دار الفنانين …هدية من نميري وتصميم هندسي علي شكل «عود»
تعد دار اتحاد الفنانين السودانيين الذي يقع غرب شارع النيل بمدينة ام درمان من أشهر المعالم وظل منذ تأسيسه أحد المؤسسات الوطنية الثقافية التي تسهم في تطوير الموسيقي والغناء ولم شمل الفنانين الرواد والجدد.
وقال رئيس اتحاد المهن الموسيقية د. محمد سيف ان تشييد الدار جاء بجهود خاصة من الفنانين والموسيقيين أسهمت في تشييد دار الاتحاد الذي يعد من أكبر دور نقابات الفنانين في المنطقة العربية والإفريقية من حيث المساحة وتضم الدار أعضاء اتحاد فن الغناء الشعبي وأعضاء فرق الجاز والموسيقي الحديثة والمنشدين والمادحين.
وبحسب مدير دار اتحاد المهن الموسيقية وعازف الكمنجة حيدر مدني، فإن لقاء الفنانين قديما كان يتم في مبني صغير جوار التلفزيون فقام وفد من اتحاد الفنانين يضم الفنان أحمد المصطفي رئيسا ومحمد وردي نائب الرئيس وصلاح مصطفي الأمين العام، بزيارة إلي القصر الجمهوري لمقابلة رئيس الجمهورية وقتها جعفر محمد نميري وطلبوا منه منح الفنانين قطعة أرض لبناء دار خاصة بهم، فوافق نميري ومنحهم قطعة أرض، وذلك عبر أبو القاسم محمد ابراهيم وزين العابدين محمد أحمد عبد القادر وقد منحهم النميري مبلغ «50» ألف جنيه لتشييد القطعة وتم استخراج شهادة البحث للدار باسم الفنان أحمد المصطفي في بداية السبعينيات وفرض الرئيس نميري علي كل مديرية مبلغ «5» جنيهات تدفع لصالح بناء دار الفنانين وكانت تكلفة التشييد حوالي «800» ألف جنيه وقد نظم الفنانون بعدها رحلات فنية طافت مدن السودان لجمع المال لبناء البيت وكانت الحصيلة آلاف الجنيهات أسهمت بناء المرحلة الاولي للدار التي تم تصميمها هندسياً بواسطة طالب في كلية الهندسة رشحه للفنانين الشاعر عبد الباسط سبدرات، وتم تشييد الدار علي شكل آلة «عود» تظهر ملامحه للمار بشارع النيل وشكل أوتاره الخمسة.
وتضم دار الفنانين حاليا مسرحا للحفلات والمناسبات الخاصة والعامة وتضم قاعة بروفات باسم الفنان خوجلي عثمان الذي تم اغتياله داخل الدار وتضم ايضا قاعة خاصة للبروفات باسم العازف عبد الله إبراهيم عبد الله «أميقو» الذي رحل عن الدنيا داخل دار اتحاد الفنانين.
وتعتمد الدار في تمويلها علي اشتراكات الأعضاء وظل الفنانون يدفعون فاتورة الماء «الجمرة الخبيثة» شهريا بمبلغ يصل إلي 400 جنيه، وهي باسم العازف عبد الله عربي،ويقومون أيضاً بدفع فاتورة الكهرباء التي تصل إلي مبلغ «1000» جنيه شهرياً والفاتورة باسم الفنان أحمد المصطفي.
وتضم دار اتحاد الفنانين مسجدا يتسع لأكثر من «60» مصلياً ،وتم تشييده علي يد فاعل خير اشترط أن يكون اسمه غير معروف ويرفع الاذان داخله مؤذن المسجد وعازف الإيقاع عبد الحليم أحمد والمسجد تم تشييده عام 1996م عن طريق الأستاذ علي ميرغني ونسبة لميلان نهر النيل فقد أشرف علي تحديد القبلة الفنان حمزة سعيد عازف الكمان مع الفنان سيد خليفة وكان يقوم برفع الأذان للصلاة عازف الإيقاع آدم كرياتو وعازف البيز عبد الله عمر والفنان محمد يوسف، ويقف في مصلاة الإمام قائداً للمصلين عدد من الفنانين منهم محمد الأمين وحمد الريح والراحل الأمين عبد الغفار الذي كان يكثر تلاوة سورة مريم اضافة إلي الفنان حافظ عبد الرحمن ود. محمد سيف وتقام في المسجد صلاة التراويح وحلقات لتلاوة وختمة القرآن الكريم يشرف عليها الفنان عصام محمد نور ومن المداومين علي صلاة الجماعة وتلاوة القرآن أبو عركي البخيت وصلاح مصطفي وحافظ عبد الرحمن وصلاح بن البادية وزكي عبد الكريم وعبد الرحمن عبد الله.
صحيفة الصحافة