اقتصاد وأعمال

حلوى “العملة” الوطنية تغزو الأسواق.. المخيلة الشعبية والواقع الاقتصادي

لم تتذوقوا طعم حلوى تغزو الأسواق هذه الأيام، لكنها ستلفت انتباهكم كونها مغطاة بتصميم للأوراق النقدية (البنكنوت) لعملتنا الوطنية، وبجميع الفئات، وتتوسط بتصميمها الملفت الذي يماثل بنسبة مائة في المائة فئات العملة الوطنية حلويات (السيما، كمارا، شوكولاتة)، التي يفضلها الأطفال عادةً، ولو كانت المصانع تتصدى لجذب زبائنها من الأطفال بمذاق الحلوى، فإنها هذه المرة تجذبهم بكون الحلوى نفسها عبارة عن الفئة المالية التي سيدفعونها.

(1)
مرت العملة الوطنية وفئاتها المختلفة بالعديد من تسميات أطلقتها المخيلة الشعبية، ليس فقط لتدهورها في الفترة الأخيرة، بل بالعكس لقيمتها عند ممن يملكونها، ويطلق الكثيرون خاصة العمال والأطفال على الجنيه لفظ (كلب)، وإن كانت هذه التسمية من أثير مخيلة أطفال الشوارع والمشردين، وكثيراً ما جرت على ألسنتهم، وربما يرى البعض أنها (كود) في معاملاتهم الخاصة ولا تعبِّر بالضرورة عن كنه اقتصادي أو حتى لفظ مسيء.

(2)
أطفال أيضاً يسمون فئة (الخمسين جنيهاً) بالبقرة، وهي تسمية لديها رمزيتها في الضخامة والقيمة النقدية لهذه الفئة بالذات، وكثيراً ما يبدو الأطفال بفرح كبير كونهم ظفروا بهذه الفئة النادرة في يومياتهم التي لا تتعدى الجنيه والخمسة جنيهات، كمصروف مدرسي أو حتى حافز مستحق لنجاح، لكن ظهور حلوى للأطفال في هيئة العملة، يبدو أمرا مثيرا، وقد لا يستقيم معها، كونها تعبِّر عن الهوية الوطنية والسيادة وتحمل خاتم بنك السودان المعروف “أتعهد بأن أدفع لهذا السند مبلغ..”، لكن من المهم أن نذكر تدهور العملة الوطنية خاصة في الفترة الأخيرة أمام العملات الأخرى خاصة الدولار.

اليوم التالي.