الفاتح جبرا

تقول ليا طحنية؟

خبر وتحقيق كانا من ضمن محتويات (صحيفتنا) هذه بالأمس لا يملك المواطن حيالهما إلا أن يهيل على رأسه التراب ويقعد في نص الشارع و(يجعر) جاهشاً بالبكاء، المواطن الذي أصبح يرزح في شتى صنوف العذاب والألم والضياع وما عارف يلاقيها من وين وللا من وين، المواطن الذي أصبح يعيش في ظروف بالغة القسوة وحاله يغني عن سؤاله وظهره ينوء بمحن وإحن ومشكلات تنوء عن حملها الجبال الراسيات حيث أصبحت معيشته في (مجابدة) وأرق وألم لا يعلم بها إلا الله وفي خضم هذه (الحالة البطالة) – يا سادتي – يصرح لنا السيد وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة، في المؤتمر الصحفي الخاص بانعقاد مؤتمر سرطان الثدي العالمي الثاني بجامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا، بأن حالات (السرطان) المكتشفة شهرياً بالولاية تبلغ (1000) – أيوة ألف – حالة أصابة وأن المترددين على المركز القومي لعلاج الأورام (مستشفى الذرة) من الولايات بالآلاف (شفتو كيف؟)!
طيب ده الخبر يلا نشوف التحقيق… التحقيق يا سادتي عن مصنع (طحنية) أكتشف (التيم المختص) المكون من فريق المخالفات ومندوب الأمن الإقتصادي بمحلية أم درمان خلال جولة تفتيش عادية (روتينية) له وجود 1164 جردل طحنية زنة (15) كيلو منتهية الصلاحية (يعني 17460 كيلو طحنية فاسدة)، يمضي التحقيق وهو يوجه الأسئلة للمسؤولين الذين (يدخلو بي حمد ويطلعو بي خوجلي) دون أي تحديد للإتهام ببيع هذه الكمية المهولة لأحد مصانع (العلف) من قبل مالك المصنع وقد قام المصنع بخلطها مع بقية عناصر أخرى لبيعها كعلف (نجي ناكلو نحنا) أو نشربو (كألبان)!
أكيد كده عرفتو (نحنا بنتسرطن ليه).. دي (بس طحنية) غير (الزيت) و(اللبن) و(الدقيق) والشنو ما عارف.. بالطبع فإن هذا التحقيق (الفوق) يكشف عن واحدة من مسببات إصابة المواطنين بهذا المرض الفتاك لأن الجهات المسؤولة عن صحة وسلامة المواطنين (لاعبة صالح ورقا) فكيف لا تزداد نسبة الإصابة بهذا المرض وتصل إلى هذا الرقم المخيف ومثل هذه الكميات من الطحنية (17 طن) منتهية الصلاحية وغير الصالحة للإستهلاك بدلاً عن مصادرتها وتحريزها بواسطة السلطات وفتح بلاغ في صاحبها ثم إتلافها والتخلص منها يتم تسريبها لأحد مصانع الأعلاف؟ ليقوم المواطن السوداني (الما عارف يلاقيها من وين) بإستهلاك المنتجات الحيوانية التي تعلف بها ليصاب بالسرطان وكافة الأمراض القاتلة كالفشل الكلوي والفيروس الكبدي والما عارف شنووو فتتوقف حياته وحياة أسرته (الواقفة أصلاً) وهم يلهثون وراء المستشفيات (الفارغة) والعلاج (غير المتوفر)!
لماذا لا تصل حالات السرطان (في العاصمة بس) إلى ألف حالة في الشهر ومثل هذه (الطحنية) منتهية الصلاحية بعد أن وضعت السلطات يدها عليها تجد طريقها لأحد المصانع؟ وبعد إكتشاف الموضوع (يمر عاااادي) ولا يتم حتى تحديد المسؤولين عن هذا العبث والإستهتار بأرواح المواطنين؟
في أشد البلاد كفراً (الصين) وعبادة للأصنام نجد أن من تثبت عليهم تهم (الفساد) والتلاعب بأرواح المواطنين أو ممتلكات الدولة يتم إعدامهم برصاصة في الرأس كما شاهد معظمنا ذلك عبر مقاطع الفديو المتداولة على الرغم من أن الصين ذات الـ 1٬388٬180٬000 نسمة (إحتمال ما تلاقي فيها ألف حالة سرطان في الشهر!)
العبدلله لا يتوقع أن يقوم أحد المسؤولين بعد قراءته لهذا المقال بإعادة التحقيق في موضوع (الطحنية) ده ومعرفة هذا المسؤول الذي باع ذمته من أجل سرطنة المواطنين ومن ثم إنزال العقاب الشديد عليه بما يتناسب هذا الجرم وذلك لأنو (القصة باظت) وباظت تماماً بحيث أصبح الفساد هو (الأصل) في كل موقع ونحنا (نشيل ونكتب) ونعمل في (الكسرات) لزوم التذكير ومافي (زول) شغال بينا شغلة مما يعني أن الأمور في (إدارة الدولة) وصلت إلى (درك سحيق)!

كسرة: بلد الأجنبي فيها بيصدقو ليهو بي (رشاش) الزول يسأل فيها عن (طحنية) منتهية الصلاحية ؟ هااات الحبوووب يا ااا ولد

• كسرة تصريح النائب العام: (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون)… في إنتظار ملف هيثرو (ليها شهر)!

كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو(و)… (ليها ستة شهور)

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 94 واو – (ليها سبع سنوات وحداشر شهر)؟

• كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 53 واو (ليها أربعة سنوات وستة شهور)

 

 

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة