فوضى المواقف.. عندما تغيب الرقابة الوادي الأخضر و الحاج يوسف (خط) غارق في الفوضى
ما هي قصة (الطراح) الذي يستغل (نفوذ) نجله القانوني؟
أصحاب مركبات يدفعون 10 جنيهات مقابل العمل دون رقابة
يومية الطراح قفزت إلى 200 جنيه خلال الأزمة
لا يزال سائقو موقف الحاج يوسف، الوادي الأخضر يعانون من عدم تعيين (طراح)، حيث ظلت تلك المشكلة أربع سنوات وأن هنالك طراحاً تم فصله يقوم بالتحصيل منهم بطريقة غير قانونية رغم تبليغ النقابة ولكنه يعود مرة أخرى في أوقات متأخرة من الليل ويمارس تلك المهنة، حيث اشتكى عدد من سائقي ذلك الخط بأن الإيردات التي يتحصل عليها من السائقين يحولها إلى منفعته الشخصية، الأمرالذي لا يخدم سائقي خط الوادي الأخضر الحاج يوسف، وذلك باستخاذ نفوذه من خلال ابنه الذي يشغل منصب مستشار قانوني، حيث وصفها السائقون بأن تلك الحصيلة غير قانونية.. استفهامات عديدة ظلت دون إجابات لهذه الفوضى التي تضرب هذا الموقف الذي ليس له وجيع.
(الصيحة) اقتحمت الموقف للوقوف على تداعيات الفوضى، حيث كان الموقف خالياً من أبسط الخدمات وذي بيئة متردية
محلية شرق النيل:
ويقول السائق مجذوب محمد أحمد الذي التقت به الصيحة قد وصل للموقف بعد أن كان فى مكاتب النقل والبترول.
وعبر عدد من السائقين في ذلك الخط عن الفوضى والعشوائية، حيث أبانوا أن تلك المشكلة ظلت منذ (4) سنوات، والتي تكمن في عدم وجود تنظيم ورقابة فمنذ أحد عشر شهرًا توجهنا إلى المحلية، وإدارة النقل والبترول والأمن الاقتصادي والتي بموجبها كونت لجاناً من السائقين من (9) أشخاص يترأسهم محمد حسن أبو زيد الدنقلاوي، ووضعنا الملف عند الجهات المختصة ولم تخطرنا بشيء.
فيما يضيف عبد الرحمن الشايقي أن بالموقف أكثر من 60 مركبة ويحضر بعض المتطفلين ويتحصلون مبالغ متفاوتة تصل إلى 10 جنيهات كما أن الموقف يفتقر إلى البيئة المواتية للعمل مما أدى إلى تشريد السائقين بعد أن أصبحت بيئة تحكمها الصراعات مشيراً الى أن عدد من المركبات تأتي من خطوط أخرى وأن الموقف ظل بهذه الفوضى منذ اكثر من ثلاث سنوات.
واستطرد كرار محمود عضو لجان السائقين بأن الموقف بدأ العمل به منذ عشر سنوات، وهو بمثابة موقف مؤقت، وكان هناك في السابق شخص يقوم بعملية التنظيم، وقامت النقابة بفصله لأسباب نجهلها وكان يقوم بالتحصيل من السائقين ومنذ فصله ظل الموقف بتلك الفوضى، وهذا الشخص لا تربطه علاقة بالسائق، في السابق كان يتبع للنقابة، وظل يتحصل من الموقف لمدة ثلاث سنوات لمصلحته الشخصية وبدون معرفة من جهات الاختصاص فتقدمنا بشكوى ضده ورغم توقيفه ظل يحضر مساء ويتحصل نسبة للفوضى العارمة في الموقف، وكان عدد من أصحاب المركبات يحضرون في أوقات متأخرة ويدفعون مبلغ 10 جنيهات بدلا من 3 مقابل العمل به دون رقابة.
فإذا وضعنا في الحسبان بأن كل مركبة في اليوم تدفع مبلغ (32) جنيهاً مقابل 56 مركبة، فإن الحصيلة كبيرة والتي يمكن أن تصل جملة المبالغ التي تجمع حوالي 3 آلاف جنيه دون وجه قانوني، ويضيف السائقين أنه سبق أن تقدمنا بشكوى للجهات المختصة بذلك، وتم القبض عليه واستكتابه تعهداً، ولكنه بالرغم من ذلك يعود مرة أخرى.
وقد هدد عدد من السائقين الذين التقت بهم الصيحة بوقفة احتجاجية أمام النقابة والمحلية حتى ترد حقوقهم
وفي ذلك يشير الأمين العام لنقابة الحافلات والسائقين بمحلية شرق النيل عوض محمد العوض بأن موقف شرق النيل خاصة الحاج يوسف الوادي الأخضر تكمن المشكلة في عدم التنظيم بعدم وجود شرطي بجانب الطراح الذي يحفظ النظام لضبط حركة السير ذهاباً وإيابًا تحسباً لتفلتات المركبات بالأخص في أوقات الذروة.
وشدد في حديثه على أن التذكرة قيمتها (3) جنيهات وفي عدم التنظيم يقوم بعض السائقين المتفلتين بزيادتها إلى 4 جنيهات مضيفاً بأنهم لا يزالون في انتظار إدارة النقل والبترول بتسليمهم ردًا على خطاباتهم بوجود شرطي، الأمر الذي يؤدي إلى الفوضى، وقال: لدينا بمحلية شرق النيل (120) طراحاً وببطاقات رسمية والحصيلة اليومية تقدر ما بين 150 جنيها إلى 200 جنيه يومياً، وفي كل موقف يوجد ستة طراحين والتي تكون نظام العمل فيها بالوردية، ويتحصل الطراح يوميته مبلغ (150 إلى 200)، وهي ذات يومية السائق. فيما أوضح حول شكاوى المواطنين بزيادة التعريفة في وقت الذروة نافياً ضبط (كمسنجي) مخمور بالموقف، وقال إن أي طراح يتم ضبطه مخمورًا سيتم فصله، وأشار إلى أن بعض المتفلتين ينتهزون فرصة الوقت المتأخر من الليل، حيث يكون الموقف خالياً، مبيناً بأن الشروط التي وضعتها النقابة لتعيين طراح أن يكون أكبر من 18 عاماً بحسب لائحة تنظيم السواقين ورخصة قيادة. لافتاً إلى أنه فى بدايه العام القادم هنالك زي موحد سوف يتم توزيعه حتى يتم التعرف على المتفلتين منهم، وذلك بالتعاون مع وزارة البنى التحتية وسيحوي الزي استيكرات بألوان مختلفة للمحليات السبع، وذلك في بداية العام المقبل، أما فيما يختص بالدوام اليومي، يقول عوض، الأمين العام بأن هنالك من يحضر عند الرابعة صباحا ًعلى أن يتم استبداله عند العاشرة، وهكذا.
وأضاف بأن النقابة سوف تعيد النظر في مصروفات الطراح تحسباً للاختلاسات على أن يكون التحصيل إليكترونياً. مبيناً أن هنالك إعانات من قبل النقابة يتم توزيعها على أسر السائقين الفقراء يصل عددها 25 أسرة لكل أسرة 200 جنيه شهرياً كمعاش شهرى لقدامى السائقين والمرضى وإجراء العملية ومن لديه أسرة توفي رب أسرتها، وقد قمنا بتوزيع كسوة شتاء وبلغ عدد المنتفعين بسلة رمضان (366)، فيما تعاونت معنا شركة البراحة بمدنا بمكيفات هواء بالأقساط مقابل دفع 200 جنيه لكل سائق خلال 3 سنوات.
محمود ممثل أمن المعتمدية، أكد بأن تلك الفوضى منذ ثلاث سنوات، وقد سعت المحلية لوضع حل نهائي لها في غضون الأيام المقبلة وعدم تكرارها مرة أخرى، مشيراً بأن النقل والبترول تعمل جنباً إلى جنب مع شرطة المرور.
عبد الله أبو رية رئيس النقابة أكد بأن إشكالية في خط الحاج يوسف الوادي الأخضر ظلت عالقة لأكثر من 3 سنوات دون حل، مضيفاً بأنها تكمن في عدم تطبيق لائحة النقل والبترول المتعلقة بتنظيم المواقف، وقد اشتكى السائقون عدة مرات من عدم التنظيم لغياب اللائحة التى يقتضيها العمل في المواقف، عليه خاطبنا إدارة النقل والبترول بعدة خطابات لكنها ظلت حبيسة الأدراج وطالبنا من خلالها بالتنظيم ومخاطبة قسم الشرطة الذي يساعد على ذلك، مشيراً إلى أن الفوضى تظل قائمة في ظل انعدام الشرطي كما أكد أن هنالك أشخاصاً يحضرون إلى الموقف بغرض التحصيل من السائقين دون وجه حق، كما أن الموقف اتسم بالفوضى، وليس هنالك مراقب ولا منظم للموقف، مضيفاً بأن المكان الذي تستغله الحافلات يعتبر موقفاً مؤقت إلى حين إيجاد البديل، مطالباً بشرطيين حتى يقف أحدهما في الكبرى ولكنهم رفضوا.
مكتب النقل والبترول
توجهنا صوب الخرطوم حيث وجدنا (3) كونتنرات كبيرة خاصة بالنقل والبترول وتحدث إلى (الصيحة) عبد الله صلاح مراقب النقل والبترول بموقف جاكسون بالخرطوم بأن مهامهم تتمثل في تنظيم وانسياب حركة المواصلات داخل الولاية، وفقاً لإصدار تصاديق الخطوط وتبيين المسارات في وقت الذروة، وفى بعض الخطوط يسمح بالشحن تفادياً للاختناق، وذلك وفق التصريح المعمول به لقانون النقل، نافياً وجود مشاكل في المواقف وأن المشكلة الوحيدة هي التعرفة فقط، ونحن متواجدون داخل الموقف حتى الساعة العاشرة صباحاً إشرافاً على المحليات السبع، وكل من يخالف توقع عليه غرامة ويقدم للمحكمة، وقال بالنسبة للبلاغات لا توجد أرقام طوارئ، ومكاتبنا مفتوحة للبلاغات في المواقف و هنالك مكتب في شروني ووردية صباحاً ومساء، معظم المركبات تتحول إلى تراحيل، ونقوم بتوزيع تصاديق المركبات حسب الكثافة السكانية.
ورغم تأكيدات النقل والبترول بالخرطوم عن ضبط المواقف والتعرفة إلا أن الواقع يقول غير ذلك، ففي موقف الخرطوم بجاكسون التقيت بطالبة قد انهارت تماماً من جراء الركوض خلف المواصلات، وقالت إن عمل النقل والبترول ضعيف بالمواقف، وهنالك خطوط مختلقة من بعض السائقين إذ تصل تعرفة اللفة الشجرة 5 جنيهات وهو خط مصدق له، وخط القبة الخرطوم 10 وهو أيضاً غير متوفر، ويصل سعر التذكرة لخط جبل أولياء 10 جنيهان في الفترة المسائية بدلاً عن5 وخط الخرطوم محطة شباب 10 جنيهات بدلا من 3 وهكذا خاصة في أوقات الذروة ووصف مسؤول النقل والبترول بالخرطوم موقف الكلاكلة بالإستاد المخالفين للتعرفة بأنهم متفلتون ليس إلا، ونفى وجود أي فوضى بجاكسون، وكل من يخالف تتم محاسبته بالقانون، فيما أبدى أحد السائقين امتعاضه التام.
فيما قال موظف من إدارة النقل والبترول بمحلية جبل أولياء بأن مهمة النقل والبترول توفير المواقف ووضع التعرفة، أما فيما يختص بالمواقف غير متوفرة خاصة بالأحياء فيستدعي ذلك من رئيس اللجان الشعبية بكتابة الخطاب بتحديد محطة، ومن ثم يتم تخطيطها ومعظم المحلية تعاني من الفوضى و العشوائية.
وفي محلية جبل أولياء، قال موظف ـ فضل حجب اسمه من هيئة النقابة ـ بأن إدارة النقل هي المسؤول الاول من المواقف ذهاباً وإياباً، وتفتقر المحلية للمواقف والتعرفة القانونية والنقابة عليها تعيين الطراح، وهنالك شروط لتعيين الطراح لابد أن يكون سائقاً قديماً بلغ 40 إلى 45 عاماً في العمل كسائق أو أصيب بعاهة قطع رجل أو يد وأصبح في سن متقدمة يحق له أن يكون طراحاً ويتم اختيار مساعد طراح له حتى يساعده على أن يكون الطراح هو المسؤول في حالة حدوث مشكلة، وهنالك مشرف على الطراحين مراقب في الموقف، حيث يقوم المراقب بمعالجة الإشكالات وحل المشاكل الطارئة. ويقول سائق من جامعة إفريقيا العالمية بأن الطراحين بها مابين 3 إلى 4).
وفي جولة أخرى بسوق الكلاكلة اللفة أخبرني طراح وجدته بالموقف الخرطوم بوجود 3 طراحين تم تعيينهم بالطريقة الرسمية بينهم مساعد، أما بمنطقة جبل أولياء وللخط الوسيط الأمجادات إلى دار السلام عدد 2 طراح.
وفي منطقة الرشيد يوجد 3 طراحين خط المركزي والعربي وبحري (1) الكلاكلة وأم عشر والفتيح والقادسية (2) لكل.
وقد اشتكى عدد من المواطنين بمحلية أمدرمان والخرطوم بعدم تقديم الخدمة وأن الطراح يهتم بالعائد المادي دون مرعاة للمواطن، بل هنالك بعض منهم من يعمل سمساراً بالسوق الأسود ويتسببون في انعدام المركبات والشحن خارج المواقف، ورفع التذكرة دون وجود جهة رقابية ولا يوجد خط رسمي ومسجل بالنسبة للطلبة.
مخالفات زيادة التعرفة
فيما اشتكى عدد من سائقي خط الكلاكلة القبة، وقال كبير السائقين بأن الموقف مليء بالنفايات، وسبق أن كونا لجنة بهذا الخصوص دون أن تلتفت إلينا جهة وطلب من النقابة بالمحلية عمل مظلات للمواطنين
وقال حاج عوض عبد الله أحمد إنه يعمل سائقاً منذ 1958م، وأشار إن الطراحين يستلمون من السائق ما يعادل قيمة أجرة المقعد، وقال (أنا أعمل في خط جامعة أفريقيا العالمية، وأهم شروط تعيين الطراح هي ضعف في النظر وعاهة في الساق أو اليد، وكان العمل متميزاً، أما الآن أصبحت عناك فوضى لدى السائقين وكانت النقابة تقوم بتسهيل عمل السائقين بشراء قطع غيار لمركباتهم بسعر أقل وفي حالة عجز السائق تقوم النقابة بمساعدته من تلك المبالغ التي تكون موجودة فى خزانة النقابة وأيضا يتم منها صيانة الطرق والمواقف مثل موقف المركز الإسلامي واللفة والكلاكلة شرق وعدد المركبات بها حوالي 20 مركبة سعر التذكرة 5 جنيهات للمركبات الصغيرة، أما منطقة جبل أولياء فيصل سعر التذكرة حوالي 10 جنيهات مساء في وقت الذروة والطراح هو من يصنع تلك الفوضى.
شكوى المواطنين
إلى ذلك اشتكى عدد من المواطنين بخط الكلاكلة التركي حي الصفاء وعدد من أحياء جنوب الخرطوم من مشكلة استخدام التكتك كوسيلة مواصلات مما يعرض حياتهم للخطر وهنالك خطوط طويلة للشقيلاب وطيبة وتريعة البجا وتسآءلوا أين هي هيئة النقل والبترول التي ادعت أنها مسؤولة عن المواقف والمركبات واتهموها بالجبايات فقط.
الخرطوم: مياه النيل
صحيفة الصيحة