تحقيقات وتقارير

بأمر (الأزمة)… سائقو السيارات في صفوف البنزين…(متصلين الآن).!

السيارات في ظل أزمة الوقود وزيادة صفوف الانتظار، اتجه أغلب السائقين لتكسير الوقت والزمن الكثير الذي يبقى فيه بالصف مترقباً لدوره في الظفر بجاز أو بنزين لسيارته، وأصبح الهاتف والانشغال بما تضج به الأسافير والسوشال ميديا هو السبيل الوحيد لكثر الملل،..حتى أن بعضهم لم يكتشف لهذا الجهاز فوائده إلا في مثل هذه المحن وتلك الملمات، (كوكتيل) التقت بعدد من سائقي السيارات وخرجت بالحصيلة التالية.

(1)
مصطفى محمد سائق مركبة عامة قال في حديثه لـ(كوكتيل) إن الوقوف المتكرر للمركبات بغض النظر عن الوقوف عند الأستوب أو صفوف محطات الوقود أمر طبيعي يقود لأن نقوم بانتهاز الفرصة للتصفح في مواقع التواصل الاجتماعي ومعرفة آخر الأخبار وتكسير وقت الانتظار، أما السائق أحمد تاج الدين فقال بسرعة إن أزمة الوقود جاءت بفائدة وهي معرفتهم لكل أخبار البلد من بعض السائقين أثناء مكوثهم سوياً بصفوف الطلمبات، لا سيما أنهم يقضون ساعات طويلة في الأنتظار، وأضاف أحمد أن أزمة الوقود الحادة خلقت علاقات جميلة، ذاكراً أن اغلب أصحاب المركبات (ينومون) بمحطات الوقود للحصول على جالون.!

(2)
(مافي زول خارج الشبكة)…بهذه العبارة تحدث سائق الأمجاد معتصم محمد لـ(كوكتيل) وأضاف بأن وضع صفوف محطات الوقود فرض على الناس تصفح مواقع التواصل الاجتماعي واختتم: (كل شخص يقبع في انتظار البنزين يحمل هاتفه الجوال ويكون متصلاً أغلب الوقت)، وفي رأي مخالف تماماً تحدث سائق سيارة خاصة سامي حسن لـ(كوكتيل) بأنه لا يحمل هاتفه أثناء زحمة الطريق بل يكون يراقب الوضع وينظر للمارة، مضيفاً أنه لا يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي إلا في ساعات المساء أو في الصباح الباكر قبل الخروج من المنزل خوفاً من وقوع الحوادث، ولا يرد على الهاتف إلا للضرورة فقط.!

(3)
أماني حسن قالت لـ(كوكتيل) إنها بسبب التصفح في السوشال ميديا أثناء قيادة سيارتها تعرضت قبل فترة لحادث حركة مؤلم وتأذت منه بكسر في الساق وجروح في الجسم، كما أشارت إلى أن الانشغال بالهاتف أثناء القيادة أمر غير سليم، أما الانشغال بالهاتف أثناء انتظار الدور في صفوف البنزين فهو أمر عادي جداً بل ومطلوب لتكسير الوقت.

(4)
أثناء جولتنا وبالقرب من محطة وقود لاحظنا وجود حاج ستيني العمر يجلس بداخل تاكسي ويقرأ في صحيفة فسألناه حول موضوع تكسير السائقين للزمن بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، فقال بسرعة: (أنا لا اتصفح جوالي بل أقوم بقراءة القرآن الكريم أو مطالعة بعض الصحف)، ويواصل: (الانشغال بمواقع السوشال ميديا (كلام فارغ) وضياع للوقت، ولا أعتقد أن الانشغال بها أمر مستحب حتى في الطلمبات، لأن ذلك السائق سيعتاد على الأمر وسيواصل تصفحه لتلك المواقع وهو يقود السيارة مما يمكن أن يتسبب له في حوادث بشعة).

تقرير: ساجدة دفع الله
صحيفة السوداني