الصادق الرزيقي

الصحافة وملفات خطيرة جداً!..!

خلال مشاركتنا في منتدى الجزيرة الثاني عشر والذي اختتم أمس بالدوحة، كانت الجلسة المخصصة لنا ومعي الرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للصحافة (IBI) جون ييروود، وصديقنا عبد الواحد أوديسيل رئيس الفيدرالية الأفريقية للصحافيين ورئيس اتحاد الصحافيين النيجيري،

وبورنكا دا سيلفا مدير مؤسسة الدراسات السياسية والإستراتيجية والديمقراطية في مالطا، والكاتب الصحافي المصري يحيى غانم، كانت الجلسة تناقش ( الإعلام خلال الأزمات والمراحل الانتقالية) ، وتطرق الحديث للأبعاد الإنسانية للأزمات والتداعيات الناجمة عنها، والتوظيف السياسي للإعلام والذي غالباً ما يكون وقوداً للأزمات ومفاقماً لها، في حالة بلغ التأثير والتوظيف السياسي مرحلة فبركة الأخبار وصناعة المواد الصحافية والأخبار الكاذبة، وخلق مناخات وطقس سياسي غير متطابق مع الواقع .

> لم يكن من الصعب البحث عن إجابات لكيفية لعب وسائل الإعلام والصحافة دورها في تحقيق الاستقرار السياسي والأمن والسلم للمجتمعات وإيقاد شعلة الأمل، كذلك لم يكن عسيراً الحفر والتنقيب في صخور الواقع الصحافي والإعلامي في منطقتنا العربية والأفريقية، لإيجاد رؤية وتصورات تحصن الصحافة والإعلام من الانزلاق وراء حالات الاستقطاب الحادة في مراحل الانتقال ووسط وحول الأزمات، لكن جرجرتها قضية الإعلام للأغراض الإنسانية، الى قضية خطيرة جداً سبق وأن تطرقنا لها هنا، تركز على الدور الذي يجب أن تلعبه وسائل الإعلام والصحافة في كشف أكبر الأسرار في واحدة من أهم القضايا الإنسانية المتعلقة باللجوء والاتجار بالبشر .

> تناول النقاش قضية المافيا العالمية التي تعمل في الاتجار بالبشر من البلدان الإفريقية لتهريب المهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة عبر البحر المتوسط والمحيط الأطلسي إلى أوروبا والبلدان الغربية، وكان هناك عرضاً بالخرائط والوثائق والأدلة حول حجم هذه التجارة التي تدر ما يقارب (١٢ مليار يورو) سنوياً لعصابات المافيا تذهب ستة مليارات منها لبعض الدوائر الحكومية الغرب.

> والأخطر من ذلك، هو مصير كثير من الناجين والمهاجرين غير الشرعيين الذين لم تلتهمهم أمواج البحر المتوسط وتغرقهم في أعماقه، يُباع الكثير منهم واللائقين طبياً لمراكز بحثية وشركات كبرى تعمل في مجال التصنيع الدوائي والأبحاث العلمية الطبية والأبحاث العسكرية، إما لتجريب صنوف من الأدوية الجديدة عليهم، أو إجراء الاختبارات على أجسادهم وأنسجتهم وأعضائهم الحيوية في مجال الهندسة الوراثية والتعديلات الجينية وغيرها .

> الخطير أيضاً أن وسائل الإعلام والصحافة في الغرب لا تستطيع الاقتراب من هذه الملفات، ولا الحديث عنها. فكثير من الصحافيين يتلقون تهديدات أو يتعرضون للقتل أو الاختطاف أو الإخفاء القسري، وتظل ملفات طَي الكتمان لأن عصابات المافيا الأوروبية تقف وراءها جماعات ضغط ولوبيات سياسية وصناعية ومالية تحمي ظهرها وتوفر لها الحماية، بينما الإعلام في منطقتنا الأفريقية لا يعي ماذا يفعل غير الحديث ورصد ظاهر للأزمة ومضغ الكلام عن تهريب البشر، كأنه مجرد مغامرات لشباب هاربين من بلدانهم يبحثون عن مستقبل أفضل ورفاهية في أوروبا والغرب.
> تحتاج هذه القضية لتسليط الضوء عليها بكثافة وكشف خباياها وأسرارها .. هل علمت عزيزي القارئ لماذ تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قرار ترحيل الآلاف من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يتواجدون في الكيان الصهيوني بالأراضي الفلسطينية المحتلة؟!!..

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة