علوم و تكنلوجيا

هل لديكم أصدقاء على “فايسبوك” متوفّين؟ إقرأوا هذا الخبر!

مع وفاة 3 ملايين شخص سنوياً على الأقل من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يمكن اعتبار الموقع أنّه بات “مقبرة” لما يقدر بـ 50 مليون شخص، بحسب ما نقلت “روسيا اليوم” عن صحيفة “ذا صن” البريطانية.

وتعدّ أكبر مقبرة في العالم، في وادي السلام بالعراق، حيث تحوي حسب التقديرات حوالي 5 ملايين جثّة.

وتشكل صفحاتنا الشخصية على “فيسبوك” وتعليقات “يوتيوب” (على سبيل المثال)، سجلاً ضخماً من حياتنا على الإنترنت، التي ستظلّ مدّة طويلة بعد وفاتنا.

ومع استمرار نمو مواقع التواصل الاجتماعي يوماً بعد يوم، يتحوّل المزيد من الحسابات إلى شواهد قبور رقمية. ولا يعني موت شخص ما، أنّه لن يتلقى الإشعارات على “فيسبوك” يوم عيد ميلاده.

وأوضح البروفيسور فيكتور ماير شونبرغر، مؤلّف كتاب “فضل النسيان في العصر الرقمي”، الجانب الإنساني المثير للقلق لمشكلة القرن الحادي والعشرين.

وقال ماير في حديث مع “ذا صن”: “عندما يموت الناس، يحاول أفراد الأسرة تخطي الأزمة، وهم يفعلون ذلك، ولكن ماذا لو لم يسمح لهم الإنترنت بذلك”. وأضاف: “المشكلة تكمن في تشغيل ذاكرتنا البشرية عند مواجهة هذه الذكريات الرقمية، وكأنّنا مرتبطون بهذا الماضي ولا نستطيع الهرب منه، ما يعيق قدرتنا على العيش في الوقت الحاضر”.

وتحدثت صحيفة “ذا صن أونلاين” مع “فيسبوك” و”إنستغرام” و”غوغل”، عن العدد المتزايد من الحسابات، التي تعود لمستخدمين متوفين.

ولكن، في حين اتُّخذت إجراءات تتعلق بالمستخدمين المتوفين، إلا أنّه لا يمكن لعمالقة مواقع التواصل الاجتماعي تقديم أيّ معلومات حول كيفية التخطيط للتعامل مع هذه المشكلة.

ويذكر أنّه يتم الاحتفاظ بالحسابات التي ثبت أنّها تعود لأشخاص متوفين على موقع “فيسبوك”، وتحول إلى صفحات “التراث”، ما يمنع ظهورها في الأخبار الرئيسية أو اقتراحات الصداقة.

وفي حين أنّ أيّ شخص يستطيع تعديل حسابه على “فيسبوك” ليتحول تلقائياً إلى صفحة تذكارية بعد الموت، فإنّ الإبلاغ عن حساب شخص ميت أمر مؤلم، ويحتاج إلى إثبات الموت.

وبالمثل، يمكن لمستخدمي “غوغل” الاستفادة من “مدير الحساب غير النشط”، وهي أداة تتيح تعيين تفضيل مسبق لما يحدث للحساب بعد الموت، وإبلاغ “غوغل”. كما تقوم إدارة “تويتر” بحذف أي حساب غير نشط لمدة 6 أشهر، تلقائياً.

أما “إنستغرام”، فلا يقوم بحذف حسابات المستخدمين المتوفين، حتّى يتم الإبلاغ عن الوفاة مع دليل موثّق. ولكن من غير المحتمل أن تعالج هذه التدابير، الحجم الهائل للحسابات “الميتة”، التي تنمو يومياً في كل مواقع التواصل الاجتماعي.

ويوجد أسئلة قانونية أيضاً، حول ما إذا كان ينبغي السماح لأفراد الأسرة بالوصول إلى سجلات دردشة أحبائهم وصورهم الخاصة بعد موتهم.

وفي أيار العام الماضي، طُرحت قضية في محكمة بالعاصمة الألمانية برلين، تقضي بالسماح لوالدي فتاة متوفاة عمرها 15 عاماً، بالإطّلاع على رسائلها في “فيسبوك”، بغرض معرفة سبب الوفاة.

ولكن قضت المحكمة لصالح “فيسبوك”، قائلة إنّ الورثة ليس لديهم الحقّ في قراءة رسائل الأقارب المتوفين على الموقع الاجتماعي.

روسيا اليوم