تحقيقات وتقارير

مهددات انعدام السيولة

انعدام السيولة بالبنوك وفراغ الصرافات الآلية جعل اصحاب الأموال يتجهون لشراء الخزن بغية الاحتفاظ بأموالهم فى المنازل، بعيداً عن البنوك التى افقدت المواطن ثقته فى الجهاز المصرفي،

ونجد ان ذلك الإقبال الكثيف على شراء الخزن أدى لارتفاع أسعارها فى الاسواق فى وقت كان فيه المواطن لا يهتم بل لا يسعى لامتلاك خزنة (وقام اتعزز الليمون عشان بالغنا فى ريدو)، الكساد الاقتصادي الذى تمر به البلاد ادى لانتعاش سوق الخزن يا سادة, ونخشي ان تقود تلك الخطوة لانتعاش سوق اللصوص وتفشي جرائم السطو والقتل والنهب ، فبين عشية وضحاها انقلب الحال من انتعاش لكساد .

الأمر سيلقي بظلاله على عاتق الشرطة خلال الأيام القادمة وبالتالى سترتفع كلفة الامن والاستقرار، فيا مواطن بالله همتك مع الشرطة ولازم تبقى بوليس لنفسك وترفع حسك الأمنى عشان ما تبقى ضحية لساطور لص يبحث عن أموالك في ظل انعدام السيولة .

وجه آخر..

انعدام السيولة بالمصارف قاد لانتعاش سوق جوكية التحويلات وسماسرة جمع النقد المحلي, فما يحدث الآن هو ان أولئك الجوكية يتصيدون أصحاب التحويلات فما ان يحضر شخص ينوي تحويل مبالغ مالية لإحدى الولايات حتى ويبرز له أحد السماسرة ويؤكد له بانه سيقوم بتحويل المبلغ المطلوب من حسابه الخاص للحساب المقصود بولاية أخرى, ولا يقف الأمر عند ذلك بل ان هنالك سماسرة يقومون بتحويل مبالغ باضافة مبلغ (500) جنيه او أكثر نظير تشجيع الشخص الذي ينوي التحويل والمقابل في النهاية هو حصول السمسار على الأموال السائلة ومن ثم إجراء عملية التحويل من حسابه لحساب آخر بأية ولاية أخرى .

ان انتعاش سوق جمع العملات المحلية سيسهم بطريقة غير مباشرة في خلق مزيد من الأزمة الاقتصادية وتجفيف البنوك والصرافات من النقد المحلي ، ما لم تتخذ سياسات بديلة لخلق توازن فى الاقتصاد لن تستطيع الدولة ان تحافظ على الوضع وسيصبح حال الاقتصاد السوداني أشبه بالمثل السوداني (من البحر وللبحر)، ان صمت وزارة المالية وبنك السودان ازاء ما يحدث من تردٍ اقتصادي الآن يؤكد فشل السياسات المتبعة ويعنى ايضاً اننا لا نمتلك خبراء اقتصاديين بحق وحقيقة وان واضعي السياسات الاقتصادية ليسوا سوى (منظراتية) .

متى يفهم هؤلاء ان السياسات الاقتصادية للدول توضع عقب تمحيص وتدقيق وتنقية للخطط التي يضعها اقتصاديون محنكون في مجالاتهم،وغالباً ما توضع السياسات عقب خطط متعددة كل شخص يضع خطته حسب مجاله، فمتى سيصل بنا الحال الى مصاف الدول المتقدمة ؟

صحيفة الانتباهه.