رأي ومقالات

حاويات المخدرات .. أين الفاعلون؟!

-1- مرَّةً أُخرى تُضبط حاوية مخدرات، دون معرفة الجُناة الذين رتَّبوا وخطَّطوا لبثِّ هذه السموم.

لا تُوجد جهةٌ تُوفِّر معلومات عن الجناة، وتجيب عن السؤال: من هم؟ ولماذا لا يُقدَّمون لمُحاكمات تحت أشعة الشمس؟!

اكتشاف شحنات المخدرات، والقبض على الحاويات في بورتسودان أو سوبا، لم يعد خبراً ذا قيمة صحفية؟!

الجميع ينتظرون خبر القبض على الجناة، وتقديمهم لمُحاكمات علنية.

هذه المرَّة اتَّضح أن الشحنة تحوي أحدث وأخطر أنواع المخدرات الرائجة عالمياً في الأوساط الشبابية، وهي (جاقوار 2017)، و(قولد)، و(كرزتين) و(النخلة الذهبية).

المُجازفة بهذه الكمية الكبيرة مؤشَّرٌ لوجود طمأنينة، مُترتِّبة على نجاحات سابقة، أغرت بالتَّمادي في الفعل الإجرامي، دون اكتراث للعواقب ربما لأنها آمنة!

-2-

صحفية (السوداني) المتميزة، هاجر سليمان، التي أعدَّت أمس، تقريراً وافياً عن الحاوية، التي تم ضبطها بنقطة تفتيش سوبا الجمركية، واستهلَّت تقريرها بمُقدِّمة أقرب للصعقة الكهربائية؛ كتبت هاجر الآتي:

(على الرغم من أن القاعدة العالمية المُتَّبعة في حالة ضبط مخدرات قادمة من خارج البلاد، هي أن يتمَّ تسليمها تسليماً مُراقَباً، وتركها تمرُّ بسلام عبر موانئ دولة المقصد، للكشف عن صاحبها الأساسي، إلا أنه في السودان جرَت العادة على الإعلان بضبط حاويات مخدرات، دون الوصول إلى المتهمين الأساسيِّين فيها، الأمر الذي يُضيِّع الخيوط فيصبح الإنجاز مبتوراً).

وقبل فترةٍ كتب الزميل الطاهر ساتي مُعلِّقاً على حاويات المخدرات: (هل يُمكن أن يتجرَّأ تاجر مخدرات – قادماً إلى بلادنا كان أو عابراً – ويجلب حاويات مخدرات إلى الميناء الرئيسي للبلد، ما لم يكن مطمئنَّاً على سلامة العبور أو ثغرات التحرِّي؟).

3-

نعم، هناك ما يُغري عصابات المخدرات، بأن تُرسل كميَّاتٌ كبيرةٌ إلى السودان، عبر الميناء الرئيسي.

ربما تثقُ تلك العصابات في وجود ثغرات تُمكِّنها من إدخال هذه الكمية بكُلِّ سهولة ويسر.

أو على أسوأ الفروض، إذا تم اكتشافها، فهناك ثغرات تمكِّن أفرادها (من مرسلين ومستقبلين)، من الهروب والنجاة من حُكم القانون.

يخرجون من جريمتهم خروج الدخان من السيجارة.

-4-

مع هذا يجب ألا ننسى أن اكتشاف شحنات المخدرات، من قِبَلِ الشرطة قبل وصولها للمُستهلكين، عملٌ تستحقُّ عليه الإشادة والتقدير مع قبول التنبيه لدلالة الواقعة.

في مرَّات كثيرة دلالة الحدث تُصبح أهمِّ من تفاصيله.

محاولة تهريب كميَّاتٍ كبيرةٍ من المخدرات، عبر منافذ رسمية، مع تكرار المحاولة وغموض الفاعلين؛ أمرٌ يستحقُّ البحث والتنقيب لوضع الحقائق على طاولة الرأي العام.

كلّ يومٍ يمضي ولا يتم الإعلان عن أصحاب حاويات المخدرات، يجعل الشائعات تتكاثر ويتَّسع نطاقها ليضم أبرياء.

-أخيراً-

مصدر الفعل أهمُّ من الفعل في مثل هذه الحالات!

ضياء الدين بلال

تعليق واحد

  1. نسال الله ان يتم القبض على من يسعى لتدمير الشباب وان يطبق فيهم شرع الله هؤلاء مجرمون اكبر اجرام الله يدمرهم ويخزيهم
    اللهم احفظ شباب المسلمين من المخدرات