الدكتور هل كان يعلم؟!
كنا معه قبل يوم تقريباً من تعيينه مساعداً لرئيس الجمهورية، ونائباً لرئيس المؤتمر الوطني، في جلسة امتدت من الحادية عشرة بمجلس الوزراء وحتى ما يقارب الثانية والنصف ظهراً ومن ثم غادرنا، معه والي ولاية الخرطوم والوزراء الاتحاديين ووزراء الدولة ووزراء حكومة ولاية الخرطوم كآخر ولاية يقف السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، وحكومة الولاية على تنفيذ متطلبات الحوار الوطني وهو الدكتور “فيصل حسن إبراهيم”، وزير ديوان الحُكم الاتحادي، رئيس لجنة الولايات المعنية بإنفاذ مخرجات الحوار الوطني كان الدكتور “فيصل” يمارس عمله كالمعتاد قدم شرحاً مفصلاً عن الذي تم في تلك اللجنة خلال جلسة مجلس الوزراء ومن ثم وصلنا إلى محلية جبل أولياء التي اختيرت لتكون نموذجاً لمحليات ولاية الخرطوم، لم يتسلل إلى دواخلنا نحن الصحفيين المرافقين للوفد، أن الدكتور بعد أربع وعشرين ساعة أو أقلها سيكون مساعداً لرئيس الجمهورية، خلفا للدكتور “إبراهيم محمود حامد” رغم أن كل المؤشرات كانت تقول إن الدكتور “إبراهيم محمود” مغادر منصب مساعد رئيس الجمهورية، ولكن ليس بتلك السرعة التي تمت بها الإقالة، وتم بها التعيين، ونحن في لقاء جبل أولياء كان الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” يشير إلى أن الفريق “جلال الدين الطيب” معتمد جبل أولياء سيكون آخر يوم له بالجبل، بعد أن تم اخنياره نائباً لمدير جهاز الأمن والمخابرات، ولكن لم يفصح أحد أن هناك تعديلاً سيطال “إبراهيم” ليحل مكانه دكتور “فيصل”، ولكن هذه سُنة الحياة هي أقدار لو يعلم المرء لما تمسك بها لحظة، ولا ادري أن كان الدكتور “فيصل” يدري أو لا يدري بهذا التعديل، ولكن كما يقول أهلنا: (مافي دخان بلا نار)، فالنار كانت قد اشتعلت منذ فترة، وإن تغييراً سيطال الدكتور “إبراهيم محمود” لا أحد يعلم بالأسباب أن كان على مستوى الحزب أو الدولة، وهذا المنصب جلس عليه البروفيسور “إبراهيم غندور” فترة ليس بالطويلة، وجرى همس كالذي جرى الآن إلى أن تم تغيير البروفيسور “غندور” ليكون وزيراً للخارجية، ويحل محله الدكتور “إبراهيم محمود” فالشخصيات الثلاثة “غندور” والدكتور “إبراهيم محمود” والآن الدكتور “فيصل” كل له كسبه في هذا العمل، وكل له طريقته في العمل، فهناك من يتمتع بالذكاء الخارق ومنهم من يميل إلى اللين ومن يتمتع بالشخصية الصارمة فالشخصية الصارمة هي التي تستمر في العمل العام، فنحن بشر ومهما تعامل الإنسان باللطف والمعاملة الحسنة يؤخذ عليه أنه ضعيف وأن استخدم الدبلوماسية والمرونة لم يسلم من البشر، وحتى الشخص القوي رغم احترام الناس إليه وخشيتهم منه ومن قبضته القوية، ولكن (تحت تحت) تناله السهام حتى من أقرب الأقربين إليه، ويقولون هو عامل فيها شنو؟ وغيرها من العبارات التي أحياناً يسمعها المرء قبل أن تأتيه، فالدكتور “فيصل” يتمتع بشخصية تحتمل الاثنين القوة والشدة مع اللين عرفناه من البُعد، فوجدناه يتمتع بتلك الصفات الحميدة التي ينبغي أن تتوفر في القيادي وسبق جرى همس حول تعيينه والياً لولاية الخرطوم في انتخابات 2015 وكان الأقرب إلى المنصب، ولكن يبدو أن مياه كثيرة مرت من تحت الجسر، فلم يهتم لها بعد ذلك وها هي شخصية القيادي الذي يعمل ولا يقف في محطة واحدة، فنسأل الله له التوفيق وللدكتور “إبراهيم محمود” التوفيق في مكان آخر.
صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي