الجديد في كادوقلي
قضينا نهار أمس في مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان، في زيارة يوم قام بها الدكتور فيصل حسن إبراهيم مساعد رئيس الجمهورية مترئساً وفداً كبيراً ضم عدداً من الوزراء ومسؤولي الحزب الحاكم المؤتمر الوطني،
لحضور ختام المؤتمر الشبابي لتنمية وسلام جنوب كردفان، الذي نظمه الاتحاد الوطني للشباب والهيئة الشبابية للتنمية والتعمير، وكان تحت شعار (الحوار سبيلنا والسلام خيارنا)، وكانت جنوب كردفان في حاجة إلى هذا المؤتمر الذي حضره أكثر من ألف شاب من شباب الولاية، ناقشوا على مدى ثلاثة أيام قضايا الحرب والسلام والبناء والتعمير والتنمية وقصور الخدمات وغيرها من هموم المواطنين والولاية، وكانت المفاجأة الأكبر هي مشاركة وفد ذي قيمة من شباب الحركة الشعبية قطاع الشمال، وقدموا ورقة وشاركوا في النقاشات، وضمنت لهم لجنة أمن الولاية أمنهم وأمانهم حتى انتهى المؤتمر أمس، وسيعودون إلى قيادة الحركة برؤية كاملة عما وجدوه وعن فرص السلام التي لاحت.
> ويوم أمس شهد افتتاحات ومعارض تراثية واحتفالاً بعقد قران خمسمائة زيجة من الشباب، وافتتاح ملاعب لكرة القدم ومناشط أخرى ثم اجتماع لحكومة الولاية شهده السيد مساعد الرئيس، واختتم بالجلسة الختامية لمؤتمر الشباب، وكل منشط كان له وقعه وأثره وتجلياته ومغزاه، فلأول مرة نرى شباباً متحمساً ومدركاً لقضاياه بجنوب كردفان بهذا الاحتشاد والحجم والتطلع لواقع أفضل، وكانت الأوراق التي قدمت في المؤتمر ذات خصائص مفيدة وقيمة، انكب على إعدادها خيرة أهل الاختصاص والخبرة، وغطت جل القضايا اليومية التي يعيشها مواطن جنوب كردفان الراغب بشدة في السلام والساعي بصدق في ترجمة شعارات المرحلة الفائتة والحالية إلى واقع عملي وفق التطورات السياسية الجارية في الولاية وفي السودان كله، ومن بين الأوراق المرجعية التي قدمت ورقة عن التعايش السلمي من منظور قيمي وأخلاقي، وورقة عن الفرص والتحديات والرؤية المستقبلية للتنمية الاقتصادية بالولاية، وورقة الحزب وتحديات وفرص السلام، وورقة التنمية المستدامة واستغلال الموارد المتاحة، وورقة عن الحوار المجتمعي وأثره في السلام، وحظيت هذه الأوراق بنقاش مستفيض وعميق وحماس دافق وسط قواعد الشباب وقياداتهم، في غمرة أجواء ومشاعر جارفة نحو السلام وإرادة قوية لتحقيقه.
> زيارة مساعد الرئيس لكادوقلي لم تكن زيارة عابرة رغم قصر مدتها فهي مجرد ساعات قليلة. لكن صحبه فيها عدد من نواب رؤساء قطاعات داخل الحزب وأمناء ونواب أمناء أمانات وعدد من الوزراء ووزراء الدولة وقيادات حزبية، وأدى كل مسؤول تنفيذي أو حزبي واجبه خلال الزيارة. وكانت المدينة يوم أمس خلية نحل أُنجزت فيها أعمال وأشغال كثيرة، ففي اجتماع مساعد الرئيس بحكومة الولاية وبعد الاستماع إلى الوالي وبرامج حكومته، تمت مناقشة وحسم بعض الشؤون بوجود المختصين والمسؤولين من الوزراء أعضاء الوفد والأمين العام لديوان الزكاة.
> أهم ما في هذه الزيارة هو إعلان مساعد الرئيس أمام مؤتمر الشباب عن قرار وشيك سيصدر خلال أيام، منجزاً وعد السيد رئيس الجمهورية بعودة هيئة جبال النوبة الزراعية بعد أن تم الفراغ من إعداد قانونها، وسيتم تعيين مجلس إدارتها والإدارة التنفيذية لها، وهو حلم ظل يراود أهل جنوب كردفان منذ حل الهيئة في وقت سابق.
> وأُرسلت رسائل إيجابية عديدة إلى الحركة الشعبية قطاع الشمال، من أجل أن تكون شريكاً حقيقياً في السلام، ولا سبيل للعودة إلى الحرب من جديد، فإذا كانت الولاية آمنة اليوم وتشهد تباشير السلام وشروق شمسه وغروب أزمنة القحط والموت والقتال، فعلينا جميعاً أن نعمل من أجل الاستقرار والتنمية وبناء هذه الولاية الغنية الواعدة، وهذا ما فعله الاتحاد الوطني للشباب.
الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة