هل دقت ساعة رحيل كوشنر؟
يبدي جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب إصرارا كبيرا على التشبث بمنصبه كبير مستشاري البيت الأبيض رغم التقارير الإعلامية “السيئة”، وفق ما أكدته مصادر متعددة لصحيفة “ذي هيل” الأميركية.
فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها أن مسؤولين من أربع دول أجنبية على الأقل بحثوا كيفية “التلاعب” بكوشنر. وحققت صحيفة نيويورك تايمز في الظروف التي قُدمت فيها قروض كبيرة إلى شركة عقارات تملكها عائلته بعد اجتماعات في البيت الأبيض.
وبعدما أصبح صهر الرئيس مادة دسمة للصحف الأميركية التي تكتب عنه باستمرار، قال عضو من الحزب الجمهوري الأميركي له صلة بالبيت الأبيض إن “جاريد كوشنر يطبع العناوين السلبية المرتبطة بالرئيس.. وإذا ما هيمنت تلك العناوين على الأخبار الإيجابية الخاصة بالرئيس، فإنه لا محال أن (كوشنر) لن يستمر طويلا” في منصبه.
وبينما يتزايد الحديث عن كوشنر في وسائل الإعلام، يغادر الإدارة الأميركية مقربون منه، فنائبة مستشارة الرئيس للأمن القومي دينا باول غادرت منصبها بداية العام الجاري.
وضمن دائرته المقربة، سيفقد كوشنر المتحدث باسمه جوزيه رفائيل الذي سيترك منصبه قريبا بعد أن أعلن عن ذلك الشهر الماضي.
مع ذلك، يشكك مقربون من دونالد ترمب بجدية في فكرة مغادرة كوشنر للبيت البيضاوي. وببينما استعبد أحد هؤلاء المقربين رحيل الرجل، رأى آخرون أن القرار تحدده دوافع شخصية لكوشنر..
ثقة كاملة
ووفق مصدر مقرب من ترمب فإن “إيفانكا (ابنة ترمب وزوجة كوشنر) اتخذت قرارها، وهي لن ترحل عن البيت الأبيض، وجاريد كوشنر لن يتركها في البيت الييضاوي لوحدها”.
وقد شدد آخرون مقربون من الإدارة الأميركية على أن موقف صهر ترمب ليس ضعيفا بالمطلق حتى يترك منصبه.
وفي هذا السياق قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هوكابي في مؤتمر صحفي الخميس الماضي إن كوشنر “لا يزال فردا ذا قيمة في إدارة الرئيس، وسيبقى في منصبه لاستكمال العمل الذي يقوم به”.
ونقلت صحيفة “ذي هيل” الأميركية تصريحا لكبير موظفي البيت الأبيض الجديد الجنرال جون كيلي جاء فيه “كما قلت لجاريد قبل أيام، عندي ثقة كاملة في قدرته على أداء مهامه”.
مع ذلك، قال عضو جمهوري إنها مسألة وقت فقط قبل رحيلهما عن البيت الأبيض، مشيرا إلى أن أدوارهما في البيت الأبيض قريبة من النهاية.
مهام أخرى
وفي حال استقالته أو إقالته، ترجح تكهنات أن يقود كوشنر حملة ترمب خلال الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2020.
في حين توقع أحد المقربين من ترمب أن يتولى زوج إيفانكا القيام بمهام أخرى للرئيس خارج البيت الأبيض، إذ بإمكانه أن يؤثر بشكل فعّال باعتباره صهر الرئيس، رغم أن المصدر نفسه أكد في الوقت ذاته صعوبة إخراج كوشنر من الببت الأبيض.
وفي لقاء له مؤخرا مع رئيس الوزراء الأسترالي، أشاد الرئيس الأميركي بصهره، لكنه قال إن القرارات المتعلقة بالبيت الأبيض متروكة لجون كيلي.
وقد لخص مصدر مقرب من البيت الأبيض سياسة الرئيس في هذا الشأن بالقول إن ترمب يسير أموره في البيت البيضاوي بهذه الطريقة، فهو لم يطرد كوري ليوانداوسكي المدير الأول لحملة ترمب الانتخابية، وإنما ترك “أبناءه” يقومون بذلك، وكذلك الأمر بالنسبة لبول مانفورت الذي تولى إدارة حملة ترمب لاحقا.. “والرئيس يحبه أن يلعب الدورين، أن يقول نعم أنا أحب فلان لكنني لم أتخذ قرار إقالته”.
واستبعد مصدر من الحزب الجمهوري في حديث للصحيفة الأميركية أن ينهج ترمب السياسة نفسها التي نهجها مع آخرين في حالة كوشنر “لأنه أحد أفراد العائلة”.
المصدر : الجزيرة