علوم و تكنلوجيا

لماذا لم يفز هوكينغ بجائزة نوبل؟

يعتبر ستيفن هوكينغ -الذي توفي الأربعاء- نجما في دنيا العلوم حيث ألهم أجيالا عن جمال الكون، وأن ما نعرفه عنه قليل وأن هناك الكثير الذي علينا أن نتعلمه، وشجع الناس من مختلف المشارب على التقاط كتابه “تاريخ موجز للزمن” عن الفلك وبداية الكون الذي بسط فيه علما معقدا فوق فهم الإنسان العادي ليصبح في متناول الجميع، ومع ذلك فإن هذا العالم لم ينل جائزة نوبل، فكيف ذلك؟
الجواب ليس لأنه لم يكن جيدا بما فيه الكفاية، ولا لأن مساهماته في العلوم لم تكن كبيرة بما يكفي، ولكن لأنه ببساطة لم يستوف المعايير ليتم منحه الجائزة. فاكتشافه أن الثقوب السوداء تنبعث منها إشعاعات، والمعروف باسم “إشعاع هوكينغ” استند إلى مفاهيم رياضية، وعلى الرغم من أنها تنتظر أن يتم إثباتها من علماء الفلك، لكنها مقبولة على نطاق واسع.

لكن هل هذا يعني أن هناك شيئا خاطئا في معايير جائزة نوبل؟ تقول الكاتبة في صحيفة تليغراف سارة كروداس: ربما إذا لم تعترف الجائزة برجل بهذه العبقرية فإنها ستكون بحاجة إلى تغيير. لكن من المحتمل جدا أن يفي هوكينغ يوما بمعايير الجائزة فتُمنح له. فإذا كانت نظرياته صحيحة، فسيتم التحقق منها بالبيانات التجريبية، ويتم تبرئة عمله بعد وفاته.

وترى الكاتبة نه سيكون من الغريب جدا الانتقاص من شأن هوكينغ بأي شكل من الأشكال بسبب عدم حصوله على جائزة نوبل. فهذا الأمر لن يضره بشيء. فهو رجل قيل له وهو في العشرينيات من عمره إن أمامه بضع سنوات ليحياها، لكنه بدلا من ذلك عاش فوق السبعين وغير العالم ليس من خلال عمله العلمي وإنما من خلال إنسانيته.

وبعد ألف سنة من الآن سيتذكر الناس هوكينغ وعمله، وقليلون في التاريخ يملكون ميزة أن يتذكرهم الناس، بمن فيهم الفائزون بجوائز نوبل، وفقا للكاتبة.

وبالنسبة لهوكينغ فقد فعل شيئا أكبر بكثير، فقد جعل العلم مهما، وجعلنا نفكر أكثر، وتحدث إلى الجمهور عن عمله في البرامج التلفزيونية، وألهم العديدين بشأن ما هو ممكن، بغض النظر عن العقبات التي قد تعترض طريقهم.

وفي مجال العلم وفهمنا للكون، وما الذي يعني كل شيء حقا، ولماذا نحن موجودون، فقد بدأنا نحن فقط للتو في فهم أسرار الكون، في حين تعمق هوكينغ فيها. وفي عالم مواز آخر لربما كان هوكينغ فاز بجائزة نوبل، لكن هذا لم يكن ليغير إرثه، كما أنه لم يكن ليجعله أكثر قيمة.

المصدر : الجزيرة