إغلاق البعثات الدبلوماسية بالخارج هيكلة الخارجية .. أبرز المحطات والأسماء
أصدر الرئيس عمر البشير، يوم أول من أمس الأربعاء، قراراً قضى بإعادة هيكلة البعثات الدبلوماسية ترشيداً للإنفاق الاقتصادي. وشمل القرار إغلاق 13 بعثة دبلوماسية وإغلاق أربع قنصليات وإغلاق كل الملحقيات الإعلامية عدا ثلاث منها، وكذلك إغلاق الملحقيات الثقافية وإلغاء وظائف المحاسبين الإداريين، وإلغاء وظيفة الملحق التجاري ما عدا ملحقية أبوظبي.
مشاورات مكثفة
عقب إقالة وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور من منصبه، طالب رئيس الجمهورية وبحسب مصادر بمده بقائمة البعثات الدبلوماسية بالخارج، وطبقاً لذات المصادر، فإن الرئيس البشير كلف مجموعة من الدبلوماسيين بالعمل على وضع خطة لهيكلة البعثات الدبلوماسية وتقليصها بعدها بدأت المجموعة في عملها، وفور الانتهاء من العمل بعد تدقيق وتمحيص تسلم الرئيس كشف البعثات التي يجب تقليصها، وكذا الحال مع القنصليات بعدها اتخذ الرئيس قراره القاضي بتقليل عدد وحجم البعثات الدبلوماسية بالخارج.
العدد الكلي
يبلغ عدد السفارات السودانية بالخارج أكثر من 80 سفارة وقنصلية، وتبلغ تكلفة البعثة الكبيرة من ناحية اقتصادية 50 ألف دولار شهرياً، بينما تتراوح تكلفة البعثة الصغيرة ما بين 25 إلى 20 ألف دولار شهرياً، ويتكون هيكل السفارة من السفير ثم يليه الوزير المفوض ثم المستشار ثم سكرتير أول ثم سكرتير ثانٍ ثم سكرتير ثالث، بالإضافة للقنصليات والملحقيات المختلفه ثم العاملين بالسفارة حسب درجاتهم.
بعثة الرجل الواحد
وأشار قرار رئيس الجمهورية إلى اعتماد بعثة الرجل الواحد في سبع سفارات، وبحسب مصادر تحدثت لـ(الصيحة)، فإن سبع دول بها أكثر من سفير مثل روسيا التي يوجد بها سفيران في الوقت الحالي، وسيتم تقليصها إلى سفير واحد أيضاً كانت القاهرة ونيروبي من الواجهات التي بها أكثر من سفير في وقت سابق، وتم تقليص التمثيل الدبلوماسي.
وهنا يقول السفير إبراهيم الكباشي إن الأمر يتم عبر الترقية، بحيث يصل الوزير المفوض إلى مرتبة السفير، وبالتالي تزيد الأعباء المالية على السفارة .
أبرز البعثات
البعثات التي تم إغلاقها وبلغ عددها 13 بعثة، تشير مصادرة عليمة أن معظمها يقع في أوروبا وأفريقيا وأمريكا، وبحسب المصدر، فإن الدول التي قرر السودان إغلاق سفاراته بها هي فنزويلا وفيتنام والتشيك وأوكرانيا وسولفاكيا.
وفي القارة السمراء تشير المصادر إلى إغلاق سفارات كل من بوركينا فاسو وموريتانيا وموزبيق، بينما ترجح المصادر احتمال إغلاق سفارة السودان بكل من كندا وتايلاند أو تقليص حجمها .
القنصليات
شمل القرار أيضاً إغلاق أربعة قنصليا، وبحسب المصادر، فإن القنصليات الأربع التي شملها التقليص هي قنصلية السودان ببلغاريا ومقرها بالعاصمة صوفيا، ثم القنصلية السودانية بإيرلندا ومقرها في العاصمة (دبلن)، ثم القنصلية السودانية بأربيل الواقعة في إقليم كردستان المنفصل عن العراق، ثم قنصلية السودان بالإسكندرية.
أبرز السفراء
وتشير المصادر أن أبرز السفراء العائدين إلى الخرطوم بعد القرار القاضي بإغلاق سفاراتهم هم السفير صديق محمد عبد الله سفير السودان بفنزويلا، والسفير محمد المرتضى سفير السودان بفيتنام، والسفير عبد الله وادي سفير السودان بموزمبيق.
الملحقيات
وشمل القرار الذي صدر من قبل رئيس الجمهورية إغلاق الملحقيات الثفاقية والإعلامية في كل الدول ما عدا القنصلية الثقافية بأبوظبي وثلاث قنصليات إعلامية لم يشملها الإلغاء، وقرر تقليل حجم تمثيلها وتقليل الإنفاق عليها .
خارج الإعفاء
برزت ثلاث ملحقيات إعلامية لم يشملها الإغلاق مع الاتفاق على تخفيض حجمها إلى أقل من 20%، وبحسب مصادر فإن الملحقيات الإعلامية التي تم الإبقاء عليها هي ملحقية السودان بالقاهرة، ويترأسها راشد عبد الرحيم، وملحقية السودان بالدوحة، ويترأسها سيف الدين البشير، وملحقية السودان بلندن ويترأسها عبد العزيز البطل.
ويقول المصدر إن الدوافع الأساسية وراء الإبقاء على هذه الملحقيات إن موقعها الجغرافي يشكل عمقاً استراتجياً للسودان في القارات الثلاث.
مشيراً إلى أن الملحقية الإعلامية بمصر يمكن أن تلعب دوراً كبيراً بالقاهرة في ظل الزيارات المستمرة من قِبل الجانبين السوداني والمصري، لذا فضل الاحتفاظ بها لرصد وتوثيق الحراك الدبلوماسي بين البلدين، وكذا الحال ينطبق على الملحقية في قطر نسبة لموقع الدوحة الجغرافي وثقلها الإعلامي.
في آسيا تم الإبقاء على الملحقية الإعلامية، أما بالنسبة للملحقية الإعلامية بلندن، فإن بريطانيا تعتبر العمق الاستراتيجي الأوروبي، وينبغي أن يكون للسفارة السودانية هنالك نشاط إعلامي .
أبرز المغادرين
أبرز الملحقين الإعلاميين الذين سيعودون للخرطوم بعد أن شملهم قرار الإعفاء هم مكي المغربي الذي يشغل منصب الملحق الإعلامي بواشنطون، وعلي أبا يزيد الذي يشغل منصب الملحق الإعلامي بألمانيا، وأسامة الخليفة الذي يشغل منصب الملحق الإعلامي بلبنان، والسكرتير الصحفي السابق لرئيس الجمهورية عماد سيد أحمد الذي يشغل موقع الملحق الإعلامي بالإمارات.
هيكلة الخارجية
في السياق، أشار مصدر إلى اتجاه لتقليص عدد السفراء داخل وزارة الخارجية حسب الدرجات وتقليل عدد الدوائر والعاملين بها .
قرار قديم
حول صدور قرار من رئيس الجمهورية بتقليص البعثات الدبلوماسية بالخارج، يقول السفير كمال إسماعيل إن الخطوة كان ينبغي أن تتخذ قبل سنوات، حيث وضعت خطة لتقليص بعض السفارات وتقليل حجم الإنفاق عليها، ويشير في حديثه لـ (الصيحة) أن الظروف الاقتصادية أملت اتخاذ القرار في الوقت الراهن، ولكن المقترح قديم، وكان ينبغي أن يُتّخذ قبل سنوات .
شرح وتوضيح
وبحسب دبلوماسي رفيع تحدث لـ (الصيحة)، فإن الحكومة ستشرح للدول التي قررت إغلاق السفارات بها دواعي الإغلاق حتى لا يؤدي القرار الى جفوة مع هذه الدول، والتأكيد على أن القرار جاء لدواعٍ اقتصادية متعلقة بالصرف والإنفاق على البعثات الدبلوماسية بالخارج، وليس لأي أمر آخر ومن المتوقع أن يتم خلال الأيام القادمة سحب السفراء السودانيين من الدول المعنية.
في السياق يقول السفير إبراهيم الكباشي إن القرار لن يخلق أزمة مع الدول التي سيتم سحب السفراء منها، مبيناً في حديثه لـ (الصيحة) أن معظم الدول التي تقرّر إغلاق السفارات بها ربما تكون العلاقات معها غير منتجة، وستقوم الخارجية بشرح أسباب الإغلاق.
سفير غير مقيم
يتساءل البعض عن كيفية التعامل الدبلوماسي مع الدول التي سيتم سحب السفراء منها ومع من يتعامل المواطنون السودانيون في هذه الدول، بعد إغلاق السفارات، وهنا يجب السفير إبراهيم الكباشي بالقول: سيكون هنالك تمثيل عبر ما يُعرف بالسفير غير المقيم، بمعنى أن يكون السفير مقيماً في إحدى دول الجوار وسفير بها، وفي نفس الوقت يتم اعتماده في دولة أخرى سفيراً غير مقيم، وسيكون نشاطه عبر زيارات روتينية بسيطة للدولة التي لا يقيم بها لتفقد المواطنين السودانيين ولحفظ التواصل الدبلوماسي بين البلدين، ويستشهد الكباشي بتجارب أكثر من 20 دولة من أمريكا وأوربا لديها سفراء غير مقيمين بالخرطوم، بحيث يكون مقر عملهم الأساسي في القاهرة، وأديس أبابا، مذكرًا بأن السودان لديه سفير غير مقيم بفلسطين، ويعمل سفيراً بالأردن، وهو السفير الصادق الفقيه.
الخرطوم… عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة