ملاسنات الشعبي..
يظل نشاط حزب المؤتمر الشعبي محل اهتمام كبير من وسائل الاعلام باعتبار ان الحزب منشق من الحزب الكبير المؤتمر الوطني وان قيادات الشعبي التي كان جزء كبير منها فاعلا وناشطا قبل المفاصلة في ادارة الحكم والدولة ،وبالتالي فان نشاط الشعبي يكون دائما محل اهتمام باعتبار ان قيادته تتمتع بخبرة سياسية وتجربة عملية في الحكم وادارة نشاط الدولة اكثر من القوى السياسية المشاركة في الحكومة التي تكونت عقب مؤتمر الحوار الوطني .
ونقلت الصحف امس مادار في قاعة اتحاد المصارف التي استضافت اللقاء التفاكري بين قيادات وعضوية الحزب ، بحضور الامين العام للحزب د.علي الحاج والشيخ إبراهيم السنوسي ، وواضح ان هذا اللقاء مؤطر في ولاية الخرطوم لانه ترأسه امين الحزب بولاية الخرطوم المهندس آدم الطاهر حمدون، واشارت الصحف الى ان حمدون حاول منع السيدة اسماء الترابي من الحديث عن «المنظومة الخالفة» التي خطها الدكتور حسن الترابي قبل رحيله واراد بها عملا وطنيا يتجاوز به الحزب ليقدم من خلاله تجربة يمكن ان تعصم السودان من مزالق كبيرة حسب ما جاء الحديث عنها من قيادت الشعبي من قبل وبعد رحيل الترابي .
وحسب ما جاء في الصحف ان امين الحزب بالخرطوم بدأ مقاطعة اسماء الترابي عندما بدأت تتحدث عن المنظومة الخالفة بصورة حاسمة وتم طرد احد القيادات عندما تداخلت بصورة حادة مع المهندس حمدون .
والمهندس آدم الطاهر حمدون من قيادات التي عرفت بالإتزان والحكمة ، وهو من القيادات التي سعى المؤتمر الوطني الى كسبها بعد المفاصلة ، ولو افلحت تلك المحاولة لكان صاحب اسهام فى مؤسسات الدولة ، ولكن يبدو ان محاولات الوطني لم تفلح ، وعلاقة حمدون بدأت بالقصر الجمهورى في وقت مبكر من قيام الانقاذ وكان مستشارا لرئيس الجمهورية وعمل وزيرا للتجارة قبل المفاصلة بوقت كبير .
ويبدو ان حالة الغضب او الطريقة التي نقلتها الصحف و الطريقة التي ادار بها حمدون هذا اللقاء التفاكري تكشف عن حجم الازمة داخل المؤتمر الشعبي ، وخاصة وان الموقف حدث مع قيادات نسوية ذات وضع رفيع داخل الحزب ، وهذه الحالة قد لا تنفصل عن الحالة العامة التي يعيشها الحزب، وعن الحالة التي قادها المحامي كمال عمرمن قبل، ودخوله في صراع ظاهر ومستتر مع الامين العام للحزب د.علي الحاج،مستعرضا عضلاته ،والتي اقتضت ابعاده من رئاسة كتلة الشعبي في البرلمان والاستعاضة عنه بامينة المرأة سهير صلاح ،وبعدها ذهب كمال الى منزل د. الحاج ووضع حدا لخلافاته معه.
ويبدو ان صراع قيادات الشعبي الذي بدا يطفو على السطح نتاجا للتنافس فيما بينها اذ يرى كل واحد من هؤلاء القيادات انه احق بمكانة ارفع من التي هو فيها ، وهذا يعني ان الامين العام يحتاج لمزيد من الوقت ،والشجاعة للسيطرة على هذه التفلتات ، والتي اصبحت تحدث تحت سمع وبصر الامين العام كما حدث في لقاء اتحاد المصارف امس الاول، حيث اشارت الصحف الى ان الامين العام لم يتحرك عندما حدثت الملاسنة بين حمدون الطاهر واسماء الترابي ، والحزب بهذه الطريقة لا يستطيع ان يكون ذا فعالية سياسية وذا رؤى في قضايا الوطن وهموم المواطن، اذا اصبح مشغولا بنفسه اكثر من قضايا وطنه ومواطنيه ، وهذا الامر اما يترتب عليه انضباط باللوائح والنظام الاساسي او انفراط في عقد «منظومة الحزب» ، قبل معرفة تفاصيل «المنظومة الخالفة « التي تركها الشيخ الترابي امانة في عنق هؤلاء المتشاكسين .
صحيفة الصحافة.