شول منوت.. حكاية (مرحوم إسفيري)!
شكوك عديدة انتابتني أمس الأول وأنا أطالع عدداً من البوستات الإسفيرية التي تؤكد رحيل الفنان الشاب شول منوت، ومكمن تلك الشكوك لا يتعلق بـ(فرضية الموت) فهو (حق) على كل نفس، ولكن يتعلق وبشكل مباشر بطريقة تناول الخبر في تلك البوستات الإسفيرية، والغموض الذي لازم بقية المعلومات حول تلك الوفاة، لذلك كان لابد من التحري وبدقة من صحة ذلك الخبر، وقد كان.
قمت فوراً بتوجيه الزميلة النابهة محاسن أحمد عبد الله بمتابعة هذا الملف، وذلك لعلاقتها القوية بشول نفسه فقد حاورته من قبل وساهمت في تقديم يد العون له سواء عبر الصحيفة أو عبر حسابها الشخصي بموقع فيسبوك، بعد مدة من الزمن اتصلت علي محاسن هاتفياً وأخبرتني أن هناك لغط كثيف دائر حول حقيقة الوفاة من عدمها، لذلك قامت بالاتصال ببعض معارف شول بمدينة سنار أولئك الذين أكدوا لمحاسن أنهم لم يسمعوا بخبر الوفاة إطلاقاً، لتطلب محاسن من أحدهم البحث عنه والعثور عليه بأي طريقة، وتقوم في تلك اللحظات بالاتصال بي وتخبرني بما توصلت إليه من معلومات، لأطلب منها المضي قدماً في التنقيب عن الحقيقة وأطلب من سكرتارية التحرير تأخير تصميم صفحات (كوكتيل) لحين اتضاح الأمر.
بعد الساعة العاشرة بقليل، أخبرتني سكرتارية التحرير أن الصفحات قد تم تصميمها لأقوم مرة أخرى بالاتصال بمحاسن لمعرفة ما توصلت إليه لتجيبني بأنها في انتظار اتصال من أحدهم ويدعى (قرنق) هو أحد أصدقاء شول، في تلك اللحظات قمت بالاتصال برئيس التحرير الأستاذ ضياء الدين بلال وطلبت منه أن يمنحنا بعض الوقت ريثما نقوم بالتأكد من معلومة وفاة شول، فوافق فوراً، وقام بتوجيه سكرتارية التحرير بحفظ مساحة لنا ندرج فيها ما سنتوصل إليه من نتيجة.
حوالي الساعة الواحدة صباحاً تلقيت اتصالاً من محاسن أخبرتني خلاله بأن (قرنق) عثر على شول في إحدى أحياء سنار الطرفية، وأفادتني أن (قرنق) في سبيل الوصول لشول قام باستئجار دراجة بخارية تنقل بها حتى وصل لشول والذي بدا مذهولاً بخبر وفاته، وظل يردد على مسامع الزميلة محاسن عبارة واحدة: (لا حولااا…حرام عليكم والله… أنا حي والله لسه ما متّ)!
بسرعة شديدة قمنا بصياغة الخبر وإرساله لسكرتارية التحرير، فيما وجه رئيس التحرير فوراً بوضع الخبر في الصفحة الأخيرة وذلك لأهميته ولإنهاء الجدل الإسفيري الدائر حول وفاة شول، وقد كان، لينتهي مفعول تلك الشائعة الخبيثة والتي أعتقد أنها كانت أخطر (شائعة موت) خلال السنوات الأخيرة لعدة أسباب؛ في مقدمتها اختفاء شول نفسه وعدم امتلاكه لهاتف يمكنه من الاتصال بأي صحفي لإخطاره بأنه على قيد الحياة، ليصبح بين ليلة وضحاها (مرحوماً إسفيرياً)!
قبيل الختام:
التحري من المعلومة قبل نقلها لأي مكان هو (واجب مقدس)، لذلك فهي دعوة منا لكل نشطاء الأسافير ومدراء القروبات وأعضائها بالتريث قليلاً قبل إرفاق أي معلومة أو خبر، فما أسهل (النقل) وما أصعب (تأثيراته) على المنقول عنه!
شربكة أخيرة:
مخطئ من يقول إن الصحافة الورقية ستندثر قريباً، فهي تثبت في كل صباح جديد أنها (مقياس التحقق) ونفي الأخبار (المضروبة) والشائعات (الخبيثة).
أحمد دندش
خلااااااااااص يا كارل برنستين .. بالله قوم لف .. عالم متخلفين .. أكاد اجزم بانتفاخ اوداجك فخرا بما تعتقده انجازا أو سبقا
هل العين بعد الاذن تجزي مكانه ؟ ام الاذن بعد العين يهدي كما تهدي؟ …لا بديل للصحافة الا الصحافة .
ما عارف ليه انا شاكي فيكم شكك مبااااااااااالغ فيه
قوووووووم لف يا وهمي