سياسية

تأجيل قيادي الوطني.. أكثر من سبب

انتظر أكثر المتفائلين بالحكومة أن يخرج اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بإجازة التعديلات في الجهاز التنفيذي والسياسي، ولكن غاب فألهم حيث كذب الحزب وخالف كل التوقعات بتأجيل الاجتماع الى وقت لاحق،

ولعل آخر اجتماع للمكتب القيادي والمجلس حدث مساء الأربعاء 26 أبريل 2017م حيث كانت أجندتها إجازة تقاير عن الأداء السياسي للحزب والتنفيذي للحكومة وأداء التشريعي للبرلمان، وكذا أداء مجلس الشورى القومي ومجلس شورى الولايات ولم يناقش شورى الحزب أي مقترح بشأن الجهاز التنفيذي أو السياسي .
أكثر المتفاءلين
وتوقع أيضاً عدد من المراقبين أن يتم إجراء تعديلات على مستوى الولايات ونسج في ذلك روايات بالذين يغادرون المواقع التنفيذية وأصحاب الحظوظ القادمين ولكن يرى مصدر مطلع بالمؤتمر الوطني لـ(الإنتباهة) أن اجتماع المكتب القيادي الأخير غير مدرج في أجندته تعديلات الولاة أو الجهاز التنفيذي، وإنما كان سيناقش الأداء الاقتصادي عقب القرارات الأخيرة والمواجهات التي دفعت بها الحكومة بشأن امتصاص السيولة، ولكن يرى آخرون بحسب (باج نيوز)، أن تأجيل اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني كان بسبب ارتباطات خاصة واجتماعات متعلقة برئيس الحزب المشير عمر البشير. وأبلغ مصدر للموقع أن الاجتماع، لم يكن مقرراً فيه إجراء أية تعديلات على مستوى قيادة الحزب أو الأمانات المتخصصة، بحسب ما ذُكر في تقارير صحافية سابقة. وبحسب المصدر، كان الاجتماع سيناقش نتائج الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة مؤخراً، ولم يكن من بين أجندته مناقشة التعديلات الوزارية.
أسباب أخرى
كذلك نحا موقع (سودان تايمز) الى سبب تأجيل اجتماع المكتب القيادي الى خلافات حول عدد من القضايا، خاصة إعادة هيكلة الجهاز التنفيذي. وأضاف أن وراء تأجيل الاجتماع الى الأسبوع المقبل، من أجل أسباب كثيرة منها اعتذار عدد كبير من الأعضاء ورفض بعضهم الآخر حضور الاجتماع، الذي سيناقش الأوضاع الاقتصادية. وقال (تم إخطار الأعضاء بعدم قيام الاجتماع بسبب لقاءات الرئيس البشير).
في العجلة الندامة
ولكن يذهب آخرون الى أن التعديلات سواء في الحكومة أم الولاة أم داخل الحزب، مسألة وقت وأن إرجاء التعديلات لا يعني إلغائها، وإنما مزيداً من الوقت. قال (البعض إن في العجلة الندامة) ويلفت الى أن الرئيس بدأ فعلياً في إجراء التعديلات بعودة صلاح قوش، ويرى آخرون أن الأزمة الاقتصادية اقتضت استعانة الحكومة ببعض عناصر (الحرس القديم) لكبح جماحها. ولذلك كان عودة الفريق قوش ربما يفتح ذلك الباب واسعاً من أجل إعادة الحرس القديم خاصة على مستوى الحزب وكانت كل التوقعات تتجه الى أن يشهد المؤتمر الوطني تغييرات جذرية على مستوى قيادة الحزب وقطاعاته وأماناته المختلفة لمواكبة المرحلة القادمة والتي تعتبر مرحلة تحدٍ أكبر.
تحت الطاولة
ويدافع المقربون من الحزب بأن عادة تأجيل اجتماع المكتب القيادي أمر طبيعي وكثيراً ما لجأ الحزب الى تأجيل اجتماعاته الى وقت لاحق، ويعزى السبب الى ارتباط عدد كبير من أعضائه بالمواقع التنفيذية، ولكن قد يرجع البعض الآخر الى أن برنامج الرئيس خلال الفترة المقبلة لا يسمح بالتعاطي مع الموضوعات المدرجة على طاولة الاجتماع. ويجدر الإشارة الى أن رئيس الجمهورية سوف يزور خلال الفترة المقبلة ولايات شمال كردفان وغرب دارفور، بالتالي أي حديث عن تعديلات في ولاة الولايات لا يكون في وقته .
رؤساء القطاعات
وكان رؤساء القطاعات بالمؤتمر الوطني قد أعدوا الموضوعات التي كان مزمع مناقشتها في اجتماع المكتب القيادي حيث تناول رؤساء القطاعات الأوضاع الاقتصادية متناولاً انخفاض قيمة الجنيه وانعكاسات زيادة سعر الصرف على الموازنة، وصاغ الاجتماع تقريره النهائي لعرضه على اجتماع المكتب القيادي، الذي كان مقرراً عقده مساء يوم الأربعاء وتم تأجيله. وترأس الاجتماع نائب رئيس الحزب، إبراهيم محمود، الذي تم خلاله استعراض تقريرين على ضوء الموازنة المجازة العام الجاري، وما حدث من متغيرات. وأكد رئيس القطاع الاقتصادي بالحزب، حسن أحمد طه، في تصريح عقب الاجتماع، تناولهم لارتفاع السعر التأشيري والفرق بينه والسعر الرسمي، وقال إنه تم التأكيد على ضرورة المحافظة على سياسة الأهداف الكلية لإصلاح الوضع الاقتصادي، وفقاً لما جاء في الموازنة، وإصلاح الوضع الاقتصادي بصورة كلية، والعمل على معالجة إفرازاتها والمحافظة على استقرار العملة الوطنية والتضخم خلال العام. وأضاف طه أن رؤساء القطاعات أمَّنوا على اللجان التي كونت من قبل القطاع الاقتصادي لمتابعة إنفاذ الموازنة لتحقيق الزيادة في الإنتاج من أجل الصادر لتوحيد القنوات الرسمية للموارد، ومتابعة إنفاذ وقف الإنفاق على المباني الحكومية وشراء العربات والسفر والمؤتمرات، والمحافظة على الترشيد العام في الإنفاق الحكومي بالمتابعة من قبل اللجان مع الجهاز التنفيذي. كما استعرض رؤساء قطاعات الحزب تقرير قطاع الفكر والثقافة حول إنشاء منبر لابتدار السياسات وتطويرها، بهدف إحكام رؤى وتوجهات الحزب وتوافق الآراء في القضايا السياسية والمصيرية، بالاستفادة من ذوي الرأي بالحزب لمواكبة الحراك والعمل السياسي.
تخوف مشروع
على الصعد القاعدي للحزب فإن قطاعاً عريضاً داخل الحزب يتخوف من حدوث مفاصلة داخل الحزب خاصة بعد إصرار قيادات بارزة بالحزب على تقديم مرشح جديدة في انتخابات 2020م وجهر بعض القيادات بموقفهم الواضح في مسألة ترشيح الرئيس لدورة ثانية بالإضافة الى مطالبة البعض بإبعاد كثير من القيادات الحالية في المواقع التنفيذية أو التي تقود الحزب حالياً واتهامهم بالضعف الذي أصاب الحزب وصورة استبدالهم بإعادة الحرس القديم ويخشى البعض في حال إبعاد أي طرف من الأطراف حدوث انشقاق آخر داخل الحزب، ولذلك قد يكون واحداً من أسباب تأجيل المكتب القيادي لمزيد من النقاش والتروي في اتخاذ القرار.

الانتباهة