منوعات

تعرف إلى أول من وطأ الفضاء .. حيوانات وحشرات لا تتوقعها

في خضم الحرب الباردة شهدت خمسينات القرن الماضي ظهور ما يعرف بمصطلح سباق الفضاء حيث سعت كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي إلى تحقيق الأسبقية في مجال اكتشاف الفضاء واستعراض القدرات التكنولوجية خاصة في مجال الصواريخ عن طريق إرسال أعداد هامة من الأقمار الاصطناعية والمركبات المأهولة وغير المأهولة نحو الفضاء .

خلال هذا السباق نحو الفضاء حققت البشرية تقدما علمياً غير مسبوق، في غضون ذلك قدم العديد من رواد الفضاء حياتهم خلال سعيهم لإرسال الإنسان نحو الفضاء ولعل أبرزهم رائد الفضاء السوفيتي فلاديمير كوماروف والذي فارق الحياة خلال شهر إبريل/نيسان سنة 1967 بسبب خلل في مركبته.

لكن قبل أن يتم إرسال الإنسان نحو الفضاء، حاول الأميركيون والسوفييت الاستعانة بالحيوانات بهدف إرسالها نحو الفضاء في مهمات تجريبية ولعل أبرز هذه الحيوانات الكلبة لايكا والتي أرسلت نحو مدار الأرض على متن القمر الاصطناعي السوفيتي سبوتنك-2 يوم الثالث من شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1957 لتصبح بذلك أول حيوان من الثدييات يبلغ مدار الأرض.

لكن قبل تجربة الكلبة لايكا حاول البشر مرات عديدة إرسال كائنات حية نحو الفضاء، ويعود تاريخ معظم هذه التجارب التي استخدمت خلالها نباتات وحشرات وقردة إلى السنوات القليلة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية.

مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية على الساحة الأوروبية تمكنت القوات الأميركية من السيطرة على عدد هام من الصواريخ الألمانية V-2 والتي تصنف كأول صواريخ باليستية بعيدة المدى على مر التاريخ، خلال تلك الفترة مثلت هذه الأسلحة النازية أسلحة سابقة لعصرها وفريدة من نوعها حيث قدرت سرعة الصاروخ v-2 بنحو 5700 كلم في الساعة وبلغ مداه 320 كلم .

حال حصولها على صواريخ v-2 ، ذهلت السلطات الأميركية من القدرات التكنولوجية المتطورة لهذه الصواريخ، ولهذا السبب لم يتردد الجيش الأميركي في إجراء عدد من التجارب على هذه الصواريخ الألمانية الأصل في مناطق نائية من نيومكسيكو.

تزامناً مع بداية إجراء هذه التجارب، تساءل الأميركيون حول إمكانية استخدام هذه الصواريخ لإرسال إنسان نحو الفضاء، لكن قبل ذلك وجب على العلماء الأميركيين الإجابة على عدد من الأسئلة المحيرة ولعل أبرزها تأثيرات الأشعة الكونية على الكائنات الحية.

خلال سنة 1946 أجرى الباحثون الأميركيون عدداً من التجارب حول تأثيرات الأشعة، حيث أقدموا على وضع بذور وبكتيريا وقطن داخل كبسولات تم إطلاقها نحو الفضاء على متن صواريخ من نوع v-2 وعلى حسب ما يتم تداوله كانت بذور الذرة أول ما تم استخدامه خلال هذه التجارب.
ذباب الفاكهة

يوم العشرين من شهر فبراي سنة 1947 أجرى الباحثون الأميركيون أول تجربة باستخدام الحيوانات، حيث أقدموا على وضع عدد من حشرات ذباب الفاكهة داخل كبسولة قبل أن يتم إرسالها نحو الفضاء بهدف دراسة تأثيرات الأشعة عليها على ارتفاع عالٍ. أثناء هذه التجربة ارتفع الصاروخ v-2 حوالي 109 كلم فوق سطح الأرض خلال فترة قاربت الثلاث دقائق قبل أن يتم قذف الكبسولة التي احتوت على حشرات ذباب الفاكهة والتي هبطت بسلام على سطح الأرض باستخدام مظلة الهبوط .
صورة للقرد ألبرت الثاني خلال استعداده للرحلة نحو الفضاء

خلال السنوات التالية أجرى الخبراء الأميركيون تجارب عديدة استخدمت خلالها حيوانات مختلفة كالفئران والقردة. ولعل أبرز هذه التجارب تلك التي جرت خلال شهر يونيو/حزيران سنة 1948 والتي استخدم خلالها القرد ألبرت والذي ارتفع حوالي 63 كلم فوق سطح الأرض. ولكن الأخير فارق الحياة أثناء الرحلة بسبب الاختناق وقد تلتها لاحقا تجربة ثانية سنة 1949 استخدم خلالها قرد آخر حمل اسم ألبرت الثاني وخلال هذه المحاولة الثانية ارتفع ألبرت الثاني حوالي 134 كلم فوق سطح الأرض قبل أن يفارق الحياة خلال عملية الهبوط بعد ارتطام كبسولته بالأرض بسبب خلل في مظلة الهبوط .

العربية نت