تحقيقات وتقارير

هل تضع التكنولوجيا المتطورة حداً لمعالجة تزايد العقم

بعد أن كشفت الإحصائيات ارتفاع النسبة وسط الرجال

شهد تخصص علم الأجنة في السنوات الأخيرة ثورة متسارعة وتطوراً في السودان نتيجة تطور مجال الخصوبة وزيادة نسبة العقم بالبلاد، إلا أن أعداداً كبيرة من المرضى يهاجرون للخارج طلباً للعلاج الذي يكلف مبالغ باهظة تصل إلى (400) مليون جنيه، وبالرغم من توفر التخصص بالبلاد والأطباء والخبرات المتخصصة في المجال ووجود مراكز متخصصة، إلا أن معظم المرضى لا يثقون في الطبيب السوداني.
قالت رئيس جمعية اختصاصي علم الأجنة السودانية وعضو اللجنة التنفيذية في جمعية الخصوبة والأجنة السودانية، د.”نازك أحمد كرار”، إن تخصص علم الأجنة تخصص متطور وحديث نوعاً ما، ويشهد تطوراً نتيجة لتطور مجال الخصوبة وزيادة عدد المراكز وتوفر عدد الأطباء، مشيرة لوجود (11) مركز خصوبة مجهزة بأحدث الأجهزة، بما يوازي التجهيزات العالمية، وأكدت أن نسبة العقم كبيرة في السودان خاصة وسط الرجال بنسب أكبر من النساء، وعزت ذلك لتلوث الغذاء والجو فضلاً عن زيادة الوعي للمواطنين، كاشفة في ذات الوقت عن زيادة النسبة وسط الرجال من أصحاب الوظائف والمهن الذين يتعرضون للحر الشديد والدوالي، مما يؤدي لإصابتهم بنقص الخصوبة والعقم، مشيرة إلى أن زيادة النسبة وسط الرجال مقارنة مع النساء، كاشفة عن مساعي لتوطين الخدمة في البلاد لتقليل التكاليف وأبدت د. “نازك” أسفها لعدم توفر الثقة في الطبيب السودان والذي انعكس في ازدياد عدد المسافرين للخارج بغرض العلاج، بالرغم من توفر العلاج بالسودان على يد اكفأ الاختصاصيين وتوفر الأجهزة المتطورة، مؤكدة أن الطبيب السوداني هو الأفضل في جميع الدول العربية، بيد أن الإمكانيات حالت دون وصوله للعالمية، وكشفت عن إجراء أكثر من (6) آلاف عملية طفل أنابيب بالبلاد بالخرطوم، لافتة لوجود (3) مراكز تحت الإنشاء في الولايات، ونوهت إلى أن تجميد الأجنة والسائل يفيد مرضى السرطان ويساعدهم في الإنجاب بعد استئصال الخصية منهم، مشيرة إلى أن التجميد يمكن أن يصل إلى مدة (25) سنة دون أن يتأثر، وأضافت أن الجمعية على استعداد لإجراء عمليات حفظ السائل المنوي والبويضات وتجميدها مجاناً وأردفت قائلة: إن المؤتمر نظم ورش تعليمية للاختصاصيين ونوابهم. والذي وجد استجابة كبيرة من قبل الاختصاصيين ونوابهم، وأكدت د. “نازك ضرار” عن تطور كبير يومياً في مجال الأبحاث والتقنيات خاصة تجميد البويضات والسائل المنوي، بالإضافة إلى تجميد الأنسجة أو تقنية الفحص الجيني للأم المصابة وراثياً، ويتم استبعاد الأجنة المصابة الوراثية، وقالت إن فترة التجميد تمتد من (20 إلى 25) عاماً. وقالت لـ(المجهر) إن طب الأجنة بالسودان يعاني من جملة من المشاكل التي تتمثل في عدم وجود مراكز للعلاج بالولايات فضلاً عن مشاكل التدريب والاختصاصيين، مطالبة الدولة بإعفاء المعدات الطبية المتعلقة بالأجنة من الجمارك والضرائب، وفتح فروع ومراكز بالولايات وتبني تدريب الأطباء في هذا المجال، واعتبرت أن وسائل الإعلام المختلفة ستلعب دوراً كبيراً في زيادة الثقة بين الطبيب السوداني والمواطن، مشيرة إلى أن الدول تقدمت بسبب الإعلام والترويج لإمكانياتها
وقال د. “محمد الحافظ” السكرتير الأكاديمي لجمعية الإخصاب والأجنة السودانية، إنه تم عقد خمس ورش عمل، وناقش عمل سحب البويضات وتلقيح الأجنة والتلقيح الصناعي، وأشار إلى أن المؤتمر أطلق لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الخصوبة والأجنة، مبادرة تشجيعه لأفضل أوراق علمية حديثة في مجال التخصص، وتم الإعلان عن جائزتين تشجيعاً للباحثين من الشباب السودانيين، بالإضافة إلى رفع مستويات الباحثين لمواكبة المقاييس العالمية.
دكتور “أبو بكر النشار” أستاذ أمراض النساء بكلية طب (بنها) بمصر، قال إن أهمية المؤتمر أنه تجمع لكبار العلماء في مجال الخصوبة والأجنة والذي ناقش أحدث التقنيات في مجال الإخصاب والمناظير والإجهاض المتكرر وعلاج العقم بالإضافة إلى كيفية تحسين الخدمة الصحية في السودان والوطن العربي، وقال إن التخصص في الوطن العربي يحتل مكانة متميزة تضاهي في مستواها المراكز العالمية ولا تقل نتائجها عن النتائج العالمية ولا توجد حاجة للسفر للخارج. قال د. “الشيخ الطيب عمر كرار” السكرتير الإعلامي للجمعية، إن المؤتمر تناول العديد من الجوانب المختلفة في مجال الخصوبة، مشيراً إلى أنه تم عقد ورشة حول طرق استعمال تقنية الموجات الصوتية في الخصوبة بمستشفى الأكاديمي برعاية جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا وورشة عن تجميد الأجنة والأمشاج، بمشاركة استشاري من دولة الهند استهدفت متدربي علم الأجنة في السودان، إضافة إلى ورشة ثالثة حول تقنيات الحقن الرحمي المساعد بواسطة مدربين من دولة المجر ومصر استهدفت اختصاصيي النساء والتوليد، وورشة حول تقنيات الحقن المجهري وأطفال الأنابيب بواسطة خبراء في الخصوبة من الخارج.
والورشة الخامسة مناظير الرحم الجراحي
وقال د. “محمد عوض” استشاري أمراض النساء والتوليد وأطفال الأنابيب، إن المؤتمر أوصى بدعم مركز الجزيرة بود مدني للإخصاب والأجنة، بجانب تدريس وتدريب أطباء الخصوبة بالبلاد وفتح مراكز في كل ولاية.
وحذر د. “محمد عبد الغفور عبد القادر” استشاري النساء والتوليد وأطفال الأنابيب وجراحة المناظير، والسكرتير الاجتماعي للجمعية السودانية للإخصاب والأجنة من خطورة عدم إزالة اللحميات والعيوب الخلقية وتأثيرها على الإنجاب، مشيراً إلى السودان تطور في مجال جراحة مناظير الرحم، وتقدم على دول الإقليم وأصبح في مصاف دول العالم، ولفت إلى أن عملية جراحة المناظير المعقدة أصبحت متاحة بالبلاد، وكان لا يتم إجراؤها في السابق إلا في الخارج، وقال د. “محمد” إن تكلفة العملية في الخارج تقدر بـ(4) آلاف دولار، فيما بلغت تكلفتها بالداخل (500) دولار، وأضاف إن نسبة نجاحها (100%) وليس هناك تخوف من حدوث المضاعفات بعد إزالة اللحميات، عازياً ذلك وجود كوادر مؤهلة ومدربة، وأضاف إن عمليات اللحميات وإزالة العيوب الخلقية، أصبحت سهلة ويمكن اكتشافها وعلاجها.
وأوصت الجمعية السودانية للإخصاب والأجنة في ختام مؤتمرها بضرورة تضمين أدوية وعلاج الخصوبة في التأمين الصحي، منوهة إلى ارتفاع تكلفة علاج الخصوبة، وشددت على ضرورة رفع الوعي عند المواطنين من تأخر الحمل والإنجاب لضرورة الذهاب للعلاج وعدم تأخر سن الإنجاب.

المجهر.