا عن سيادتنا.

طيب، كيف تنظر لقطع العلاقات مع إيران…؟
نحن في يوم من الأيام أنشأنا علاقة قوية مع إيران لكن لم نتقدم؛ لأن السودانيين كانوا يفترضون لأننا لسنا شيعة لن تقف معنا إيران كان تقف في سوريا ولبنان، وبالتالي ظلت العلاقة محدودة رغم أننا بصدق خاص انطلقنا معهم في العلاقة إلى أقصى الحدود وتحملنا عداءات الآخرين، لكن في النهاية كان لابد أن تنحصر العلاقة في حجمها الطبيعي، بعد ذلك ظهرت العديد من الفيديوهات التي يشتم فيها الإيرانيون الرئيس السوداني، وهذا ما جعله يلاحظ أن كل الذي تقدم به الإيرانيون في العلاقة هو نشر المذهب الشيعي وخلق صراعات طائفية لم تكن موجودة .

لكن إيران كانت داعماً اقتصادياً للسودان….؟
لم تكن داعماً اقتصادياً كانت داعماً فنياً وكان هنالك دعم سياسي في كل المحافل الدولية.
يعتقد قطبي أن أحزاب اليسار والمعارضة ليست ذات وزن وتأثير في الساحة السودانية في حين أنكم كنتم تضيقون عليها وتصادرون حقوقهم في التعبير عن آرائهم …؟
في جو الأزمات والأوضاع الأمنية المتوترة والأطماع الخارجية أنت لا تريد شخصاً يفت من عضد الصمود الشعبي؛ لذلك تحدث هذه الأشياء علماً بأنها تتم بطبيعة القانون الموجود، يمكن أن تحكم أنت بنفسك طيلة الفترة الماضية هل تستطيع هذه الأحزاب أن تسقط الإنقاذ، أعتقد أن دعوة الحوار ومشاركة الناس يؤكد ثقة الحكومة في نفسها وهي لا تشعر أن هذه الأحزاب يمكن أن تسقطها، قد تختلف معي وتفتكر أن الأوضاع تأزمت بصورة يمكن لأي شخص أن يشعل فتيل الثورة، وهذا ممكن إذا حكمنا بالظواهر لكن لا يعني أن الأحزاب قوية، الآن توجد أزمات حقيقية الشعب مستاء منها، وهذا ما حصل في كل الثورات الماضية، وأنا شاهد على ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل لا يستطيع حزب أن يقول إنه صنع الثورة، فشلوا بكل الأساليب في إسقاط الأنظمة لكن في النهاية الشعب ضاقت به الأمور فانفجر .

مؤخراً بدأت تدخل ألمانيا على الخط في عملية السلام كيف ترى هذا المنبر الدولي الجديد ولماذا ظلت تفشل مثل هذه المباحثات …؟
الألمان طامعون بأن يخلقوا علاقة جيدة مع السودان، والمسألة هذه لها بعد تاريخي، فمنذ أن استقل السودان كانوا حريصين على أن يكون السودان نموذجاً للعلاقات الألمانية الأفريقية، وذلك بسبب أنهم جردوا تماماً من مستعمراتهم في السابق، موضوع الحركات المسلحة يسبب لها إحراجاً، كانوا يأتون إليهم ويقولون لماذا تنشئون علاقات مع حكومة تحارب شعبه في دارفور هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يريدون السلام حتى تتحرك المصالح، لذلك هم يستضيفون هذه المفاوضات.

أما بالنسبة للحركات المسلحة فهي لا تريد سلاماً بل تعيش على المشكلة، وحين تجلس معهم الحكومة يحسون بوجودهم، فالحكومة بجلالة قدرها تسمع لهم وتنظر في شروطهم ومطالبهم وكذا، دائماً ما يتكلمون بنفس حار جداً للإعلام الخارجي بأنهم غير مقتنعين بالحكومة، وعليها أن تذهب ليجدوا اعترافاً دولياً وهم في الحقيقة لا وجود لهم، الحكومة السودانية حريصة أن تفتح باب الحوار وتعمل بأن يأتوا للسلام سواء كانوا ضعفاء أو غيره و يكونوا جزءاً من العملية السياسية كغيرهم من أحزاب المعارضة بالداخل، لكن هم لا يريدون؛ لأنهم إذا جاءوا هنا لا يجدوا شيئاً وسيصيرون مثل الأحزاب الصغيرة، ولن يكون لهم دور كبير، لذلك افتكر أن هذه المفاوضات لا تنجح، لكن على الأقل تبين نوايا الناس.

على ذكر الحركات قِبلت الحكومة بالجلوس مع عبد العزيز الحلو ورفضت الحوار مع عقار وعرمان ؟
المشكلة هي من تحاور، عرمان شخص يقاتل في الحكومة طول عمره وتسبب في فصل الجنوب ولأن ليس لديه شيء وإذا أراد أن يأتي فيأتي لا مشكلة لكن ليس لديه شيء يفاوض عليه، إذا أراد أن يحضر للسودان وينخرط في إنشاء حزب ويشارك فليسمح له كما سمح لغيره من المعارضة الموجودة في الداخل، أما الآخرين (الحلو) فيتفاوض معهم لأنهم يحملون سلاحاً ولديهم جيش ومواقع يحتلونها داخل البلد والحكومة ترغب في إنهاء هذا الوضع.

في محور آخر يقول البعض إن الحركة الإسلامية أقحمت نفسها في مغامر غير محسوبة العواقب حين انقلب على النظام الديمقراطي ولم تكن تمتلك الاستعداد الكافي والآن تلاشت وأصبحت نسياً منسياً ما تعليقك…؟
أولاً مسألة نظام ديمقراطي لا أعترف بها دائماً اطلق عليها في تقديري سياسة النظام الحزبي، وهذه الأحزاب غير ديمقراطية ولا تأتي بها ونفسها انقلبت على الديمقراطية أكثر من مرة، هذا تحفظي الأول على السؤال، والثاني أن النظام الديمقراطي انقلب على الجبهة الإسلامية ونتذكر تماماً ما حدث في تلك الفترة، ثالثاً بعض هذه الأحزاب التي تصرخ الآن بالديمقراطية كانت تنشط في الجيش السوداني ولديها خلايا وتتحين الفرصة وهذا ما أدى بالجبهة الإسلامية بالقيام بانقلاب 89.

هل كانت الجبهة الإسلامية مستعدة لذلك…؟
من مشاهدتنا وتجاربنا مع الأحزاب في تلك الفترة كانت الحركة الإسلامية الأكثر استعداداً، وفي السنوات الأولى كان أداؤها جيداً جداً واستطعنا التغلب على الأزمات الموجودة، وفرض هيبة الدولة وتمت إنجازات كبيرة مثل ثورة التعليم العالي وتطوير الاتصالات واستخراج البترول، كانوا مستعدون ومشاريعهم جاهزة ومدروسة قبل الانقلاب كانوا يدرون ماذا يريدون، لكن بعد ذلك حدث التراجع واعتقد أن تغيير القيادة كان له أثر في ذلك، الحركة الإسلامية لم تفقد الكوادر فقط بل فقدت الروح وافتكر أنها إحدى المشاكل التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن.

هناك من يعلق الفشل على العساكر باعتبارهم أفسدوا المشروع؟
الكلام هذا غير صحيح أنا لا أرى أن العساكر عندهم دخل، في الفترة الفائتة قاموا بأدوار كبيرة ظلوا في حرب متواصلة على الجبهة الأمنية، وقدموا الكثير من الشهداء كانوا يخوضون حرباً عالمية مع أكثر من دولة وجيش، الفشل كان فشل السياسيين وليس العساكر.
كيف تنظر للدعوات التي تطالب بتحويل الحركة الإسلامية إلى منظمة دعوية فقط أو تذويبها بشكل كامل …؟
ما في حركة إسلامية، وأحد الصحفيين عمل معي مقابلة مثل هذه، وأنا وزير التخطيط الاجتماعي قلت له لا توجد حركة إسلامية، يوجد تنظيم لكن لا توجد حركة وهناك فرق.

وماذا عن الحركة التي يقودها الزبير أحمد الحسن؟
هذا تنظيم ولا فرق إذا تم تذويبه أو ترك فهو غير مؤثر.
أخيراً كيف ترى السودان وآفاق مستقبله…؟
طبعاً أنا من الناس المحبطين جداً، كنت أعيش خارج السودان لأسباب سياسية، وكان الشخص حين يأتي للسودان ويرى الامكانيات يتحسر، تحمسنا ورجعنا في الإنقاذ الأولى؛ لأننا شعرنا بأن هنالك جدية من القيادة.. أتينا ومعنا تجاربنا وما عرفناه بالخارج لكن للأسف الشديد شعرت أن الناس الآن غير مستعدين إطلاقاً ويدورون في حلقة مفرغة، لا يستطعون تحديد المشاكل الحقيقية ومخاطبتها خطاباً علمياً وموضوعي ويستفيدون من الخبرات الموجودة، مازال الصراع حول السلطة يحكم اتجاهات الناس. الأمور أصبحت واضحة جداً ويفترض من الرئيس البشير أن يحسم هذه الفوضى ويحل كل شيء وينهي (الشغلانة)..

يحل حتى المؤتمر الوطني؟
أيوا، حتى المؤتمر الوطني، الأمور واضحة جداً واعتقد أن كثيراً من الناس يؤيده لهذا السبب؛ لأنهم لا يرون حلل غير أن البشير يوم من الأيام (يصحى من النوم) ويقوم بإتخاذ هذه القرارات.

 

 

حوار: محمد الأقرع
صحيفة الجريدة

‫2 تعليقات

  1. لا حول ولا قوة إلا بالله
    وحسبنا الله ونعم الوكيل
    كيف ينام أمثال هؤلاء (وطنى/شعبى)
    كيف تأكلون وهل تضحكون؟
    هل تصلون؟ وبعد الصلاة اذا صليتم تسبحون وتذكرون الله؟
    أشك أن صدوركم بداخلها قلوب واشك أن فيها ذرة رحمة إن وجدت …
    هل الشعب السودانى عدوكم الذي تعذبونه كل يوم صباح ومساء
    كيف قضيتم كل هذه السنوات وانتم تحكمون دون خطة ورؤية للغد
    لا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل وابشرو بعذاب فى الدنيا قبل الآخرة

  2. الاخ كوز سابق
    انهم يضحكون ويتسامرون ويقهقهون ويتفننوت في خداع اهلنا الغلابة في القري والبوادي بواسطة رعاع يسمون انفسهم اسلاميين والاسلام منهم براء
    ينشطون عند الانتخابات، وبعدها يتدرجون في السلم الوظيفي وبعدها يختفون،،
    علي جيش بلادي من الرجال الاحرار ان يستلموا البلد من هؤلاء الكذابييين
    اعلم انهم فككوا اخلاق الشعب و سحبوا منه النخوة