أم جنوبي !!
*وجنوبي هذا أحد أصدقاء صفحتنا الإلكترونية..
*ولا أدري سر تسميته نفسه بهذه الصفة الجهوية رغم إنه من أقصى الشمال..
*ويتمتع بكل ما لدى أهلنا هناك من خصال اشتهروا بها..
*فهو واضح… وصريح… وظريف؛ ويضفي على الصفحة جواً نوبياً جميلاً..
*ومن قبل كنت محتاراً إزاء اسم أحد سائقي باصاتنا السفرية..
*فاسمه عز الدين جنوبي؛ ولكنه غير ذي صلة بالجنوب… ولا الشرق… ولا الغرب..
*وسافرت معه ذات مرة… فحمدت الله على سلامة الوصول..
*فهو يقود بسرعة جنونية تمنع الراكب من أن يغفو… أو يسرح… أو حتى (يتشهد)..
*وكان ضحية هذه السرعة حمامة حاولت العبور من أمام البص..
*فإذا بجنوبي يتألم لذلك… ويستغفر… وكأنه صدم إنساناً..
*ولكن صديق صفحتنا الذي يحمل الاسم يقود تعليقاته بسرة دون أن يصدم..
*لا يصدم إلا نفسه… ومسؤولينا الذين يصدمون الناس..
*يصدمون مشاعرهم… ومعيشتهم… وإنسانيتهم.. وجميل صبرهم على البلاء..
*ثم- ويا للغرابة – يحبون دوماً أن يُحمدوا… بما لم يفعلوا..
*يحبون الشكر حباً جما؛ مثل حبهم الكراسي… والأسفار… والظهور الإعلامي..
*والبارحة صدم جنوبي نفسه صدمةً أضحكت المنبر كله..
*صدمة ما أحوج هؤلاء إلى مثلها حتى (تُقعدهم في علبهم)… و(تشكم شكَّاريهم)..
*فوالدة جنوبي شكمت شكَّارته – المغنية – في حفل حنَّته..
*وذلك حين طفقت تغني – مدحاً له – (ما شرب السيجار… وما لعب القمار)..
*ثم قرَّبت المايك من فم والدته هذه لكي تزغرد… تأميناً..
*فما كان منها إلا أن غمغمت غمغمةً غدت صياحاً… عبر مكبر الصوت..
*وسمع كل من في الحفل عبارة (كضب الجبال يا بتي)..
*ويقول جنوبي بسخريته النوبية : وتم قذف العريس بنجاح… قذف من (أمه)..
*والآن اقرأ الصحف… أو شاهد الفضائيات… أو استمع للإذاعات..
*سوف تحار حيال العدد المهول من إعلانات الشكر..
*سواء شكر صاحب المادة الدعائية لنفسه… أو شكر غيره من المسؤولين..
*الذي فعل… والذي أنجز… والذي أبدع… والذي (مفيش زيُّه)..
*وعلى أرض الواقع ليس هناك سوى عكس هذا الذي قيل مدحاً… وشكراً… و(نفاقاً)..
*ليس هنالك سوى الإخفاق… والإهمال… و(التجاوزات)..
*وكره الناس التلفزيون القومي – تحديداً – لكثرة شكَّاري أنفسهم… أو سواهم..
*سيما عند قرب إجراء تعديل وزاري…أو ولائي..
*فالوزراء لا يسكتون… والولاة يجلبون المغنيات – الشكَّارات – إلى مهرجاناتهم..
*ويحدث تلوث سمعي – وبصري – من كثرة الصراخ… والطلَّة..
*ويكاد الأجانب في بلادنا أن يصدقوا استحقاق مسؤولينا لكل هذا الشكر..
*مثلما كاد حضور حنة جنوبي أن يصدقوا شكر المغنية له..
*فما أحوج صحافتنا لأن تصدع بالحق – نيابة عن الشعب – بدلاً من أن تزغرد..
*وتصيح في وجوه الشكَّارين (كضب الجبال !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة