تحقيقات وتقارير

الحوثيون والإيرانيون والإرهاب.. ثلاثة أسباب تعزز الترابط بين السعودية والسودان

تتميز العلاقات السعودية ـ السودانية بأنها قديمة وقوية وراسخة، وتشهد تناميًا عامًا بعد آخر؛ لتقفز فوق العقبات بثبات، يعود لمصير مشترك بحكم الديانة الإسلامية والعروبة واللغة والتقارب الجغرافي؛ وهو ما دعا الخرطوم إلى الانضمام “الفوري” إلى قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في دولة اليمن، وهو نفسه ما دعا الرياض إلى المسارعة في رفع العقوبات الأمريكية التي فُرضت على السودان.

ومن فترة إلى أخرى تشدد القيادة السودانية على عمق العلاقة مع الرياض، وتؤكد أنها لن تسمح مطلقًا بتهديد أمن السعودية أو شعبها، أو أمن الحرمين الشريفين؛ وكان ذلك محل تقدير واحترام من القيادة في السعودية، التي تعلن – من جانبها – دعمها اللامحدود للسودان وشعبه، ووجهت بإقامة مشاريع استثمارية وتنموية كثيرة في السودان بمليارات الدولارات.

ولعقود مضت كانت السودان معبرًا للهجرات العربية إلى إفريقيا بغرض التجارة، ونشر الدعوة الإسلامية. كما أن رحلات الحج والعمرة للسودانيين أسهمت في تجديد العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين السعودية والسودان. وقد أسهمت رحلات الحج، خاصة الرحلات السنارية والدارفورية، في تعزيز تلك العلاقات الأخوية، وترسيخها على مر العصور.

الخرطوم تؤكد أن الحرص على المصالح المشتركة من أبرز مظاهره في الماضي القريب الدور الذي لعبته السعودية في رفع العقوبات الاقتصادية، وهو ما لقي إشادة سودانية كبيرة، ومن ذلك أن عبَّر عدد من المسؤولين السودانيين خلال منتدى اقتصادي، عُقد بالعاصمة الخرطوم للحديث عن مآلات رفع العقوبات الأمريكية الاقتصادية، عن تفاؤلهم من الأثر الذي سيحدثه القرار بدخول السودان مجددًا إلى منظومة الاقتصاد العالمي، موجهين الشكر والتقدير إلى الحكومة السعودية.

كما كشف وزير الدولة بالرئاسة السودانية، الفريق طه عثمان الحسين، في تصريحات صحفية أن المملكة العربية السعودية لعبت دورًا رئيسيًّا في رفع بعض العقوبات عن السودان، ومارست ضغوطًا متواصلة على الإدارة الأمريكية من أجل تحقيق هذا الهدف، وأقر بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وجّه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ببذل المزيد من الجهود من أجل الرفع الكلي للعقوبات عن السودان. مضيفًا بأن الدور السعودي المتعاظم في رفع العقوبات عن السودان كان وراء الانفراجة التي تحققت.

طرد الإيرانيين
وقد بلغت العلاقات بين السعودية والسودان أوجها في أعقاب الهجوم الذي شنه إيرانيون على سفارة السعودية في طهران في عام 2016؛ إذ قررت الخرطوم قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران تضامنًا مع السعودية في مواجهة ما وصفته بـ”المخططات الإيرانية”.

وذكرت الخارجية السودانية في بيان لها آنذاك أنه “على خلفية حادثة الاعتداء الغاشم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، وبالإشارة إلى البيان الذي أصدرته حكومة السودان، والذي دان بأقسى وأشد العبارات الممارسات العدائية الإيرانية ضد الممثليات الدبلوماسية للمملكة بإيران في انتهاك واضح للقانون الدولي، وتضامنًا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة المخططات الإيرانية، تعلن حكومة السودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية فورًا”.

مصاعب وتحديات
العلاقات القوية بين الرياض والخرطوم واجهت عددًا من المصاعب والتحديات، التي سعت للإيقاع بين البلدين بطريقة أو بأخرى، ولكن السعودية والسعودية كانتا تؤكدان للجميع أنه من الصعب، بل من المستحيل أن ينجح أحد في ذلك. ولعل من آخر هذه المحاولات إشاعة أخبار، مفادها أن السودان يريد الخروج من التحالف الذي تقوده السعودية لحرب الحوثيين في اليمن؛ إذ أكد السودان تمسكه بالمشاركة في قوات التحالف العربي بقيادة السعودية للدفاع عن المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة، واستعادة الشرعية في اليمن.. مؤكدًا أنه سيظل جزءًا من التحالف لإيقاف التدخلات الإيرانية.

وأشار السودان على لسان وزير خارجيته آنذاك إبراهيم غندور إلى أن القوات السودانية تشارك في عمليات التحالف العربي “بلا ثمن”. وتابع بأن هدف حكومته هو “إنهاء معاناة الشعب اليمني”.
ودعا غندور إلى حل سياسي لمشكلة اليمن للحيلولة دون انشقاقه إلى يمنَين “شمالي وجنوبي”؛ باعتباره ضد مصلحة الأمة العربية.

حامد العليالرياض

صحيفة سبق

 

‫2 تعليقات