يُلدغون …!!
بزاوية الأمس، أبديت ملاحظة عن تكلفة تنفيذ مطار الخرطوم الجديد ) مليار و 150 مليون جنيه(، وقلت- فيما قلت – أن مشروعاَ بهذا الحجم كان يجب أن يَطرح في عطاء عالمي وحسب الشروط السودانية، كما تنص قوانين ولوائح المال العام.. وليس هناك ما يمنع الشركة التركية سوما – وغيرها من الشركات – تقديم عروضها عبر العطاء المفتوح، تمويلاَ كان نظام الإنشاء أو )بوتاً(.. وليس من المنطق و المعقول أن يكون المسؤول عن هذا المشروع الملياري وزير المالية مع مجموعة رجال أعمال ، بيد أن مؤسسات الدولة )أخر من تعلم (.. !!
:: ووصلاَ لما سبق، نقرأ ما يلي : )فيما توقع مهتمون بالمجال العقاري إرتفاع أسعار المخططات السكنية للمطار الجديد )….( بعد التوقيع علي بدء العمل بالمطار، وتتفاوت أسعار القطع السكنية بمخططات … من )45/20( الف جنية للقطعة وتعد فرصة جيدة للمغتربين من أصحاب الدخل المحدود لامتلاك قطع سكنية بمخططات المطار الجديد(، هكذا أسهبت صحيفة القرار في كتابة خبر التوقيع على عقد تنفيذ المطار الجديد.. حذفت اسم المخطط السكني الوارد ذكره في )خبر القرار(، والخبر يذكرنا ذاك النعي الشهير .. كوهين ينعى شقيقه، ويفيدكم بنقل محله التجاري من شارع كذا إلى شارع كذا ..!!
:: و منذ سيطرة فكرة المطار الجديد على آذهان الناس، وتحت مسمى المخططات السكنية المجاورة لمطار الخرطوم الجديد، كان البعض يبيع الأوهام للبسطاء بالداخل والخارج .. )المخطط السكني الفاخر، الأكثر تميُّزاً بجوار مطار الخرطوم الدولي الجديد،فالموقع جذاب وشرق المطار مباشرة، ويعتبر المخطط الوحيد بجوار المطار الدولي، وشهادة بحث من ولاية الخرطوم، ويفصل بين المخطط والمطار الدولي فقط شارع مائة متر (.. هكذا كانوا يبيعون للناس)السمك في الموية(.. ولأن القانون لا يحمي البسطاء، وقع الكثير منهم في فخ المطار الدولي..!!
:: وغير مًلاك المخططات ، كانت هناك فوائد وهمية لمشروع المطار الجديد .. لقد إستغلت حكومة ولاية الخرطوم – وجهات أخرى – فكرة أن يكون في الصالحة مطاراً دولياً كأحسن ما يكون الإستغلال، وذلك بتوزيع مخططات سكنية بجوار المطار الدولي الجديد ثم بيعها لشركات، والتي بدورها باعت الأوهام للمغتربين .. كان خيال المشتري يحدثه بأنه سوف يقف أمام منزله – ليسقي الشجر – ويتأمل في حركة الطائرات بمطار الخرطوم الدولي ..هكذا باعوا الأوهام لبعض المغتربين..ولكنيبدوا أن هناك بقية أوهام لم تباع بعد، فتم الإعلان عنها بهذا الذكاء، أي بالتزامن مع عقد الشركة التركية )سوما(، وكأن المغترب لم يتعلّم من تجاربه )المريرة(..!!
:: ثم يبقى السؤال المُحيّر، ماهي مزايا السكن بجوار المطارات بحيث يًبشر المعلن المشتري بان المخطط بجوار مطار الخرطوم الجديد؟..في كل بلاد الدنيا والعالمين، ما عدا السودان طبعاً، يحبذ الناس السكن بجوار شواطئ النيل والبحر ومناطق الهدوء، ويتجنبوا السكن بجوار المطارات و الموانئ – وغيرها من مصادر الصخب والضوضاء – خوفاً من الأمراض والحوادث .. وعلى كل حال، ناهيكم عن جوار المطار، بل حتى لو تم توزيع الأراضي
السكنية بجوار مدرجات المطار وما بين صالات الوصول والمغادرة، فلن يُلدغ المغترب من هذا الجَحر مرتين ..!!
إليكم – الطاهر ساتي
سيلدغ الناس ألف مرة، فنحن شعب لا يتعلم من أخطائه !!!!!!!!!!