أبرز العناوينرأي ومقالات

ضياء الدين بلال يدق ناقوس الخطر وينصح الحكومة: اخرجوا إلى الناس، وملِّكوهم الحقائق والمعلومات قبل أن يخرجوا عليكم

لماذا تصمتون؟!
-1- سببٌ طارئٌ جعلني أقصد مدينة المناقل ليلاً، وفي أوَّل الفجر كنتُ على أعتاب المدينة، وفي أول محطة وقود، رأيت مشهداً لم أرَهُ منذ عشرين عاماً: صفوف السيارات على امتداد البصر، وسائقوها نائمون بطريقة تُثير الحزن والأسى والإشفاق.
أخبرني من أثِقُ به، أن البعض يمكثون على هذا الوضع ثلاثة أيام، في انتظار وقودٍ بظهر الغيب، قد يأتي في أية لحظة.
-2-
الحال في الخرطوم، ليس بأفضل من ذلك بكثير، لم أتمكَّن من مُغادرتها إلا في مُنتصف الليل، أنفقتُ كُلَّ ساعات النهار في محطات الوقود، والبحث عن دواء.
أهلي في المناقل، طلبوا مني إلا آتي إليهم دون أن يكون لي احتياطيٌّ من البنزين.
ما اضطرَّني للسفر احتياجُ مريضٍ لدواءٍ مُنقذٍ للحياة، ولم يكن مُتوفِّراً في كُلِّ مدن ولاية الجزيرة، أحد معارفي أكرمني به مشكوراً.
جالون البنزين في الجزيرة، تجاوز المائتين وخمسين جنيهاً في السوق السوداء. نشط تُجَّار الأزمات على امتداد البلاد، مصرفيُّون يُساومون العملاء على استخراج أموالهم من البنوك بمقابلٍ مُتَّفقٍ عليه، حتى النقود السودانية تحوَّلت إلى سلعة، سنابل القمح في مشروع المناقل تذروها الرياح، الحاصدات مُتوقِّفة لعدم توفُّر الوقود، والحُزن يخيم على رؤوس المُزارعين.
أمرُ العباد أصبح في ضيق بائن، في كُلِّ المجالس لا تسمع سوى الشكوى، وهسيس الخوف من الغد.
-3-
صديقي وبلديَّاتي، قال لي إنه عاش أسوأ خميس. صباح مشوش بنزعة الليل، غبارٌ وأتربةٌ وانخفاضٌ في مستوى الرُّؤية.
في الظهيرة، كتب شيكاً بعشرين ألفاً فمُنِحَ خمسة آلاف فقط.. وجد عدَّاد سيَّارته وقد أضاء بالأصفر يُنذره بفراغ الوقود، أرسل السائق إلى المحطة ، فعاد بعد 4 ساعات بعد وقوفه في صفٍّ طويلٍ بلا حدود.
في المساء، رجع صديقي إلى البيت، فوجد طفله مُصاباً بالملاريا، ذهب يبحث عن الأطباء، فوجد طبيبة بعد صعوبة، كتبت للطفل دواءً وألحَّتْ على شراء المنتج السويسري، لا السوداني.
ذهب الصديق لأكثر من عشرين صيدلية، ولم يجد الدواء، اتصل بصديق صيدلي، بحث عن الدواء في قروبات الواتساب الخاصة بزملائه من الصيادلة، ووجد الدواء السويسري ومعه أدوية أخرى في صيدلية، أظن أنه قال لي إنها بالفتيحاب، (القروش قصرت)، فذهب لصرافات جوار الصيدلة ووجدها خاوية.
عاد إلى منزله محزوناً كظيماً.
-4-
السؤال الذي يُواجهنا في كُلِّ مكان: هل ما يحدث أمر طارئ وزائل، أم هو هم مُقيم ومُتعاظم؟! الجميع يبحثون عن جرعة أمل مُضادَّة لحالة اليأس والإحباط، وبعض المعارضين ينظرون بانتهازية سياسية، ولا يرون في الوضع سوى فرصة مُواتية للتَّحريض على الحكومة والشماتة فيها!!!
-5-
مع كُلِّ هذه المُعطيات بكُلِّ خطورتها، لا تجد خطاباً حكومياً يشرح ويُفسِّر ويحمي شمعة الأمل والرجاء من الانطفاء!
هذه الحالة تُشعِرُ المُواطنين بواحد من اثنين لا ثالث لهما:
إما أن الحكومة في حالة عجز تام ولا تملك حلولاً، (تنتظر الله في الكريبة)، كما قال الصديق عادل الباز؛ أو أنها ضعيفة الإحساس بكُلِّ هذه المواجع التي تجعل من العيش والحياة الطبيعية أمراً عسيراً وبالغَ المشقَّة.
-6-
مثل هذه الأزمات، يُمكن أن تكون طارئةً وعابرة، ولكن الصمت والامتناع عن توفير إجابات يُفاقم حالة الهلع، مما يجعل الناس يتعاملون بصورة هستيريَّة تُنتِجُ أزمات إضافية يصعب تجاوزها بعد توفير الوقود والدواء والاحتياجات الضرورية.
-أخيراً-
اخرجوا إلى الناس، وملِّكوهم الحقائق والمعلومات، لا تختبئوا في الصمت.
اخرجوا إليهم قبل أن يخرجوا عليكم.

ضياء الدين بلال

‫15 تعليقات

  1. اخجل يا ضياء مافي انتهازي غيرك انت ونظامك الفاشل الدمر البلد وحطم كل شي بالتهب والسرقة من آل البشير الي اقل حقير. ثلاثون عام فشل ودمار في كل المرافق وكل الاصعدة وهدم اقتصادي شامل وكل هذا لا تري فيه سوي انتهازية المعارضة اختشي واستحي لو كان عندك دم وحياة الا تخجل يا رجل

  2. انت مش بتتباهى بصحبه الريس فى سفرياته ماتقول ليه الكلام ده مباشر

  3. بارك الله فيك ..كفيت ووفيت …ربنا يرفع الكرب والبلاء .. فعلا الناس تعبانة شديد …قولوا يالطيف

  4. كان هذا ( مع ) الرئيس في واحدة من رحلاته الخارجية غير المجديّة ( القريبة ) والتي لا يستطيع ( الرئيس ) تجاوًز مسافتها ..
    كان هذا ( معه ) في طائرة مستأجرة بأكثر من ( مليون ) دولار ..
    ..
    ..
    مقالك مكشوف ( و ) مآآلك معروف ..
    تريد أن تقول ( أنّ ) الأزمة عامة ..
    وأن للأزمة أسبابها ..
    وأنّ للحكومة تبريراتها ( و ) مبرراتها ..
    كي ( تبعث ) الطمأنينة في النفوس ..
    كي ( تزيد ) وتمنح هؤلاء بعض الوقت ..

  5. إنت صحيت بعد عشرين سنة . بختك في ناس ليهم 28 سنة ونوعك دا ماحاسي بيهم . الله يرحم علي عبد الفتاح وعبيد ختم واخوتهم

  6. ظاهرة صحية إنو ضميرك صحى يا دوووووووووووووب … كنت نائم في العسل .. قاتل الله الجبن وقاتل الله المؤتمر الوطني …

  7. فوضى شديده في البلد ووضع صراحة مزري والغريبه انو في حكومه في البلد ولا ندري كيف وماذا تحكم ؟

  8. المنافق ضياء الدين البلال لم يري في كل هذا الوضع سوي إنتهازية المعارضة !!! بئس الرجل أنت و الله يا إنتهازي يا منافق

  9. يعنى يا استاذ ضياء لو ما كنت سافرت المناقل وعشت الحقائق كنت حاتكون نايم فى العسل وان البلد
    عال العال .وبعدين السيد الرئيس صديق شخصى لك اقعد معاه وريهو الحقائق يمكن يكون ماسمع حتى
    بنمل السكر الفاسد الذى نهب 450 جوال سكر ولا الضب الذى تسبب فى قطع الكهرباء ولا جقور الكبارى
    تتصور ياخ ضياء الاخبار دى جابتها قناة عربية(وا فضيحتنا) اخبار النمل بقت تجى فى الاخبار العالمية

  10. الحكومة دي خلقت مشاكل وازمات في البلد وربطت مصير البلد بمصيرهم هم لدرجة انو الشعب بقى امام نارين (نار عدم الاستقرار والفوضى اذا حدثت مظاهرات لتغيير النظام) و ( نار عدم توفر الاحتياجات الضرورية والبنى التحتية) وهي عاجزة تماما عن كل شي .

  11. الحكومة دي خلقت مشاكل وازمات في البلد وربطت مصير البلد بمصيرهم هم لدرجة انو الشعب بقى امام نارين (نار عدم الاستقرار والفوضى اذا حدثت مظاهرات لتغيير النظام) و ( نار عدم توفر الاحتياجات الضرورية والبنى التحتية) وهي عاجزة تماما عن كل شي .

  12. من الواضح أن هناك أزمة إقتصادية كبيرة وفشل كبير في توفير ضروريات الحياة .. بالاضافة الي الفساد على كل المستويات

    لو كنت المسؤول أعلن حالة الطواري في البلد وأحل الحكومة الحالية وأشكل حكومة إتثنائية تقوم بتسير أمور البلاد وتسليم الحكم للشعب

    كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته

  13. هههههههههههه
    هههههههههههههه
    ههههههههههههههههههههههههه
    لو كان الكاتب غيرك لصدقنا لكن انت معاهم معاهم

  14. اسع اللفة كلها عشان تقول المعارضة انتهازية طيب انت الماك معارض نتمني تقدر تكشف العارفو وتواحهم بالحقيقة واتمني اي معارض ييقيف متفرج نشوف بترمو الحيطة بووون