أبدت الأوساط السياسية في السودان تفاؤلا حذرا حيال استفادة ملف تطبيع العلاقات مع واشنطن من انتقال مدير وكالة المخابرات الأميركية “CIA” مايك بومبيو إلى منصب وزير الخارجية.
ودائما ما كانت هناك علاقات تعاون جيدة بين جهاز الأمن والمخابرات السوداني ووكالة المخابرات المركزية منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، حيث ظلت الـ “CIA” دائما ما توصي برفع العقوبات عن الخرطوم وإزالة اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال نائب رئيس قطاع العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بكري عثمان سعيد إن تعيين الرئيس دونالد ترامب لمدير المخابرات الأميركية، وزير للخارجية سيكون تأثيره محدودا على ملف تطبع العلاقات مع السودان.
وأوضح سعيد لـ “سودان تربيون” أن مايك بومبيو سيكون مرتديا “طاقية أخرى” وهو وزير للخارجية ويعمل وفقا لاختصاصات منصبه الجديد، “لذا لا أتوقع أثرا كبيرا”.
وتابع قائلا “من الممكن أن يكون توليه وزارة الخارجية إيجابيا للسودان، لكن اتخاذ القرار من الخارجية يختلف من التوصية في وكالة المخابرات المركزية”، وزاد “لا بد من استيفاء كل المطلوبات.. عموما التطبيع ورفع السودان من قائمة الإرهاب مسألة سياسية”.
وأكد سعيد أن المخابرات الأميركية هي احدى الأطراف في الشهادة بشأن استيفاء السودان لكل المطلوبات وظلت منذ سنوات تقول إن الخرطوم متعاونة في مجال مكافحة الإرهاب، “لكن قطعا الخارجية لديها اعتبارات أخرى”.
وأقال ترامب الثلاثاء الماضي وزير خارجيته ريكس تيلرسون وعين خلفا له مدير وكالة المخابرات الأميركية مايك بومبيو، ورقى نائبته جينا هاسبل لتحل في مقعده.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة أمدرمان الإسلامية عبده مختار موسى إنه “متفائل لحد ما” حيال تولي بومبيو حقيبة وزارة الخارجية في الولايات المتحدة، نسبة لأن ترامب متقلب المزاج ويصعب التنبوء بقراراته ومواقفه.
وأكد أنه “قد يفيد السودان إيجابا” لكن ذلك يعتمد على قدرة الدبلوماسية السودانية على توظيف الفرصة عبر مدخل العلاقات المخابراتية السابقة والمتمثلة في التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب منذ فترة طويلة إبان تولي صلاح قوش لجهاز الأمن السوداني في فترته الأولى.
ورأى موسى أن عودة قوش لجهاز الأمن والمخابرات وما يمتلكه من صفات شخصية يمكن أن تعوض ضعف المؤسسات، بما يسمح له بقيادة جهود مع الدبلوماسية لاستغلال وجود بومبيو في الخارجية الأميركية وتحقيق اختراق في تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال إن “الفرصة الآن مواتية أمام الدبلوماسية السودانية وجهاز الأمن يمكن أن يستغل الفرصة أيضا ليبني عليها مفاوضات بناءة وايجابية لرفع كل العقوبات والسماح بالتحويلات المصرفية وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.
ورفعت الولايات المتحدة الأميركية في أكتوبر الماضي عقوبات اقتصادية ظلت مفروضة على السودان 20 عاما، لكنه ما زال ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب.
سودان تربيون.