لماذا تلزم طالبان الصمت حيال عرض كابل؟
صمتت حركة طالبان ولم ترد بشكل صريح على عرض الرئيس الأفغاني أشرف غني بإجراء محادثات سلام بشرط وقف إطلاق النار والاعتراف بدستور، بعد تأكيدها في وقت سابق استعدادها للتفاوض المباشر مع واشنطن.
وعكس ذلك الصمت -حسب مراقبين- وجود انقسامات داخل الحركة، وتحفظات إزاء التفاوض مع حكومة يعتبرونها غير شرعية.
وقد وجدت طالبان نفسها بين خيارين بشأن عرض غني -الذي وصفه مسؤولون أميركيون بالشجاع- إما رفضه وهو ما يعطي القوات الحكومية والأميركية حجة لتصعيد غاراتها الجوية، حيث قال مصدر أمني أفغاني لوكالة الصحافة الفرنسية “القرار ليس سهلا، إذا رفضوا العرض سيمنحون الحكومة اليد العليا”.
أو القبول بالعرض الأمر الذي قد يضر بها ويقوض مصداقيتها داخليا كحركة طالما اعتبرت الحكومة مجرد دمية في خدمة الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، يقول المحلل في مجموعة الأزمات الدولية برهان عثمان “سيكون تأثير ذلك سيئا على العديد من عناصر طالبان على الأرض”.
التفاوض مع واشنطن
وقد أكدت طالبان- التي تسيطر على مساحات كبيرة من أفغانستان- في بيان لها نشرته مؤخرا على موقع إلكتروني- استعدادها للتفاوض مع واشنطن فقط وليس مع حكومة كابل التي تعتبرها “نظاما خانعا” تابعا “للغزاة الأميركيين”.
وسبق للحركة أن وصفت الحكومة الحالية بأنها “غير شرعية” واعتبرت مقترحاتها للسلام “خديعة”. ودعت في المقابل لمقاطعة مؤتمر سلام أفغانستان المقرر انعقاده قريبا في أوزبكستان.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قال أمس الثلاثاء إن بلاده تلحظ علامات على اهتمام عناصر من طالبان ببحث إمكانية إجراء محادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 16 عاما.
وأوضح ماتيس أن بعض الدلائل على كلامه تعود لما قبل عرض الرئيس الأفغاني الحوار على طالبان، مؤكدا -في جوابه عن سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للحديث مباشرة مع طالبان- موقف بلاده بضرورة قيادة كابل للمحادثات.
لكن الحركة ترفض ذلك عمليا، وتواصل هجماتها وكان آخرها اليوم حيث قتل عشرة على الأقل من أفراد قوات الأمن وأصيب عدد آخر في هجمات بولايتيْ هلمند (جنوب) وفرح (غرب).
المصدر : الجزيرة