صلاح الدين عووضة

غرباء ببلادنا !!

*كلام خطير قيل عنا في (العربية) أمس..

*والقائل هو النعمان بن عثمان مدير منظمة ليبية للبحوث..

*قال إن السودان يصدر الإرهاب إلى ليبيا..

*وتحدث تحديداً عن إرهابيين شوام قال إنهم يدخلون بلادنا بكل سهولة..

*ثم يُمنحون وثائق إقامة محلية… وجوازات سفر سودانية..

*وأشار إلى دور تركي في هذا التصدير… يشمل إرهابيين يمنيين أيضاً..

*وبدت المذيعة منزعجة لهذه الاتهامات… ولكنه كان مصراً..

*بل وقال إن لديه من الاثباتات ما يدعم كلامه هذا..

*ولعلنا نذكر حادثة إطلاق النار على سودانيين من تلقاء شامي… بضاحية كافوري..

*والعالم كل يذكر معنا ؛ ويرصد ويتابع… وهذه هي المصيبة..

*وخاصةً أمريكا التي نترقب رفعها لاسمنا من قائمة دول الإرهاب..

*ويجيء الآن حديث هذا الليبي ليلفت إلينا الأنظار أكثر..

*وربما صعوبة فهمي للهجته الليبية جعلتني أتخيل ثُغرات في كلامه..

*فقد فاتت علي بعض الجزئيات… لا الكليات..

*وإن كانت كما ظننت فهي تعني أن الحكومة (مُستغفَلة)… وليست متورطة..

*بمعنى أنها تفتقر إلى الحس الأمني عند التعامل مع الوافدين..

*وذلك فضلاً عن افتقار إلى الحس (القومي السيادي)..

*وانعدام الأخير هذا هو الذي جعل أعداد الوافدين-غير العرب – فوق حدود المعقول..

*ويكفي أن العاصمة وحدها فيها نحو (3) ملايين وافد إفريقي..

*وهذا تساهل لا يمكن أن تقع فيه أية دولة محترمة… بمحض (غفلتها)..

*ولكن ما يهمنا الآن اتهامات هذا الأكاديمي الليبي..

*فهل صحيح أن دواعش الشام يتسللون إلى ليبيا – عبر أراضينا – بمساعدة تركية؟..

*لابد من التعامل مع هذا السؤال بمنتهى الجدية..

*لا أن ننفي ؛ ثم نتمطى على كراسينا الوثيرة باعتبارنا أجبنا عن السؤال… وخلاص..

*فهكذا درجنا على أن نفعل إزاء كل القضايا الخطيرة..

*سواء داخلية خاصة بأزمات محلية… أو دولية متعلقة بأزمات مع المجتمع الدولي..

*فياما (تمغّى) مسؤولونا على كراسيهم… ثم وثبوا منها فزعين..

*وما ذاك إلا لأنهم يتغافلون… أو يستسهلون… أو يتذاكون على العالم..

*ولكن الحقيقة المؤكدة أننا نتساهل… ونتغافل..

*نتساهل في أمر حدودنا حتى يصعب علينا ضبط السلع… والذهب… والبشر..

*ثم نتغافل عن النتائج السالبة للوجود الأجنبي المتسلل..

*وقبل عامين كتبت كلمة بعنوان (المواطن سوداني)… فسخر منا (المتذاكون)..

*وفيها توقعت أن نكون (غرباء) على أرضنا يوماً..

*وذلك على خلفية صياح وافد عربي في وجهي مستفسراً عن وجهةٍ ما..

*فأجبته ساخراً (معليش ، ما أدري.. .أنا عضو جالية سودانية)..

*ولم أدرك عاقبة سخريتي الغبية هذه إلا عقب حادثة كافوري..

*فحمدت الله أنه لم (يضربني بالرصاص !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة