زاهر بخيت الفكي

الدولار بطير ..!!

لم يجد مهنة تدُر عليه من المال ما يكفيه سوى نهب المارة وأخذ أموالهم وممتلكاتهم عُنوة وقد استغلّ براعته في اللعب بالسيف والعصا كعادة أهل منطقته ، لم يتوانى في تنفيذ الفكرة وقد امتلك الأدوات التي تُمكِنه من هزيمة من يُريد وأخذ أمواله ، يختار مواقع الكمين بعناية للمُراقبة ورؤية القادم من بعيد وتقييم الأمر من بعد ، يصطاد كُل أعزلِ يسوقه حظه السيئ إليه ظل ينهب في حقوق الغير إلى أن سلّط الله عليه من هو أقوى منه ..

أسيوي ضعيف البنية جاءت به ظروف العمل إلى تلكُم المنطقة وشاءت الظروف أن يمُر بصاحبنا الربّاطي والذي استهان به كثيراً لحجمه الصغير ومن سوء حظ صاحبنا أنّ الأسيوي يُجيد فنون القتال الحديثة بمهارة عالية ، يُحلِق عالياً ويضرب بعنف، ضرب لم تُجدي معه عصاة صاحبنا والذي تعرّض للكثير من اللكمات والضربات المُوجعة وهو يُحاول أن يستخدم العصا والسيف في الدفاع عن نفسه وصد الضربات السريعة ، أخيراً استطاع أن يرمي الأسيوي أرضاً وجلس على صدره وخنقهُ ،
توقفت سيارة فيها بعضاً من معارفُه حاولوا أن يُزيحوه من على صدره لكنّه رفض ثم تحدثوا معه يا زول الرجُل غريب فكوا ما يموت تحتك فأجابهم بلا وأضاف..
ده كان فكيتو بطير وبضربكُم كُلكُم..

خُبراء الإقتصاد في بلادي يظُنون أنّ قراراتهم المدعومة بقوة السلطة قد تُفيدهم في توفير الموارد لمواجهة الدولار والذي استهانوا بمن يتعاملون به كثيراً ولم يعُدوا العِدة الحقيقية لمُلاقاتهم وسلاح القرارات والسياسات الإقتصادية المُستقوية بالسلطة ما عاد يُجدي ، ظلّ الدُولار يُحلِق عالياً ثم يوجه ضربة لهم وتتالت ضرباته إلى أن ترك هؤلاء الهُجوم وأصبحوا يبحثون عن ما يُقيهم من هذه اللكمات السريعة المُوجعة والتي أضرت كثيراً بالاقتصاد السوداني (المُعتل) أصلاً من قبل بداية المعركة ..

أخيراً استطاع هؤلاء (الأفذاذ) من السيطرة على عُنق من بيدهم الدولار وجاءوا بسياسة قديمة تُحجِم التعامل المُباشِر بالدولار في الاستيراد إلّا عبر بنك السودان وحسب الأولويات والانتظار في الصف ، حبسوا السيولة عن الكُل حتى لا يجد من يتعاملون به عُملة سودانية تُتيح لهم التعامل في بيع وشراء العُملات خارج النظام المصرفي ، ظنّ عباقرة الإقتصاد أنّ سياسة الخنق هذه كفيلة بهزيمة الدولار وإعادة الهيبة إلى الجنيه المُنهار ، ما زالوا يُمسكون بقوة على عُنق التجار يحرمونهم من السيولة ويمنعونهم من الاستيراد المُباشر وهم يعلمون ما قد يترتب على مثل هذه السياسات من كساد وشُح في الكثير مما يحتاجه الناس ..

وزير الدُولة بالمالية أدلى بتصريحات في البرلمان قبل أيام مضت قال فيها أنّ سياسة تقليص السيولة هي سياسة يتبعها البنك المركزي ولن تستمر أكثر من أسبوع وها هي ما زالت مُستمرة ولا ندري إلى متى وإن فكوها الدولار بطير وبضرب من طرف..
والله يستُر..

 

 

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. والله في بداية المقال كنت فاكرو بتحدث عن ناس المرور
    هههههههههههه