أمراض قلبية تؤثر على إيمانك .. الظلم
تحيط بالإنسان أمراض غير مرئية ولكنها محسوسة وآثارها بادية، ومن تلك الامراض الخفية، والتي يخشى الغالبية الوقوع في تأثيراتهما المضرة ومنها الظلم ويعتبر الظلم من أقبح الأمور الموجودة في حياتنا اليومية وأبغضها عند الله هو الظلم؛ حيث ميّز الله تعالى المظلومين بأنّ دعاءهم مستجابٌ من شدةِ القهر والألم الذي يسكنهم نتيجة ظلم الآخرين لهم. تختلف أنواع الظلم؛ فهناك ظلم العبد لنفسهِ، أو لأخيه المسلم.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أتقوا الظلم فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتّقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم).. [رواه مسلم]، فالظلم يحوّل حياة الظالم إلى ظلمات فالأيام دوارة، ومن ظلم سوف يظلم وعقاب الظالم عند الله كبير، لذلك أبعد الظلم وقهر الآخرين.
ومن كثرة نمو الظلم البيئة هي التي تُساعد على نمو وترعرع الإحساس الكريه بالظلم، ولعلَّ أبرز هذه البيئات هي البيئات التي يسود فيها الجهل، والتخلف، والخوف، والتي تحتوي أيضاً على فئة من الناس تمتلك أنانيةً معززة بقوة، وسلطان، الأمر الذي يُطبّق على أنفس الضعفاء من كل الجهات، كما أنّ الظلم يجد نفسه في البيئات التي لا يتوفر فيها الناس على أدنى حسٍّ بالمسؤولية، أو على القدرة على تمييز الخطأ من الصواب.
ـ ولظلم ثلاثة أشكال
1 ـ ظلم العبد لنفسه: ويكون هذا الظلم بإسقاط حق النفس وعدم الاعتناء بها، وبفعل المحرمات واتّباع الشهوات، وإعلاء حب النفس على حب الله، وهذا الظلم يجلب للعبد الهلاك، وغضب الله في الدنيا والآخرة، ويغفر الله هذا الظلم بالاستغفار.
2 ـ ظلم في حق العباد: ويكون هذا الظلم بأخذ حق أحد من الخلق؛ سواء أكان إنساناً، أم حيواناً، أم نباتاً، جوراً من غير وجه حق مما يؤذيه، وهذا النوع من الظلم لا يُغفر إلا بطلب الظالم العفو ممن ظلم، وإعادة الحق إلى صاحبه، وإلا كان عقاب الظالم عاجلاً في الدنيا والآخرة؛ لقوله عز وجل في الحديث القدسي مخاطباً المظلوم: (وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين).
3 ـ ظلم في حق الله: ويكون بالشرك بالله، وعدم استفراده بحق العبودية، ويكون الشرك بمن يشرك بالعبادة مع الله من آلهة مزيفة، أو ولدٍ، أو مالٍ، أو عبدٍ، وغيرها مما يأخذ منزلة العبادة مع الله، وهو أشد أنواع الظلم، فلا يغفره الله تبارك وتعالى أبداً؛ لقول الله في محكم آياته: {إنّه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة}.
ـ وعد الله على الظالمين
وعد الله تعالى المظلوم بأن ينصره ويأخذ له حقه ممن ظلمه؛ حتى وإن كان كافراً، فيعاقب الله الظالم على ظلمه في الدنيا؛ فيغضب عليه، ويأخذ منه حق من ظلمه، ويجازيه من جنس عمله، ويستجيب للمظلوم دعوته عليه؛ فلا ترد للمظلوم دعوة، وليس بين الله وبين دعوته حجاب، وفي الآخرة ينقص من حسناته بقدر ما ظلم ويعطى للمظلوم، وإذا انتهت حسناته أخذ من سيئات المظلوم وزيد على سيّئات الظالم بقدر ما ظلم، وإنّ الله يمهل ولا يهمل فيكون عقابه واقعاً لا محالة ما لم يستغفر، ويطلب العفو ممن ظلم، ويعيد له حقه بقدر ما يستطيع.
مصراوي