كوريا الشمالية “مستعدة للتخلي عن سلاحها النووي” بشرط ضمان أمنها
كشفت كوريا الجنوبية أن جارتها الشمالية مستعدة لدراسة التخلي عن سلاحها النووي إذا حصلت على ضمانات بحماية أمن نظامها.
وقال مبعوث سيول إلى بيونغيانغ، تشانغ إيوي يونغ، بعد اجتماعه مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، إن “الشمال عبر عن استعداد تام لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وأوضح أنه ليس لديه أي سبب لامتلاك السلاح النووي، إذا زالت عنه التهديدات، وإذا حصل على ضمانات بحماية أمن نظامه”.
كما وافق كيم جونغ أون على لقاء الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن الشهر المقبل، بحسب ما أعلنته سول.
ومن المنتظر أن يكون هذا أول لقاء بين زعيمي الجارتين منذ أكثر من 10 أعوام.
وسيلتقي الزعيمان الشهر المقبل على الحدود بين البلدين، في منطقة تسمى “قرية الهدنة”. وقد وافق البلدان أيضا على فتح خط مباشر بينهما.
وقال أعضاء الوفد الكوري الجنوبي لدى عودتهم من بيونغيانغ إن كيم جونغ أون أخبرهم أنه يرغب الآن في إجراء محادثات بشأن تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي، إذا شعر بضمانات لحماية أمن نظامه.
وأضاف كيم أن بلاده ستوقف التجارب الصاروخية أثناء المحادثات الدبلوماسية.
تحول كبير
وترى مراسلة بي بي سي في سول، لورا بيكر، إن هذه الخطوة تعد تحولا كبيرا في سياسة زعيم كوريا الشمالية.
وتقول الولايات المتحدة إن المحادثات مع كوريا الشمالية لن تبدأ إلا إذا كانت بيونغيانغ راغبة في مناقشة نزع السلاح النووي.
وأضافت أنها “متفائلة بحذر” من تطور التواصل مع كوريا الشمالية، ولكنها استبعدت محادثات رسمية مع بيونغيانغ، إلا إذا كانت على استعداد للتخلي عن سلاحها النووي.
وأكدت واشنطن خلال الألعاب الأولمبية الشتوية أن إشارات التقارب التي باردت بها كوريا الشمالية تبقى دون قيمة ما لم تلتزم بمعانيها، خاصة بعد التجارب الصاروخية التي أجرتها العام الماضي.
وقد دعي المسؤولون الكوريون الجنوبيون إلى مأدبة عشاء مع الزعيم الكوري الشمالي. وكان ضمن الوفد مدير المخابرات، سو هون، ومستشار الأمن القومي، تشانغ أوي يونغ.
وكان هؤلاء أول من التقى كيم جونغ أون من المسؤولين الكوريين الجنوبيين، منذ توليه السلطة، حسب وكالة يونهاب للأنباء.
ويأتي هذا الاجتماع في سياق إجراءات تقارب بدأت الشهر الماضي مع الألعاب الأولمبية الشتوية.
ويتوقع أن يسافر الوفد الكوري الجنوبي لاحقا إلى واشنطن لإبلاغ المسؤولين الأمريكيين بنتيجة محادثاتهم مع كوريا الشمالية.
صور مفاجئة
لم يلتق كيم جونغ أون إلا القليل من المسؤولين الأجانب، منذ وصوله إلى الحكم في 2011، وكان آخر وفد من كوريا الجنوبية زار بيونغ يانغ في 2007.
وشارك البلدان في مؤتمرين سابقين عامي 2000، و2007، بقيادة الرئيسين الكوريين الجنوبيين، كيم داي جونغ ومو هيون، والتقيا والد الزعيم الكوري الجشمالي الحالي، كيم جونغ إيل.
ويسعى الطرفان إلى استغلال فرصة انخفاض التوتر بين البلدين خلال الألعاب الأولمبية، التي شاركت فيها الكوريتان تحت علم واحد.
وهناك أمل في أن تزيل المحادثات الرسمية العقبات أمام المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بشان نزع سلاحها النووي.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن كيم “رحب” بأعضاء الوفد وأجرى معهم محادثات “بقلب مفتوح”. وتلقى رسالة من الرئيس الكوري الجنوبي بشأن المزيد من المحادثات.
بي بي سي عربية