ادريس ديبي وصلاح قوش (صافية لبن)
-1- خيراً فعل الفريق أول صلاح قوش، مُدير جهاز الأمن والمخابرات، وهو يجعل من أنجمينا، المحطة الأولى لزياراته الخارجية.
الصُّور التي توفَّرت عن اللقاء، بين ديبي وقوش، أوضحت أنه كان حميميَّاً وودوداً بطريقة المُصافحة السودانية.
الشهود قالوا إن قوش ابتدر المُقابلة مع إدريس ديبي بتحية عسكرية، أظهرت السُّرور والرضا على وجه الأخير.
ربما أسهمت تلك التحية العسكرية في إذابة كثيرٍ من الثلوج، التي كانت تفصل بين الرَّجلين.
-2-
الجميع كانوا يعلمون أن العلاقة بين (ديبي وقوش)، وصلت إلى مُنتهى العداء، وكان آخر لقاء بينهما عاصفاً قبل مغادرة قوش موقعه الحالي قبل سنوات.
ديبي كان على قناعة بأن قوش سعى لإسقاطه من الحُكم مرَّتَيْن، لولا عون الطيران الفرنسي؛ لذا دعم الدكتور خليل إبراهيم إلى أن دقَّ عبر الذراع الطويلة أبواب العاصمة الخرطوم عصراً.
هكذا كانت العلاقة سيِّئة ومُتوتِّرة وواسعة الشكِّ، عميقة الخصومة.
ربما أراد إدريس ديبي باستقباله عقار وعرمان، إرسال رسالة إلى الخرطوم، بأنه ما يزال في جرابه الكثير المُثير الخطر.
يبدو أن الحكومة السودانية، التقطت الرسالة، فكانت زيارة قوش إلى أنجمينا، لإزالة كُلِّ المرارات السابقة والظنون السيئة، والتمهيد لفتح صفحة جديدة بين الرَّجلين.
-3-
من المُهمِّ أن تُواصل الحكومة في مشروع سياسة تصفير الأزمات مع دول الجوار، وتجفيف البرك والمُستنقعات.
لا نستطيع أن نُحقِّق استقراراً وأمناً في بلادنا، إذا لم نستطع التعامل مع أقدار الجغرافيا، التي جعلت حدودنا مفتوحةً على تسع دول.
نعم، هذه الدُّول قادرةٌ على الإضرار بنا، ونحن أيضاً قادرون على الإضرار بها؛ ولكن ليس هناك خيارٌ أفضل للجميع، سوى تبادل المنافع بدلاً عن تبادل الأذى والمكائد وعضِّ (أبو القدح).
-4-
وما إن تحقَّق السلام والاستقرار والثقة المُتبادلة بين أنجمينا والخرطوم، بتكوين القوات المشتركة، في تجربة تعتبر أنموذجاً للعلاقات الثنائية الإيجابية بين دولتين حدوديتين؛ حتى هدأت الأوضاع في غرب السودان، واستقرَّ الوضع في شرق تشاد.
هذة التجربة لا بدَّ لها أن تستمر، وأن تُدعَم أكثر، وسيأتي اجتماعُ الجنينة الذي من المُفترض أن يُعقد خلال الأيام القادمة لتدعيم تلك التجربة الفريدة وتقويتها.
-5-
تتزامن زيارة الفريق صلاح قوش إلى أنجمينا، مع عودة السفير عبد المحمود عبد الحليم إلى القاهرة، بعد تحسُّنٍ واضحٍ في مسار العلاقة بين مصر والسودان في الفترة الأخيرة.
من الواضح أن مصر لم تعد راغبة في التصعيد العدائي، تجاه السودان وإطلاق غاز الخردل السياسي، هذا الأمر ملحوظٌ جدَّاً في وسائل الإعلام المصرية المكتوبة والمُشاهَدة.
فلم تعد هناك اللغة الاستفزازية التي درج على استخدامها بعض ردَّاحات الإعلام المصري بعنجهية وغباء فطير.
الإعلاميُّ الكبير عمرو أديب، القريبُ من دوائر صُنع القرار في مصر، تحدَّث حديثاً إيجابياً عن السودان، وطالب حكومته بألّا تنأى بنفسها بعيداً عن السودان وخيراته، والفرص المُتاحة التي يأتي إليها الأبعدون مثل روسيا وتركيا وغيرها من الدول.
-6-
من المُهمِّ أن تُواصل الحكومة في هذا المسار، وأن تُغلق كُلَّ المنافذ التي تُؤدِّي إلى التَّوتُّرات مع دول الجوار.
في هذه الفترة كثيرٌ من التحديات تُواجه الحكومة في الداخل، لذا لا بدَّ لها من إغلاق الأبواب التي تأتي منها رياح السموم.
يجب أن تكون علاقاتُها مُتَّزنةً ومرنةً مع الجميع، وأن تبني هذه العلاقات على المصلحة المُباشِرة (هات وخذ)، على منهج فقه التعاطي الذي دعا له دكتور بهاء حنفي، في مُستهلِّ الألفية الثالثة.
كثيرون يرون أن الحكومة تتعامل مع بعض الملفَّات الخارجية، بسخاءٍ وكرمٍ فيَّاض، تُعطي الكثير ولا تجد إلا القليل.
يجب أن تكون كُلُّ العلاقات الخارجية قائمةً عن حسابات الأرقام والقياس.
– أخيراً –
الشعارات والمحفوظات، لن تُجدي ولن تثمر، فلا بدَّ من بناء علاقات على أساس المصلحة والفائدة، لا العشم والأماني، المصلحة فقط لا غير.
ضياء الدين بلال
هكذا يكون الحال عندما يكون الصحفيون بغال وتكون الصحافة اصطبلات للبغال فيخرج علينا هذا البغل بمثل هذا الحديث الفج
الزول كاتب كلام في منتهى الموضوعية … الجاب البغل شنو هنا؟؟؟ .. الله يكملك بعقلك
المحور الرئيس للمقال هو تصفير العلاقات مع دول الجوار ما الغرابة في ذلك أخ كامل؟؟؟؟