“البشير” و “السيسي”.. قمة على ظلال الأزمات
لن يجد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خيارًا أمثل غير فتح صفحة جديدة في علاقة بلاده مع جاره الشقيق السودان، وهو يستقبل رصيفه السوداني الرئيس عمر البشير الذي يزور القاهرة اليوم الإثنين – في زيارة ليوم واحد- حيث يلتقى بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك في قمة رئاسية لبحث القضايا العالقة بين البلدين، وهي قضايا مثلث حلايب، وسد النهضة والحريات الأربع، وأوضح سفير السودان بالقاهرة السفير عبد المحمود عبد الحليم بأن القمة “السودانية المصرية” هي متابعة للحراك الذي أحدثه لقاء “البشيرـ السيسي” على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا في ينايرالماضي، وتهدف القمة الرئاسية لحل العقبات وتوطيد دعائم علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.
وأضاف عبد الحليم بأن لقاء “البشير ـ السيسي” أوصى بوضع خارطة طريق لحل القضايا العالقة، وتعزيز علاقات البلدين في كافة المجالات، مضيفاً بأنه من المتوقع أن يتبادل الرئيسان وجهات النظر حول موضوعات القمة العربية المرتقبة بالرياض في أبريل المقبل . ويرافق الرئيس عمر البشير إلى القاهرة وفد رفيع يتكون من كل وزير الخارجية د. إبراهيم غندور، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق صلاح قوش، ووزير رئاسة الجمهورية فضل عبد الله فضل.
لقاء أديس
وكان الرئيسان السوداني والمصري قد التقيا – بعد التوترات الأخيرة بين البلدين – على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في خواتيم يناير الماضي بأديس أبابا واتسم اللقاء- وفقاً لمراقبين- بالمكاشفة والصراحة، واتفق الرئيسان فيه على تشكيل لجنة وزارية من الجانبين السوداني والمصري للتعامل مع كافة القضايا الثنائية وتجاوز جميع العقبات العالقة بين البلدين ثم انتهى اللقاء باجتماع اللجنة الرباعية التي أقيمت بالقاهرة بين وزيري الخارجية ومديري الأمن من البلدين لخفض حدة التوتر بين البلدين.
تصعيد وتوترات
وكانت حدة التوتر بين مصر والسودان قد زادت إثر التناول الإعلامي المصري السالب الذي قدح في التفاهمات التي أبرمها الرئيس التركي رجب طيب أوردغان بخصوص ترميمه جزيرة سواكن بالبحر الأحمر إبان زيارته للسودان خواتيم ديسمبر من العام الماضي، ووفقاً لما أحدثه الإعلام المصري من سلوك مستفز تجاه الزيارة التركية، فقد سحب السودان سفيره من مصر لمدة شهرين كاملين، وفي المقابل فقد أشار الإعلام السوداني لوصول تعزيزات عسكرية مصرية تشمل أسلحة حديثة وآليات نقل عسكرية وسيارات دفع رباعي إلى قاعدة ساوا العسكرية في إريتريا شرقي السودان، ونتج عن هذا الأمر أن أغلق السودان حدوده الشرقية مع إرتريا.
ملفات عالقة
تأتي قضية مثلث “حلايب وشلاتين أبورماد ” في رأس الملفات العالقة بين السودان ومصر، ومن ثم تأتي قضية موقف السودان من سد النهضة كأهم قضية عالقة بين البلدين تليها قضية تقاسم مياه نهر النيل، ومن ثم يأتي ملف دعم الحكومة المصرية لمعارضين سودانيين.
إدارة مشتركة
وتوقع السفير الرشيد أبو شامة في حديثه لـ”الصيحة ” أمس أن تقوم القمة الرئاسية بمناقشة قضية حلايب واقتراح الإدارة المشتركة مشيراً إلى أن هذا الأمر سيكون موضوعاً رئيسياً في القمة الرئاسية مضيفاً أن هذا الأمر كان قد ناقشه مديرالأمن المصري بالإنابة هباني كامل مع مدير الأمن السوداني الفريق أول مهندس صلاح عبد الله (قوش)، مشيراً إلى طرح مقترح الإدارة المشتركة في الفترة الماضية عندما كان د. مصطفى عثمان إسماعيل وزيراً للخارجية السودانية.
عرض جيد
وشدد أبو شامة على ضرورة قبول العرض، ولكنه عاد ليحذر من الأساليب الفاسدة التي يمكن أن تضغط بها مصرعلى السودان أثناء عرض “الإدارة المشتركة لحلايب”، مضيفاً أن مصر سبق وأن (خدعت) السودان في اتفاقية “مياه النيل”عام 1959 إبان فترة نظام إبراهيم عبود حيث أخذوا كل شيء وأغرقوا وادي حلفا ولم يعطوه تعويضات كافية بجانب أخذهم منه (سلفية) مياه النيل، ثم أنكروا ذلك فيما بعد، ونتج عن تلك الاتفاقية أن ذهب 6 مليارات ونصف مليار مياه لمصر لتصب في البحيرة، لذلك علينا أن نوافق على الإدارة المشتركة ولكن بشرط أن تكون المشاركة بنسبة النصف.
أساليب فاسدة
وحذر أبوشامة من الأساليب الفاسدة التي تمارس على المفاوضين مستقبلاً، مشيراً للابتزاز الذي حدث لأحد السياسيين في الماضي الذي حمل معه قصيدة ليصورها فحملها الأمن المصري على أنها منشورات سياسية مما أخافه وجعله يدخل المفاوضات ويوافق لهم على كل ما طلبوه، مضيفاً بأن على المفاوضين أن يقبلوا الإدارة المشتركة، ولكن دون أن يفتحوا أي مجال للمصريين لخداعنا، أو أن يأخذوا حقاً أكثر من حقهم، وأضاف أبوشامة أن السودان لا يستطيع المضي في التحكيم الدولي دون موافقة مصر عليه، مضيفاً أن النتيجة التي تحصلت عليها المخابرات المصرية عن السودان أن الشعب السوداني جميعه يقف مع سودانية حلايب، لذلك رغبوا في الإدارة المشتركة لحلايب، ولكنهم يريدون أخذ نسبة كبيرة في الإدارة المشتركة ربما تصل لـ95% مشدداً على ضرورة أن يكون وفد التفاوض بالقوة بمكان حتى لا يسهل ممارسة الأساليب الفاسدة عليه كما لابد أن يكون للوفد على وعي كامل للدفاع عن الوطن.
مساومة
وأضاف أبوشامة عن احتمالية مساومة مصر في قضية سد النهضة مقابل حلايب، مضيفاً أن السودان خطى خطوات في مساندة أثيوبيا في إنشائها سد النهضة ويصعب عليه التراجع منها خاصة بعد أن أعلن الأثيوبيون مضيهم قدماً في السد، مضيفاً بأن مصلحة السودان المرتجاة من السد كبيرة، مؤكداً بأن السودان لابد أن يعلن قضية الإدارة المشتركة أمام جميع العالم حتى لا يخدع السودان، وأبدى السفير تخوفه من الضغوط التي يمكن أن تمارس على المفاوضين مستقبلاً لذا أوصى بضرورة أن تكون الشراكة عادلة في قضية الإدارة المشتركة .
أجندة مصر
بينما يرى المحلل السياسي د. الطيب زين العابدين في حديثه لـ”الصيحة ” أمس أن المصريين لا يحبذون مناقشة قضية حلايب مرجعاً ذلك إلى أن القمة الرئاسية تمت الدعوة لها من مصر حيث أرسل الرئيس عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات المصري للسودان لذا فإن المنطق يشير إلى أن مصر هي صاحبة الأجندة، لذا فإنها تريد مناقشة قضايا محددة منها سد النهضة خاصة وأن السودان دعا لاجتماع ثلاثي حول سد النهضة، مضيفاً أن المسائل التي تطرحها مصر على طاولة التفاوض يمكن أن تناقش آنيا، مضيفا أن دعوة مصر لن تكون حول المشكلات التي يعاني منها السودان، وأشار زين العابدين إلى وجود قضايا أخرى بخلاف سد النهضة يريد السيسي مناقشتها مع البشير نتيجة للمعلومات التي وصلته من مدير المخابرات العامة للسودان، وبالتالي فإن مصر ستناقش القضايا التي أرسلت موفدها لعرضها على السودان لأن مصر لديها أجندة معينة وتريد مناقشتها مع الرئيس البشير .
صحيفة الصيحة.
الله يستر
فلم جديد اكلنا….مباشرة مش مع فواكه وخضار
من يكون هذا الابو شامة حتى يهلل لاقتراح شيطاني يتم بموجبه القفز عن تأكيد سودانية حلايب للتركيز على ادارة مشتركة؟؟؟ من فوضه ليقرر نيابة عننا نحن السودانيين؟؟ من يكون هذا العميل المصري؟؟ انه سليل العملاء السودانيين عبر التاريخ المخلصين لمصر.
قبول ادارة مشتركة يسقط حقنا في المثلث ..لا احد يملك الحق او التفويض في التصرف في حلايب نقبل حوارا مباشرا تنسحب بموجبه مصر من المثلث وتصدر توجيهاتها لأجهزة اعلامها حتي يكفوا عن تضليل المواطن المصري فيما يخص احقيتنا بمثلث حلايب ..ينبغي الا نكافئ مصر علي تعديها علي ارضنا ..
مصر تراهن على ان السذاجة السودانية لا تزال نشطة في جينات المسؤول السوداني وربما تنجح في استغلالها مجددا تماما كما حدث في المرات السابقة.