عالمية

بوتين في أول تصريح بعد إعادة انتخابه: لن يكون هناك سباق تسلح

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه منفتح لحوار “بناء” مع الدول الأخرى عقب إعادة انتخابه رئيسا لروسيا.

وأضاف قائلا:”ولكن بالطبع لا يعتمد ذلك علينا وحدنا، فكما في الحب لابد وأن يبدي الطرفان اهتماما وإلا فإنه لن يكون هناك حب.”

وأكد بوتين أنه لن يكون هناك سباق تسلح، متعهدا بتقليص الإنفاق الدفاعي.

وفي غضون ذلك، تتوالى برقيات التهنئة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على فوزه بفترة رئاسية رابعة من بلدان العالم، ولكن القادة الغربيين لا يزالون يلتزمون الصمت تجاه الانتخابات الروسية.

فقد وصف الرئيس الصيني، شي جينبينغ، علاقات بلاده مع روسيا بأنها في “أعلى مستوياتها” في تاريخ الدولتين.

وحصل بوتين على 76 في المئة من أصوات الناخبين، حسب الأرقام الرسمية.

وقال إنه يعتزم إدخال تعديلات على حكومته بما فيها منصب رئيس الوزراء.

ويتولى دميتري مدفيديف رئاسة الوزراء منذ أن تبدل منصبه عام 2012 مع بوتين الذي وصل إلى السلطة عام 1999.

ومنعت السلطات الروسية ترشح، ألكسي نافالني، أبرز المعارضين لبوتين.

وقال شي جينبينغ في برقية تهنئة لبوتين: “إن علاقات التعاون الاستراتيجي بين الصين ورسيا حاليا في أعلى مستوياتها، في تاريخ البلدين، وهي نموذج لنوع جديد في العلاقات الدولية”.

وتلقى الرئيس الروسي التهاني من قادة كازاخستان، وبلاروسيا، وفنزويلا، وكوبا، ودول أخرى.

ولكن لم يصدر أي تعليق من قادة الدول الغربية، التي توترت علاقتها مع روسيا في الأسابيع بسبب حادث تسميم الجاسوس الروسي وابنته في بريطانيا. وتتهم بريطانيا الحكومة الروسية بتدبير محاولة القتل.

وشكك وزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، لدى حضوره اجتماعا للاتحاد الأوروبي في بروكسل، في نزاهة الانتخابات الرئاسية الروسية. وقال إن روسيا ستبقى شريكا صعبا، ولكنه أضاف أنه ينبغي أن “يتواصل الحوار معها”.

أما مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغيريني، فكررت تصريحها على حادث التسميم، الذي نددت به ووصفته بأنه “غير مقبول تماما”.

وطردت بريطانيا 23 دبلوماسيا روسيا من لندن، وهو ما دفع روسيا إلى المعاملة بالمثل

وفرضت الولايات المتحدة، التي ساندت التنديد البريطاني، عقوبات على مجموعة من الروس تتهمهم في مزاعم بالتدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016.

سجل بوتين فوزا منتظرا بفترة رئاسية رابعة، وحصل على عدد أكبر من الأصوات مقابل بما حصل عليه في انتخابات 2012.

وارتفعت نسبة المشاركة أيضا عن نسبة 2012.

وقال بوتين في تجمع شعبي إن الناخبين “اعترفوا بالإنجازات التي تحققت في الأعوام الأخيرة”.

وحصل منافسه الأقرب، المليونير الشيوعي، بافل غرودينين، على نسبة 12 في المئة من الأصوات.

وشاركت في الانتخابات الرئاسية الشخصية التلفزيونية، كسينيا سوبتشاك، وحصلت على نسبة 2 في المئة من الأصوات، وحصل القومي، فلاديمير جيرينوفسكي، على نسبة 6 في المئة من الأصوات.

وعرضت المأكولات مجانا وتخفيضات في المتاجر قرب مراكز التصويت بعدد من المناطق.

أظهرت صور فيديو من مراكز التصويت تجاوزات في عدد من المدن، من بينها موظفون يملأون صناديق الاقتراع بأوراق التصويت.

وأقصي نافالني من الترشح للانتخابات بسبب إدانته بالفساد، يقول إنها من تدبير الكريملن.

وفي أول تعليق له على نتيجة الانتخابات، قال نافالني إنه لم يستطع تمالك نفسه من الغضب.

وسجلت مجموعة غولوس لمراقبة الانتخابات المئات من التجاوزات يوم الاقتراع، من بينها حجب الكاميرات بواسطة بالونات وغيرها.

ولكن رئيسة لجنة مراقبة الانتخابات، إيلا بامفيلوفا، قالت إن عدد التجاوزت المسجلة انخفض إلى النصف مقارنة بانتخابات 2012، وأضافت أن هذه التجاوزات لم تكن خطيرة.

وجرت عملية التصويت لأول مرة في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا ، وتزامن فوز بوتين مع ذكرى ضمها.

وتسبب ضم شبه الجزيرة، الذي احتجت عليه كييف بشدة، في توتر العلاقات مع الغرب. ولم يتمكن الروس المقيمون في أوكرانيا من التصويت لأن الحكومة الأوكرانية منعتهم من الوصول إلى القنصليات الروسية.

وتتوقع الحكومات الغربية المزيد من الهجمات الالكترونية الروسية للتلاعب بالانتخابات، مثلما وقع في حوادث سابقة تتهم فيها روسيا.

ولكن بعض المحللين يعتقدون أن بوتين لا يمكن أن يستمر في نزاعه مع الغرب، ولابد أن يواجه مشاكل بلاده الداخلية مثل التعليم والإسكان والرعاية الصحية.

ويطرح محللون سؤال آخر هو هل سيستمر بوتين في منصبه بعد فترته الرابعة؟

ينص الدستور على تنحيه عام 2024 ، ولكنه قد يعدل الدستور ويلغي تحديد فترات الرئاسة.

ولكن لا يبدو أنه يعتزم البقاء في السلطة لمدة أطول، لأنه ضحك من سؤال طرحه عليه صحفي بخصوص احتمال ترشحه لانتخابات 2030.

بي بي سي عربية