أبواب مغلقة “ومفتاحها كلمة واحدة” وبها أيضاً سيفتح الله عليك كل الأبواب
تفضل الله سبحانه وتعالى على عباده بالنعم التي لا تعد ولا تحصي وفضل بني آدم على سائر المخلوقات وحباهم بكافة النعم؛ قال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم}؛ فمن تفضل عليك بالنعم ووهبك إياها من غير حولٍ منك ولا قوةً هو الله؛ فواجب العباد شُكر الله المُتصل على هذه النِّعم.
ومن خير الأبواب باب الشكر، ان الشكر الله صفةٌ من صفات عباد الله المؤمنين الذين قال عنهم سبحانه: “وقليلٌ من عباديّ شكور”؛ فالشكر هو دليل معرفة عظيم النعمة أو النعم التي وُهبتها من الله، وقد سمي الله نفسه بالشكور أي كثير الشكر؛ فالأولى أن يشكر العبد ربه وقد نزل العذاب بالأُمم السابقة عندما تكبروا وتناسوا شكر ما أنعم الله به عليهم من المال والصحة والجاه والبنون والتمكين في الأرض؛ فالشُّكر هو مفتاح الزِّيادة من الخيرات وهو وعدٌ ربانيٌّ جاء بصريح اللفظ في الكتاب العزيز:” ولئن شكرتم لأزيدنّكم “.
ومن شكر الله على نعمه استخدام هذه النعم في طاعة الله سبحانه وتعالى، وفي تحقيق العدل ودفع الظُّلم، وتجنب ارتكاب الذُّنوب والمعاصي؛ فشُكر القلب بالاعتراف بأنّ الله هو صاحب الفضل بالنِّعم، وشُكر اللِّسان هو ترديد قول الحمد لله مقتنعًا بها، وفي الصلاة لا بُدّ من تدبر قولنا عند الرَّفع من الرُّكوع:” سمع الله لمن حَمِد” أي أن الله يستمع ويجيب ويعطي من يحمده.
فوائد الشكر الي الله
1- دخول الشاكر في قائمة المؤمنين، لأن العبد المؤمن يتميز بشكر الله تعالى على كل ما يصيبه، إن كان خيراً فرح وشكر، وإن كان شراً احتسب وصبر، فهو يعلم أن كل ما يأتي من الله هو خير له وإن كان ظاهره شراً، وهذا ما يسمي “النعمة الباطنة”.
2- زيادة النعمة، من كرم الله تعالى أنه يكافئ العبد على شكره النعمة، فيديمها لصاحبها ويزيدها له، وليحذر المسلم من نسيانِ الشكر؛ لأنه بذلك يعرض نفسه للعذاب وزوال النعمة.
3- اكتسابُ الأجر في الآخرة، لا تقتصرُ مكافأة الله لعبده الشكور على حدود الحياة الدنيا، إنما تجتازُها لينالَ الأجرَ والجزاء العظيمَ منه تعالى في الآخرة.
4- أنها سبب للنجاة من العذاب الذي قد يحل، لأن العبد الشكور ينجيه اللهُ عز وجل من العذاب كما ينجي المؤمن بسبب إيمانه.
BBC