حوارات ولقاءات

أبوقردة :الحديث عن ترشيحي للرئاسة في انتخابات 2020 سابق لأوانه

الحوار مع بحر إدريس أبوقردة، رئيس حزب التحرير والعدالة، كان عبارة عن كشكول من الحديث بحكم أنه رجل مارس التمرد في يوم من الأيام، ومن ثم تحول إلى رجل سياسي يشارك في البناء السياسي للبلاد، ووزير للصحة كعمل خدمي يكاد يربطه بالعمل السياسي خيط رفيع للغاية.

على الصعيد السياسي، أكد أبوقردة، أن الحديث عن ترشّحه للرئاسة في انتخابات 2020، حديث سابق لأوانه مع أهمية الاستعداد لها، في وقت كشف فيه على الصعيد الصحي، أن داء الإسهالات المائية، تم احتواؤه بشكل تام، وأنه سيُعلن في غضون شهرين انتهاء الداء نهائياً في السودان. وكشف أن رفع العقوبات الأمريكية عن بلاده، فتح نافذة لاقتناء تكنولوجيا الصحة بالبلاد، مشيراً إلى سعيهم ضمن وزراء الصحة بدول منظمة التعاون الإسلامي ، لتوطين أمصال الوبائيات، مؤكداً أنه تمت معالجة مسألة المعايرة الدولية للأطباء السودانيين مع السعودية نهائياً. وعن حكومة الوفاق الوطني، قال أبوقردة «مختلف ألوان الطيف السياسي،شركاء في هذه الحكومة ويتحتم علينا جميعاً العمل معاً للحفاظ على وحدة السودان وهويته لأنه يعيش مرحلة مفصلية في تاريخه، ولا يقبل أي خلافات عنيفة، والسعيد يتعظ بغيره، وخير دليل على ذلك ما يحدث في المنطقة من حولنا حيث سقطت دول بأكملها ورؤساء دول». وأقرّ أن الحوار الوطني ناقش القضايا المختلف حولها بكل شفافية، وإن كان هناك بعض البطء في التطبيق، مؤكداً أن تطبيق تنفيذ توصيات مخرجات الحوار الوطني لم يتعرض للمماطلة من قبل المؤتمر الوطني، بقدر ما أن هناك تأخيراً أو بطئاً في تطبيقها، غير أن هذا التأخير له ظروفه وأسبابه الخارجة عن الإرادة. إلى ذلك، وصف أبوقردة، إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، القدس عاصمة لإسرائيل، بأنه قرار غير مدروس، سيؤجج المشكلات التي يعاني منها العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص. ونوه أنه بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لم يعد أمام اليمنيين إلا الوقوف إلى جانب الشرعية ومناصرتها لاستعادة الأمن والاستقرار لبلادهم. فإلى تفاصيل الحوار، الذي أجرته «الانتباهة» عبر الهاتف من جدة إبان مشاركة الوزير أبوقردة في مؤتمر وزراء الصحة لدول منظمة التعاون الإسلامي ،الذي انعقد مؤخراً بالسعودية:

> هل أنتم كحزب سياسي وشريك في حكومة الوفاق الوطني راضون عن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتوفير الثقة لمستحقات الأحزاب السياسية في انتخابات 2020؟
< ما يمكن أن يحدث في 2020 كلام سابق لأوانه، ولكن نستطيع القول بأن ما تم في الحوار الوطني ومناقشة القضايا المختلف حولها بكل شفافية وإن كان هناك بعض البطء في التطبيق، أعتقد ليس هناك من مخرج للسودان إلا أن نكون جميعنا يداً واحدة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ولذلك الرضا مسألة نسبية وأعتقد نحن شركاء في حكومة الوفاق الوطني وهذا يحتم علينا جميعاً العمل معاً للحفاظ على وحدة السودان وهويته خاصة وأنه الآن يعيش مرحلة مفصلية في تاريخه، ولا يقبل أي خلافات عنيفة، والسعيد يتعظ بغيره، وخير دليل على ذلك ما يحدث في المنطقة من حولنا حيث سقطت دول بأكملها ورؤساء دول . نحن لدينا تجربة سياسية كبيرة، لقد كنا في حركة متمردة وحاربنا الحكومة على مدى 9 أعوام، وبعد ذلك وقعنا اتفاقاً معها خاصة وأن الحكومة اعترفت بأن لدينا قضية بخلاف ما كانت تعاملنا به سابقاً وتصفنا بقطّاع طرق، ولكن بعد اعترافها بقضيتنا جلسنا إلى بعضنا وحصل الوفاق، انتج اتفاقاً أسهم في معالجة جذور المشكلة، سواء على صعيد التنمية أوالمشاركة السياسية العادلة في إدارة شؤون البلاد، أوالآثار التي تترتب على موضوع اللاجئين والنازحين وقضايا الصلح والتعويضات وغيرها من القضايا، حيث ناقشناها بشفافية وبصدق ووقعنا عليها وعالجناها بصدق من قبل الطرفين، أما مسألة التطبيق على أرض الواقع مسألة نسبية، ومع ذلك لا يصح أن نقول إن التطبيق يسير بصورة صحيحة 100%، ولكن أعتقد أصبحت هذه المخرجات والتوصيات ملكاً للشعب السوداني، وهذا لم يتم تطبيقه فقط في دارفور وإنما أيضاً في شرق السودان، حيث تم توقيع اتفاقية سلام بشأنه وكذلك الحال في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، الذي تم في اتفاقية نيفاشا للسلام مع جنوب السودان قبل الانفصال، ولكن بعض الانفصال أصبحت المشكلة بالأطراف السودانية بعيداً عن دولة جنوب السودان، وأعتقد أن القضايا القديمة في السودان والتي كان من بينها مشكلات الزراعة انتهت حالياً، فقط بقي تطبيق الاتفاقيات التي وقّعتها الأطراف المعنية، والتحدي الماثل أمامنا هو كيفية تطبيق هذه الاتفاقيات وإنزالها على أرض الواقع، وهذا لا يأتي بالحرب أو السلاح، إنما يأتي بالممارسة المسؤولة من قبل الأطراف المعنية، وهذه مسؤولية عامة لكافة الأطراف.> هل تعتقد أن تنفيذ توصيات مخرجات الحوار الوطني يتعرض للمماطلة من قبل المؤتمر الوطني؟
< على المستوى الشخصي لا أرى هناك مماطلة في تنفيذ هذه التوصيات ولكن أشعر بالتأخير، إذ أن التنفيذ مسألة نسبية تحكمها ظروف معينة، غير أنه لابد أن نقرّ بأن هناك تأخيراً في تطبيقها، غير أن هذا التأخير له ظروفه وأسبابه الخارجة عن الإرادة، فمثلاً نحن وقّعنا هذا الاتفاق في يوم 14 شهر يوليو (تموز) عام 2011، وبعد ما جئنا إلى الخرطوم لتنفيذ الاتفاق شاركنا في الحكومة في فترة وجيزة، اندلعت حرب بين دولتي السودان وجنوب السودان، وكان لذلك أثر سالب على تنفيذ الاتفاق بالشكل المطلوب، وهناك ظروف أخرى منطقية ليس لأحد يد فيها بشكل مباشر ، وهناك مثال آخر أنه عندما جئنا إلى الخرطوم بعد الاتفاق لم يحدث انسجام سريع بين طرفي الاتفاق ولكن بالتدرج وبالممارسة حصل ذلك، إذ لابد من إتاحة زمن لاستيعاب ذلك، فالسلطة الإقليمية لدارفور والتي أسسناها بموجب اتفاقية الدوحة، كانت بها إخفاقات كبيرة جداً، على مستوى فعالية السلطة في تنفيذ الاتفاق، ولذلك إذا كانت هناك مماطلة في تطبيق توصيات مخرجات الحوار الوطني نكون قد مارسنا ظلماً واضحاً في حق شركائنا، وعموماً لا أرى التأخير في تطبيق توصيات مخرجات الحوار الوطني يمثل مشكلة طالما توافقنا عليها، بل العكس أعتقد أن هناك فرصة كبيرة جداً أمامنا لتنفيذها بشكل متأن أفضل، عموماً هذه الفرصة تمنحنا وقتاً كافياً لتفعيل آليات تنفيذ التوصيات مرة أخرى.> ما ملابسات خلافاتكم مع التيجاني السيسي رئيس السلطة الإقليمية السابق لدارفور؟
< أؤكد لك حالياً لا يوجد بيننا وبين الأخ السيسي أي خلافات والآن لدينا حزب قائم بذاته وله حزب قائم بذاته وشارك كلانا في الانتخابات ، والآن وضعنا في الحكومة كان نتيجة لما تحصلنا عليه بسبب مشاركتنا في الانتخابات وعلى المستوى الشخصي لا توجد أي مشكلات بيني وبينه، بل العكس هناك تنسيق بيننا لتنفيذ ما تبقى من اتفاقية الدوحة للسلام في دارفور، لأن ذلك يستدعي أن يكون بيننا نوع من التواصل والتنسيق لتنفيذ الاتفاقية، و الحرص علي تنفيذها مع بعض، ولحزبينا التزامات مع حكومة الوفاق الوطني نعمل على تنفيذها.> ماذا بشأن ترشيحك للرئاسة في انتخابات 2020؟
< هذا حديث سابق لأوانه، ولكن من الواضح الانتخابات قائمة في موعدها ولابد من الاستعداد لها.> يعتقد بعض المراقبين أن مباحثات الرئيس عمر البشير في روسيا في توقيت أعقب رفع العقوبات الأمريكية عن السودان جاءت بشكل غير متوقع .. كيف تنظر إلى ذلك كشريك في حكومة الوفاق الوطني وكرئيس لحزب سياسي؟
< لا أرى أن زيارة الرئيس عمر البشير لروسيا وأهدافها ونتائجها تمثل مشكلة أو تفسر بأنها تحول لمطالبات أو مضايقات من واشنطن، فالمسألة ببساطة أن لكل دول العالم علاقات سياسية خارجية تعمل عليها بالرؤية التي تحقق لها توازناتها وفقاً لمعطياتها الداخلية ومصالح بلادها، ولذلك ينبغي فهم مباحثات الخرطوم مع موسكو في هذا السياق، فمثلاً واشنطن لها علاقات مع موسكو كما لأوروبا وآسيا والخليج وغيرها، فضلاً عن أن علاقات الخرطوم مع موسكو قديمة جداً، وكان للروس مواقف مشهودة وكبيرة تدعم السودان في المحافل الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، في كثير من الاتهامات التي وُجهت للخرطوم والمساندة لرفع العقوبات الأمريكية عن السودان، ولذلك لا يمكن للخرطوم أن تبني علاقاتها مع جهة ما أو تقطعها لسبب يتعلق بواشنطن أو موسكو أو بلد آخر في العالم، وإنما لديها توازناتها التي تخدم المصلحة العليا للبلد ، بحيث لا تنسلخ عن هوية السودان وارتباط مصيره مع أمتيه الإسلامية والعربية وأمته الأفريقية.> ولكن اعتبر البعض أن عرض الخرطوم بإقامة قاعدة عسكرية لروسيا على البحر الحمر يأتي نتيجة غبن ورسائل لواشنطن .. ما تعليقك؟
< بغض النظر عن التفاصيل الكثيرة التي صاحبت هذه الزيارة، إلا أن بعض الجوانب الفنية في هذه القضية، قد تكون إجابتها لدى المؤسسة العسكرية، ولكن من ناحية سياسية لا أرى أن هناك أي غضاضة في أي نوع من التعامل السياسي الذي ينطوي على المصالح العليا للبلد لطالما تحتفظ بمستحقات أمتيه العربية والإسلامية في خلق علاقات متوازنة.> كيف تنظر إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل؟
< هذا قرار غير موفق وجاء في وقت غير مناسب لاستيعابه أبداً بل جاء في وقت حسّاس للغاية لدى الأمة العربية والعالم أجمع، حيث تعاني المنطقة من نزاعات واضطرابات وحروب وعدم استقرار، فضلاً عن زيادة نشاط الإرهاب الذي اتسعت رقعته وانتظم العالم أجمع، ولذلك هذا القرار رفضه كل العالم ماعدا أمريكا وإسرائيل، فقد نددت به الدول الأوروبية والآسيوية والأفريقية والأمم المتحدة، فضلاً عن العالمين العربي والإسلامي وكياناته، بل حتى داخل الإدارة الأمريكية هناك من رفض هذا القرار، باعتبار أن هذا القرار سيؤجج المشكلات التي يعاني منها العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وسيغذي ويشجع الإرهاب ويفسح له بيئة ومناخ لمزيد من النشاط الإرهابي، فضلاً عن أن سيزيد التعقيدات المتصلة بالقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب، ومن ناحية سياسية، أرى كسياسي وكرئيس حزب سياسي أن هذا القرار غير موفق وأتى في وقت غير مناسب، بل أشك في أن يكون هذا القرار مدروساً من أساسه.> هل سيضر هذا القرار بالصداقة التي أسسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع العالم العربي والإسلامي والأفريقي خلال القمم الـ 3 التي عقدت بالرياض أم أنه استغلال للوضع المهترئ الذي يعيشه العالم العربي وتساقط العديد من دوله في الآونة الأخيرة؟
< أنا أشك حتى في أن هذا القرار مدروس من أساسه، كأنه تغريدة من ضمن تغريدات الرئيس دونالد ترامب التي يطلقها بين الفينة والأخرى في وسائط التواصل الاجتماعي، مع اعتبار أن هناك بالفعل وضع متأزم في المنطقة العربية والإسلامية أدى إلى تشتت وزعزعة الاستقرار في بعض دول المنطقة، كما في سوريا واليمن وليبيا والعراق وغيرها من البلاد ،التي لا زالت تترنح تحت تأثير الربيع العربي، حيث عدم التماسك بين البلاد العربية بالشكل التضامني الواسع قد يكون ساعد على ذلك، ولكن القرار نفسه قرار غير منطقي وغير سليم في كل الأحوال.> ما تقييمك لمعطيات مقتل صالح في اليمن وكيفية احتواء تأثيره على استقرار اليمن؟
< لم يكن تحالف الرئيس السابق الراحل علي عبد الله صالح مع الحوثيين تحالفاً موفقاً لأنه لم يكن قائماً على منطق وعلى ثقة وأسس، ولذلك أعتقد أنه لم يعد أمام اليمنيين أي خيار غير توحيد صفهم بأن يلتفوا حول الشرعية ومناصرتها لاستعادة الحكم إلى البلاد.> ما خطتكم لاستيعاب ثمرات رفع العقوبات الأمريكية في تعزيز الرعاية الصحية والتصنيع الدوائي؟
< بالتأكدي لدينا خطة لاستيعاب ثمرات رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، من حيث تعظيم الخدمة الصحية وجعل القطاع الصحي حقلاً جاذباً للاستثمار، خاصة وأنه للأسف القطاع الصحي كان أكثر القطاعات تأثراً بالعقوبات الأمريكية، وكنا قد بدأنا قبل رفع العقوبات في تنفيذ استراتيجية لاستغلال الفرص غير المتاحة، حيث إننا أثناء فترة العقوبات، حددنا كيفية استغلال الفرضيات، إذ كنّا في السابق لا نستطيع أن نتعاون مع العديد من الدول، والمنظمات الدولية المعنية بصحة الإنسان، فمثلاً في برنامج الرئيس الأمريكي مكافحة الأيدز في العالم، لم نستطع الاستفادة منه، ولذلك أضاعت علينا العقوبات فرصاً كثيرة جداً، للإسهام في تطوير القطاع الصحي والطبي بشكل كبير. وبعد رفع العقوبات، أصبحت هناك فرص جديدة تلوح في الأفق، ستجذب المهتمين بالقطاع على صعيد المنظمات العالمية والاستثمار الأجنبي، لتعظيم وتطوير القطاع في المرحلة المقبلة، كذلك أصبحت لدينا إمكانية للاستمرار في تصنيع واستيراد الأدوية، وجلب التكنولوجيا والتدريب المتقدم، للكوادر السودانية، وتصنيع واستيراد الأجهزة الطبية المتقدمة. وعلى المستوى السياسي، بعد رفع العقوبات، هناك فرصة أكبر لبناء علاقات استراتيجية مع أمريكا، مع أنه هناك ما يسمى قائمة الإرهاب التي تحتاج لجهد لإزالة السودان من هذه القائمة، ولكن الفرصة مواتية حتى مع دول أخرى مهمة في العالم، ليقيننا أن ذلك سيساعدنا في تنفيذ استراتيجيتنا المستهدفة لتوطين تقانة وتكنولوجيا القطاع الصحي.> انتشرت قبل فترة ما أطلقتم عليها الإسهالات المائية وأدت إلى وفاة العديد من المرضى وصحب ذلك جدل حول ماهية هذا المرض .. ما الموقف الآن وهل تم احتواء المرض بشكل نهائي؟
< هذه الحالة المرضية انتهت الآن في كل ولايات السودان، ولكننا لم نعلن عن ذلك، وذلك لأننا حددنا فترة مراقبة وما أن تنتهي سنعلن ذلك رسمياً، ومنذ فترة توقفت الحالات المرضية، ومن هذا المنبر أود أن أطمئن الشعب السوداني، أننا منذ وقت طويل لم نرى حتى هذه اللحظة حالة مرضية، وعموماً فإنه سيتم الإعلان رسمياً عن جلاء المرض بشكل نهائي في فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة شهور.> انتخب السودان مؤخراً رئيساً للشبكة العالمية للصحة في جميع السياسات .. ماذا يعني ذلك؟
< لقد كان ذلك انتصاراً جديداً للسودان ، يدلل على عافية علاقاته الدولية واستعادته لدوره الطليعي في المنظومة الدولية، حيث جاء ذلك في الاجتماع العالمي الذي نظمته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الحكومة التايلاندية بالعاصمة بانكوك بمشاركة 60 دولة من الدول الأعضاء بالمنظمة. وبهذه المناسبة، تم اختياري رئيساً لهذه الشبكة، كما تم تشكيل المكتب التنفيذي للشبكة العالمية ويضم ستة دول هي السودان وتايلاند وأستراليا وفنلندا وممثلين عن منظمة الصحة العالمية والمركز العالمي للصحة بجنيف، حيث كان السودان أول من بادر في عام 2014 وعلى مدى 3 سنوات نظمنا لقاءات بمشاركة العديد من الدول. وتعد الشبكة الآلية التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية لرسم السياسات الكلية للصحة، في إطار المشروع الذي تقدم به السودان في العام 2015، لوضع الصحة في كل السياسات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغطية الشاملة بخدمات الرعاية الصحية الأساسية للوصول لهذه الأهداف بالسرعة المطلوبة.> شاركت في اجتماع وزراء الصحة لدول منظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد مؤخراً بالسعودية .. ما تقييمكم لمخرجات هذا الاجتماع والثمرات المرجوة منه؟
< أتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة توطين الأمصال واللقاحات، لدول منظمة التعاون الإسلامي، من حيث الأسعار والكميات، خاصة وأن العديد من دول المنظمة تقع في حزام الأوبئة، من بينها الحمى الصفراء والكوليرا و غيرها من الأمراض الوبائية، حيث إن "الإيبولا" تعدّ تحدياً صحياً دولياً. إن موضوع توطين اللقاحات أحد أهم التحديات التي تواجه دول منظمة التعاون الإسلامي، حيث إن تقنيتها المتعلقة بها معقدة جداً، ومكلفة جداً، وتمتلكها شركات معينة، ولذلك تم تكوين لجنة للحصول على التقنية وإعداد استراتيجية لتوطين الأمصال لدول المنظمة. إن الاجتماع السادس لوزراء الصحة بدول منظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد بالسعودية أخيراً، وقف على ما أُنجز بخصوص نتائج الاجتماع السابق المنعقد في انقرا بتركيا، كان قد تم تحديد 6 محاور وأُسندت لبعض دول المنظمة"، ومن أهمها التعامل مع الطوارئ في دول منظمة التعاون الإسلامي. اتفقنا في دول منظمة التعاون الإسلامي، على التدريب المكثف للكوادر ومتابعة حتى توطين اللقاحات، حيث توجد دولتان فقط داخل المنظمة لديهما 12 من الأمصال المعنية حيث تتمتعان بشهادات تأهيل من قبل منظمة الصحة العالمية، مثل إندونيسيا والسنغال ولديهما 12 نوعاً من الأمصال من بينها مصل الحمى الصفراء". تناولنا في اجتماعنا الأخير مواجهة الطوارئ الصحية ، فالعديد من دول المنظمة، متأثرة بالاضطرابات وعدم الاستقرار في ظل وجود لاجئين ونازحين، من خلال العمل على توطين الدعم والعلاج وتوطين المقدرات ذات الصلة في المستقبل، حيث يعتبر ذلك جزءاً من خطة استراتيجية موجودة للفترة بين2014 إلى 2023، وهناك ضرورة لنقل وتبادل تجارب الدول المختلفة الناجحة للاستفادة منها في مختلف السياسات المعنية بقطاع الصحة، مع مشاركة المعلومات.> ما أوجه التعاون بين الخرطوم والرياض في المجال الصحي والطبي؟
< هناك تعاون كبير بين البلدين في القطاع الصحي، حيث إن هناك اتفاقية موقعة بين البلدين منذ عامين، تشتمل على 4 محاور رئيسية، تعنى بتأهيل الكوادر بين البلدين، وتكوين لجنة مشتركة ابتداءً من العام المقبل ستتم مخاطبة الاحتياجات الحقيقية، من المملكة سواء أكان أطباء أو كوادر صحية، حيث يوفر السودان العدد المطلوب سنوياً، الذي يبلغ الآلاف. ويشمل التعاون الصحي بين البلدين، تدريب الأطباء النواب، حيث بدأ العمل فيها، بجانب برنامج انتداب الاستشاري الزائر للاستشاريين الكبار كمدربين وممتحنين خارجيين لمدة تتراوح بين شهر إلى شهور وهو أيضاً بدأ، بالإضافة إلى أن البلدين، عالجا مسألة معايرة الأطباء الدولية والاعتراف ببعض التخصصات كطب الأسرة والمجتمع بشكل نهائي.الانتباهه.